رغم ان كل الأطراف أجمعت وأتفقت أراؤها بأنه لا مفر من الاستعانة »بالوجوه الجديدة« كمطلب ضروري لانقاذ الدراما التليفزيونية من هوجة أرتفاع أجور النجوم التي تعدت كل الحواجز والسدود وأصبحت تصب الآن في خانة الملايين.. الي جانب أن هذا المطلب يتيح ضخ دماء جديدة في شرايين الدراما من تأليف وتمثيل واخراج.. الا انه سيظل مجرد شعار ليس له محل من الأعراب نزولا علي رغبة التسويق الذي يلهث وراء النجوم.. ولكن من يملك حق تفعيل هذا الشعار.. الجهات الرسمية أم الخاصة؟! في البداية تقول الفنانة سميرة أحمد: نحن في حاجة الي وجوه جديدة بالمعني الشامل فهناك الكثير من الممثلين المغمورين الذين يحتاجون الي فرصة في ظل زيادة كم المسلسلات التليفزيونية في الفترة الأخيرة بشكل كبير واصبحت ظاهرة تكرار الممثلين المتواجدين علي الساحة من اكبر افات الدراما والتي تتسبب في حالة تشويش وخلط لدي المشاهدين واضافت احرص دائما علي تقديم اكبر عدد ممكن من مسلسلاتي سواء من الشباب أو غيرهم وكثيرا منهم أصبحوا بعد ذلك نجوما والقائمة طويلة في مسلسلات »أميرة في عابدين«، »جدار القلب«، »امرأة من زمن الحب«، »وصولا الي »ماما في القسم« واكدت بأن وجود دماء جديدة مسئولية كل من له مصلحة في استمرار الدراما وازدهارها وحول امكانية نجاح مسلسل تليفزيوني يعتمد علي وجوه شابه أوضحت بأن التجربة قد تنجح سينمائيا، أما الدراما التليفزيونية فمعايير التسويق والاعلان يمثل عائقا أمام خروج مثل هذه التجارب. ويقول المؤلف محمد السيد عيد: لست ضد تولي مخرج شاب اخراج اي من اعمالي بشرط ان يكون له سابقه اعمال تجعله مؤهلا لعمل كبير واظن ان الجهات الرسمية مطالبه بتقديم المؤلفين والمخرجين الشباب من خلال سهرات درامية أو سباعيات أو اعمال اجتماعية واعتقد ان التولفية يمكن ان تتم من خلال مخرج شاب مع مؤلف صاحب خبرة أو العكس واذكر ان اول اعمالي كان مع المخرج الكبير الراحل يحيي العلمي في مسلسل »الزيني بركات« وكانت النتيجة رائعة وأضاف بأن الدراما التليفزيونية تضم عددا كبيرا من المخرجين الواعدين منهم أمل أسعد ومحمد الرشيدي وأحمد فوزي وعمرو الشيخ وايمان حداد وهؤلاء حصلوا علي فرصتهم من خلال جهات الانتاج الخاص رغم ان المفروض ان تأتي المبادرة من جهات الانتاج الرسمي »قطاع الانتاج وصوت القاهرة« التي يفترض فيها انها جهات غير ربحيه بقدر ما تبحث عن القيمة وتدعيم صناعة الدراما وأضاف بأن الدماء الجديدة ليست مطلوبة من المخرجين والمؤلفين فقط بل نحن في حاجه الي جيش من الممثلين الجدد واكد بأن وجود نجم في بطولة اعماله امر لا يفكر فيه ولا يعنيه بقدر ما يهمه ان يكون الممثل جيدا وقادرا علي تجسيد الشخصية واستشهد بمسلسل »الزيني بركات« الذي قدم احمد بدير ونبيل الحلفاوي كابطال وكانا رائعين، كما كان كمال أبورية هو بطل »قاسم امين« والان احمد شاكر مع »رجل لهذا الزمان«. ويقول المنتج اسماعيل كتكت: طبعا نحتاج الي وجوه جديدة في جميع مجالات الدراما والاخراج والتأليف والتمثيل وغيرها وأضاف بأن ذلك هو دور كل منتج واع سواء خاص أو رسمي وأضاف بأن هناك دورا ايضا للقنوات والاعلانات من خلال شراء الاعمال التي تعتمد علي الوجوه الجديدة. وأضاف بأن وجود اجيال من الممثلين الجدد سيعيد المعادلة الانتاجية الي وضعها السليم ولكن ما يحدث في الدراما الان ضد الصناعة ويمثل نوعا من التخريب ويحمل شبهة دخول غسيل الأموال في صناعة الدراما. ويؤكد المنتج جمال العدل انه دائما يحرص علي وجود اجيال جديدة سواء في السينما أو التليفزيون ولقد قدمت علي مدار السنوات الماضية الكثير من المؤلفين والمخرجين منهم ايمان حداد وامل أسعد، غادة سليم وهالة خليل ومحمد العدل واحمد فتحي غانم وغيرهم تولوا اخراج اعمال ضخمة لكبار النجوم امثال يسرا وجمال سليمان واكد بأن المخرجين الشباب لديهم احدث التقنيات والاساليب الجديدة ولديهم الدافع لاثبات وجودهم بفكر واحساس جديد ولا يتوفر لدي القدامي الذين يتعامل بعضهم مع المسلسل باعتباره »سبوبه« ورقم سيضاف الي رصيده في البنك وليس في الفن اعتمادا علي تاريخه السابق وبالتالي يقل طموحه وأضاف بانه يحرص علي متابعة المخرجين الشباب قبل الاستعانة بهم وهو ما ينفي وجود مخاطرة في تقديمهم وانهي حديثه بأنه سيقدم هذا العام مخرجا لأول مرة هو تامر محسن من خلال مسلسل »تحت السيطرة« تأليف مريم ناعوم وسيتم الاستعانة بعدد كبير من الوجوه الشابه ليكون العمل نموذجا للاستعانة بأجيال جديدة في جميع المجالات. وتقول راوية بياض رئيس قطاع الانتاج ان القطاع كثيرا ما يقدم علي انتاج اعمال ضخمة وبالتالي من الصعب الاستعانة بمؤلفين أو مخرجين جدد تجنبا للمخاطرة ولكن ذلك لا يمنع من وجود فرص للشباب من خلال مسلسلات ال51 حلقة أو السباعيات والسهرات الدرامية وهناك تفكير في القطاع لعودة هذه النوعيات من الدراما خلال الفترة القادمة.