زرت مدينة شرم الشيخ من قبل مرات عديدة في كل مرة كنت أشعر أن هذه المدينة تشع بهجة وسعادة علي زائريها وسائحيها الذين يفدون إليها من كل بقع العالم في هذا التوقيت، قبل عامين كانت فنادق شرم الشيخ السياحية جميعها ترفع شعار "كامل العدد" سياح العالم يحرصون علي قضاء إجازتهم في مدينة السحر والجمال والسلام يقضون اوقاتاً سعيدة ويعودون الي بلادهم محملين بدفء الشمس ودفء المشاعر المصرية التي تحتويهم طول فترة اقامتهم في شرم الشيخ علي امل سرعة العودة اليها من جديد. كلما سمحت الفرصة اما شرم الشيخ اليوم فانني رأيتها قد تحولت الي مدينة باكية باليأس والحزن علي العاملين في قطاع السياحة والفنادق بسبب الاضطرابات التي ضربت السياحة في مقتل.. التقيت بكثير منهم وكانوا يشكون من تقلص عدد العمالة بنسبة 50 ٪ علي الاقل وتخفيض الرواتب بشكل كبير للفنادق والمنتجعات السياحية التي تبهر العالم اجمع ورايتها وكأنها تذرف دمعة حزن علي الحال الذي وصلت اليه السياحة في مصرنا العزيزة وكاننا ذبحنا بايدينا وبافعالنا الفرخة التي كانت تبيض لنا ذهبا كل طلعة شمس في شرم الشيخ وشقيقاتها من المدن السياحية والأثرية التي يأتي اليها السياح من كل دول العالم. السياح ياسادة لا يسمعون ولا يشاهدون ولا يقرأون عن مصر الا التناحر ولغة الدم والحوادث وفقد الأمن وكانت نصائح دولهم (ابعدوا عن مصر) لأن من يذهب اليها فليتحمل التبعات وللأسف هذا علي غير الحقيقة حيث ان مصر رغم صراعاتها السياسية فهي أكثر بلاد العالم أمنا وأمانا. شرم الشيخ تعاني ايضا من النقص الحاد في الوقود والبنزين لدرجة أنني شاهدت اطول طابور من السيارات يزيد طوله علي ثلاثة كيلومترات حتي يحصل اصحاب السيارات علي البنزين او السولار لدرجة ان سائقي الأجرة ابلغوني انهم قد ينتظرون اكثر من ست ساعات للحصول علي البنزين، وأتساءل أين ذلك من التصريحات الوردية لوزير البترول والسادة المسئولين بالحكومة.