الأقصر من أجمل البقاع السياحية التي يعشقها السياح من مختلف دول العالم يأتون إليها قاطعين مسافات عبر قارات ودول مختلفة نظراً لتميزها وآثارها ومعالمها الجميلة والنادرة ولاتخلو الأقصر من عشاقها وزوارها الذين يأتون إليها صيفاً أو شتاءً ولكن أكثر ما يميز الأقصر هو شتاؤها الدافيء وشمسها المضيئة وتبقي أغنية العزبي الشهيرة "حلاوة شمسنا وخفة ضلنا" مثلا يطلق علي الأقصر. في الشتاء كانت الأقصر لا تخلو من زيارات الرئيس السابق حسني مبارك لقضاء الأوقات بصحبة عائلته والاستمتاع بدفء وحلاوة شمس الأقصر الأمر الذي أدي إلي امتلاكهم فنادق وقري سياحية داخل المدينة وكذا بعض وزراء النظام السابق الذين كانوا يرون في الأقصر مشتاهم. أما في الصيف فكانت الأقصر تخلو من أي زيارات للمسئولين ولم يرد أن قام بزيارتها أحد المسئولين صيفا نظرا لارتفاع الحرارة التي تتجاوز الأربعين درجة. البعض اعتبر الأقصر مصيفاً خاصا لينعم بالهدوء ليلا وليري المعالم الأثرية في وضح النهار غير مكترث بحرارة الجو ولهيب الشمس وهذا ما أدي ببعض السياح إلي ان يجعلوا الأقصر قبلتهم المنشودة صيفا بالرغم من نزوح أهلها إلي المصايف كالاسكندرية وبورسعيد والغردقة وجمصة أو حتي القصير. والآن وبالرغم من شدة حرارة الجو وتداعيات ثورة 25 يناير وحالة الانفلات الأمني غير المسبوقة إلا ان الأقصر برهنت علي أنها تتعافي سريعاً لكي تسترد مكانتها السياحية العالمية.. الموسم السياحي يبدأ فعليا في شهر أكتوبر وتشهد أغلب الفنادق والمراكب السياحية أعلي معدلات للاشغال يصل في شهر يناير علي أعياد الكريسماس إلي 100%. يشير الخبير السياحي سيد الغزالي إلي ان الأقصر لا تخلو من السياحة الروسية صيفاً وشتاءً لأن السياح الروس يستمتعون بشمسها نظراً لأن روسيا من الدول البيضاء التي تقل فترة ظهور الشمس بها. كما ان هناك بعض الجنسيات الأخري التي تفضل زيارة الأقصر صيفاً أو شتاء وذلك لان الهدف من زيارتهم هو رؤية المعالم الأثرية أولاً ولا يمثل ارتفاع درجة الحرارة أي عقبة أو مشكلة بالنسبة لهم ومن هذه الجنسيات الهنود وجنوب أمريكا. وقال الخبير السياحي كمال كردي ان الأقصر من أهم البقاع والمزارات الشتوية. أما في الصيف فهناك حالة ركود تام تحاول الشركات السياحية التغلب عليها عن طريق تخفيض الأسعار للرحلات وعمل خصومات وحوافز تشمل أسعار التذاكر والاقامة وذلك حتي تتمكن الشركات السياحية من ممارسة عملها بصفة مستمرة وليس بصفة موسمية. يضيف النوبي حسن "صاحب إحدي الشركات السياحية" أن السياحة الصيفية غير مريحة وذلك لأن الوافدين يأتون صيفا بسبب انخفاض الاسعار وهم غالباً من أبناء الطبقة المتوسطة داخل بلادهم ولكن "في سياحة أحسن من مفيش". وينادي النوبي بضرورة العمل علي تهيئة السياحة الداخلية وعودة قطار الشباب. بالاضافة إلي ايجاد سبل وموارد أخري غير السياحة حتي يتمكن أهالي الأقصرمن تدبير أمور حياتهم في حالة عدم وجود سياحة. جمعية المرشدين السياحيين وبعض الخبراء السياحيين طالبوا بضرورة فتح المزارات السياحية ليلا الأمر الذي يؤدي إلي ارتفاع معدل الزيارات في الصيف نظراً لارتفاع درجة الحرارة نهاراً. يقول أنور أبوالمجد "نقيب المرشدين" ان النقابة قامت مؤخراً بدعوة المحافظ اللواء خالد فودة للحوار مع المرشدين وسماع آرائهم وفي اليوم التالي قام المحافظ برفقة نقيب المرشدين بزيارة تفقدية لبعض المواقع الأثرية للوقوف علي احتياجاتها. كما تقوم النقابة بوضع مقترحات تعمل علي تنشيط السياحة صيفا وشتاءً. أكد أبوالمجد ان وزير السياحة وافق علي صرف مليون جنيه دعماً لصندوق المعاشات للمرشدين مشيراً إلي ان السياحة مصدر دخل هام يجب الحفاظ عليه وفي سبيل ذلك قامت النقابة بارسال مكاتبات إلي المجلس العسكري ومجلس الوزراء ووزراء السياحة لحث الجميع علي فرض الأمن وهيبة الدولة. كما تقدمت باقتراحات للنهوض بالسياحة. أوضح محمد الجميل "الخبير السياحي" ان السياحة موجوة في الأقصر صيفا ولكن بنسبة ضئيلة جدا حيث لا يتجاوز عدد نزلاء أي فندق أصابع اليد الواحدة مشيراً إلي ان مقصد السائح صيفا هو شرم الشيخ أو البحر الأحمر. إلا ان ذلك لا يمنع من وجود بعض السياح الذين يأتون علي فترات متفاوتة من أوقات السنة إلي الأقصر ويستقلون عربات الحنطور علي الكورنيش ليلا للاستمتاع بالهواء العليل ونسمات الجنوب وبالنهار أفراد ومجموعات سياحية داخل أروقة المعابد بالرغم من شدة الحرارة. لقد رفض بعض السياح وعلماء الاثار المقيمين بصفة شبه دائمة مغادرة الأقصر صيفاً أو شتاء أو حتي أثناء الثورة ومازالوا يقيمون. يقول ستيفن ماكلان "عالم آثار ألماني" إنه لن يغادر الأقصر مهد الحضارات لأنه أصبح واحداً من مواطنيها وشعبها. ويضيف أعشق الأقصر ولا يهمني جوها صيفا بالرغم من أنه حار جادً الا ان حرارة الأهل وحفاوة استقبالهم وكرمهم تجبرني علي البقاء بها مشيراً إلي ان لديه أصدقاء كثيرين من الأقصر وهم يعملون منذ فترة في مشروع لاعادة إحياء آثار وتراث توت عنخ آمون إلي مكانه الأصلي بجبل القرنة. أوضح ستيفن أن هناك الكثير من الغرباء أمثالي يعيشون بالأقصر يحفظون شوارعها ويأكون من أكلها وأصبحوا أقصريين.. قامت محافظة الأقصر بتنظيم مهرجان تنشيط للسياحة استمر ثلاثة أيام منذ مطلع الشهر الجاري وتخلله فقرات فنية وشعبية وأحياه الفنان حجازي متقال وجددت الدعوة فيه لجميع شعوب العالم لزيارة مصر والأقصر والاستمتاع بحفاوة أهلها وزيارة آثارها في إطار الاستعداد للموسم السياحي الشتوي وحضر الحفل العديد من السياح الذين أتوا لزيارة الأقصر صيفاً واعتبروها مصيفاً لقضاء أجمل أوقاتهم وانطبق عليهم قول "وف كل عام وقت المرواح بتبقي مش عايزة تروح".