وسط الجو الحماسي الذي ادلي فيه المصريون بأصواتهم في الاستفتاء علي اول دستور بعد ثورة 52 يناير برزت أصوات النساء وكانت طوابير السيدات والفتيات من مختلف الفئات والأعمار تتسم بالطول والكثافة أمام اللجان في المرحلة الأولي للاستفتاء . لقد لفت نظري أثناء قيامي بالادلاء بصوتي ان للسيدات حضورا مكثفا وملحوظا في طوابير الاستفتاء حتي انهن تفوقن علي الرجال في العدد والالتزام بقواعد النظام امام بعض اللجان، كما حرصت العديد من المسنات علي المشاركة في صبر .. كان المشهد حضاريا للغاية، حوارات راقية وهادئة بين المؤيدين والمعارضين، الشباب يساعد كبار السن والمرضي، الوحدة الوطنية تجسدت امامي في صداقات بين الناخبات .. وكان الولاء لتراب هذا الوطن والخوف عليه واضحا . التواجد المكثف والحماسي البالغ للفتيات والسيدات اكد للجميع أن المرأة المصرية تظهر بقوة في أوقات المحنة والشدائد والازمات.. فهي التي نزلت إلي ميدان التحرير خلال ثورة 52 يناير لتكون جنبا إلي جنب مع الرجل كما شاركت في المليونيات رغم المحاولات المستمرة لتهميش دورها، ودلت مشاركة المرأة المكثفة في الاستفتاء علي ايمانها بأن صوتها أمانة . وأهمس في أذن نساء مصر المشاركات في المرحلة الثانية للاستفتاء بأن صواتنا أمانة وعلينا النزول إلي الصناديق لنقول كلمتنا سواء بنعم أو لا.