في مشهد حضاري يؤكد الحرص علي المشاركة في تحديد مستقبل الوطن شهدت القاهرة أمس اقبالا كبيرا من المواطنين علي لجان التصويت للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء علي مشروع الدستور الجديد. الذي يحدد ملامح مرحلة جديدة من تاريخ البلاد سواء كانت نتائجه بالقبول أو الرفض, وذلك وسط إجراءات أمنية مكثفة من قيادات عسكرية وأمنية كبيرة للإشراف علي عملية التصويت. ورصد مندوبو الأهرام تزايد أعداد الناخبين الذين وقفوا في طوابير طويلة امتدت عدة كيلو مترات بما يعكس الإقبال الشديد علي الاستفتاء, وقد شكا المواطنون من قلة القضاة المشرفين علي الاستفتاء, الأمر الذي كان يتطلب وجود أكثر من قاض لكل لجنة لتيسير إجراءات الاستفتاء خاصة للمسنين والمرضي. وسجلت السيدات حضورا مكثفا وملحوظا في طوابير الاستفتاء علي الدستور حتي أنهن تفوقن علي الرجال أمام بعض اللجان. ودارت الاحاديث في الطوابير خاصة طوابير النساء حول طبيعة المرحلة السياسية التي تمر بها البلاد وحثهن علي الوجود جنبا الي جنب مع الرجال في رسالة تحمل معني مشاركتهن في تحديد مستقبل البلاد, كما سيطرت المناقشات بين رافضي مشروع الدستور ومؤيديه علي المشهد ولكن كانت النقاشات راقية وعاقلة رغم عدم خلوها من التعصب للرأي. وقد شهدت بعض اللجان مشادات بين بعض القضاة والناخبين نتيجة إصرار بعض الناخبين علي ابراز القاضي كارنيه تحقيق الشخصية بعدما تردد من اقوال حول الاستعانة باساتذة الجامعات. وقد اعدت محافظة القاهرة473 مدرسة بالاضافة الي25 مقرا ما بين معهد ازهري ومركز شباب كمراكز انتخابية تضم1336 لجنة فرعية لاستقبال الناخبين بالاضافة الي43 لجنة عامة. وقد لوحظ خلو محيط قصر الاتحادية من المتظاهرين لتوجههم الي لجان الاستفتاء للمشاركة في الاستفتاء علي الدستور, ولم يشاهد بمحيط القصر إلا بعض عناصر الامن. ومن جانبه أكد المستشار عادل عبد الهادي رئيس اللجنة24 سيدات بمدرسة القدس الاعدادية بنين بحلوان أن اللجنة تضم6 آلاف ناخب وان كل قاض يشرف علي ثلاثة صناديق في لجنة واحدة وذلك لقلة عدد القضاة في المرحلة الأولي مما يؤدي إلي حدوث زحام شديد ويحتاج إلي مجهود كبير من المشرفين علي اللجنة.