ورحل الغواص البريء.. صاحب اللحن الرقيق.. والصوت الشجي.. ولكنه أراد أن يعبر بألحانه الرائعة عن وجع.. وحزن.. وفرح.. كل صاحب قلب.. رحل عمار الشريعي.. الذي كانت تسبق ألحانه.. قفشاته.. وابتسامته.. وعفويته. الموسيقار الراحل عمار الشريعي الغواص الجميل في بحر النغم.. رحل عنا منذ ايام تاركا في القلوب والعقول رصيدا هائلا من الحب والفن العذب الشجي.. قلبه الرقيق عاني طويلا.. قاوم.. تمرد كثيرا.. إلا انه في النهاية وقال كلمته.. وضع القلب النهاية لهذا الفنان الرائع النغمات.. صوته.. موسيقاه.. أحلامه.. أيامه الاولي.. طفولته.. دنياه في عالم الفن.. اكتشاف نفسه.. واكتشافه للمواهب والاصوات الجديدة.. آلامه.. أحزانه.. رغم الامراض والمآسي والآلام التي كانت تسكن جسده. عمار الشريعي يتحدث غدا للاذاعية القديرة نادية صالح في حلقة خاصة نادرة عبر سهرة »زيارة لمكتبة فلان« 54.11 مساء علي موجة البرنامج العام، كانت سجلتها معه منذ سنوات يروي خلالها طفولته في الصعيد وحبه للموسيقي وبداية احترافه للموسيقي منذ تخرجه في الجامعة عام 0791 وألحانه المتميزة والتي زادت عن 051 لحنا لكبار مطربي العالم العربي.. بالاضافة الي ألحانه للاطفال ومشاركته في اعياد الطفولة علي مدي 21 عاما ورغم تعدد وكثرة الآلات الموسيقية التي تمكن الشريعي من العزف عليها ببراعة شديدة مثل الاورج والاوكرديون والعود الا انه لم يجد له من بينها إلا العود ليكون صاحبا ورفيقا وانيسا له.. رحل عمار الشريعي وترك العود يتألم لفراقه.. وترك لنا دمعة وموسيقي حانية ستعيش داخلنا سنوات. عمار الشريعي.. ليس فناناً.. صاحب موسيقي متميزة وفقط.. بل كان إنسانا رقيقا - يحمل براءة طفل - وعقل رجل وطني.. يعشق تراب مصر.. في صعيد مصر كان الميلاد.. وفي قلب القاهرة.. تفجرت موهبته.. وعبرت عن نفسها.. لم يمنعه فقده البصر.. من أن يكون صاحب بصيرة نافذة وعيون قلبه.. من أن يأخذ من نبع الفن الاصيل بكل انواعه معاني رائعة - تسكن القلب.. ولا ننسي برنامجه الإذاعي »غواص في بحر النغم« الذي تحول الي برنامج تليفزيوني لنكتشف هذا الرجل الفنان - الحكاء.. والراوي الذي تأنس بصبحته.. فتقترب أكثر - ليعرف الملايين ان للموسيقي.. معني وروحا وألقا وروعة. عمار الشريعي.. رحل نعم.. ولكن تظل موسيقاه وألحانه المتميزة.. صورة.. وملمح.. ورؤية لواقع عاشه.. ورصده.. وترجمه ليعبر عما يجيش في الصدور.. لتحفظ الاجيال ويتعلم منه البشر معني النغم الاصيل.. رحل عمار.. الغواص الحالم وترك لنا.. النغم والألم!