في كل العصور هناك ظواهر ونجوم في مجال الثقافة والفن والعلوم والرياضة والعصر السابق كان من نجوم الأدب والثقافة عميد الأدب العربي طه حسين والأديب العملاق عباس العقاد والأديب الروائي والحاصل علي جائزة نوبل نجيب محفوظ وفي مجال الموسيقي والغناء مطرب الملوك والأمراء محمد عبدالوهاب وكوكب الشرق صاحبة العصمة أم كلثوم واساتذة النغم الأصيل القصبجي والسنباطي ثم كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي كل هؤلاء وغيرهم في مجالات علمية ورياضية واجتماعية كان ظهورهم في فترة زمنية متقاربة كان عصر النجوم المصريين وخرج من هذا العصر في أوائل السبعينيات عرفته وتعاملت معه وأصبحنا زملاء واصدقاء في فرقتنا الذهبية عازف اكرديون اسمه عمار الشريعي الذي يرقد حاليا بأحد المستشفيات يعاني للمرة الثالثة أو الرابعة من أمراض القلب وسافر في العام الماضي للخارج وعمل أكثر من عملية صدر او قلب مفتوح ودعامات وتكاليف باهظة هذا الفنان المريض عندما قدمته وعرفتني به الفنانة المطربة مها صبري كان أجمل هدية للفرقة الذهبية واصبح المطربون والمطربات والملحنون يتمسكون ويعتمدون عليه في اعمالهم وأصبح هو نجم الفرقة وتحول من عازف أكرديون إلي عازف أورج لانتقال هاني مهنا إلي الفرقة الماسية وظهرت براعته علي آلة الأورج واصبح خبيرا لهذه الآلة حتي إنه هو الذي وضع للشركة المنتجة لآلة الأورج درجة( السيكا) الربع تون وبدأ مشواره الفني في العيد العاشر لثورة الجزائر وذهبت الفرقة الذهبية مع جميع الفنانين المصريين والعرب وكل الذين شاركوا في الغناء لثورة الجزائر وكان هذا في سنة1972 وهناك في الجزائر كانت معرفتنا بالمطربة المعتزلة وردة الجزائرية والذي أمر الرئيس هواري بومدين بأن تغني في احتفالات العيد العاشر للثورة وكانت فرحة وردة بالفرقة واعجابها بعمار الشريعي وقالت لي المرحومة وردة( أنا أي فرقة موسيقية فيها عمار أغني معاها) وفي سنة1973 طافت الفرقة الذهبية والنجم عمار الشريعي الولاياتالامريكية لمدة خمسة وثلاثين يوما هذه بعض الملامح للنجم كعازف أورج وفي سنة1974 تكشفت موهبته في التلحين وقدم أول الحانه للمطربة مها صبري أغنية( امسكو الخشب) واعتذر عن استمراره كعازف بالفرقة واتجه إلي التلحين والتأليف الموسيقي وكون فرقة الأصدقاء( مني عبدالغني وحنان وعلاء عبدالخالق) ثم تفرغ لعمل الموسيقي التصويرية لمسلسلات التليفزيون والافلام السينمائية وهو أول موسيقي تطبع موسيقاه التصويرية علي شرائط كاست ويشتريها الجمهور وهي موسيقي مسلسل( رأفت الهجان) والتي كانت عاملا أساسيا في نجاح المسلسل وأنا لا أكتب السيرة الذاتية لهذا الفنان الذي هزم الإعاقة في جيل أصبح نجومه قليلين ولكن تذكرت كل هذا وأنا أراه هذه الأيام راقدا في أحد المستشفيات في حي المهندسين وأطالب كل المؤسسات الثقافية والفنية وزارة الثقافة ونقابة الموسيقيين وجمعية المؤلفين والملحنين بأن تقوم بواجبها والمساهمة في العلاج حتي يشعر بقيمته ويطمئن علي قلبه الذي فتحه مرتين وهذه هي المرة الثالثة نحن محتاجون لهذا الفنان بصحة جيدة ليمتعنا بموسيقاه وأحاديثه فهو غواص في بحر النغم سلامتك ألف سلامة ياعمار.