المشهد مرتبك ومربك، والتفكير أو الكتابة في مناخ شديد الضبابية أمر شاق، قد تتأمل أو تقرأ، لكن بلورة رؤية وصبها في عمود، مسألة تكتنفها المصاعب الجمة. حوار رئيس الحكومة التونسي حمادي الجبالي مع الزميلة »الشرق الأوسط« كفاني عناء التفكير ومشقة الكتابة تحت ضغوط هائلة نتقاسمها جميعا. الرجل يتكلم عن تونس، لكن عينيه تمسحان الواقع العربي، متجاوزا في تشخيصه الحدود المصطنعة، فما يصدق علي وطنه الصغير، يمكن مده علي استقامته فيصبح متطابقا مع ما نعانيه من المحيط للخليج. الرجل يقول: »التحدي السياسي عندنا في تونس هو النخبة السياسية، الشعب في الكثير من الأحيان يظهر وعيا ومسئولية أكثر وأكبر من النخبة.. نكبتنا في نخبتنا«. »هذه النخبة السياسية الآن في خصام وثرثرة وتُضيِّع الوقت من أجل أهداف إما شخصية أو فئوية أو أچندات والمؤسف أن كله باسم الثورة«! »الصورة ليست قاتمة ولكن حقيقية، الشيء الجميل هو هذا الشعب فعلا الذي ما اغتر ويفهم وهو ذكي جدا، وأتمني أن تستفيق النخبة«. »عندما أقول النخبة، ما هي المشكلة؟ إنها لم تتفق علي أچندة أو خريطة طريق أو وفاق، والذي يمنع ذلك الاتفاق هو المصالح.. الكل يريد أن يكون رئيسا.. أو يكون بالحكم«! »مع الأسف النخبة التونسية لم تكن بمستوي الثورة، لأنهم لم يدركوا خطورة التجربة وأهميتها«. ماذا لو استبدل أي عربي كلمة تونس في جمل الجبالي باسم بلده؟!