لقد انسحبت غاضبا من معرض الشارقة الدولي للكتاب ومن الجناح المصري ضيف شرف المعرض هذا العام لمجموعة من الاهانات والتهميش للفن المصري المعاصر والتي اصابتني في مقتل.. وفي اعتذارهم لي بأنها غير مقصودة. أجدها انا مقصودة مع سبق الاصرار والترصد.. ومنها: 1- سافرت بدعوة من د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية للكتاب مشكورا لأقدم محاضرة عن الفن التشكيلي المصري الحديث ويوم افتتاح المعرض في الثامنة صباحا وكانوا قد ايقظوني في السابعة للذهاب لحفل الافتتاح قالوا لي علي باب الفندق طالما ليست معك الدعوة الحمراء فلن تستطيع الدخول.. لماذا لم تعطوني الدعوة مثل الجميع. قالوا لي انها من جهة الحاكم وليست من جهتنا نحن منظمي الجناح المصري.. لحظتها كمان لابد لي ان انسحب.. وكانت أول اهانة لي وللفن التشكيلي المصري الذي كنت الوحيد الذي امثله.. وكان يمكن للدكتور احمد مجاهد ان يبلغ المسئولين عن المعرض باسمي ضمن المبدعين المصريين من كتاب وشعراء ومفكرين ومسرحيين وممثلين ومطربين وراقصين وصحفيين وغيرهم فمعظمهم تم دعوتهم وتكريمهم ومكافأتهم من قبل الحاكم الا شخصي وكان الامر مقصودا.. واي تبرير للهيئة المصرية للكتاب التي دعتني مرفوض.. فإن لي مكانتي التي لا تقل عن غيري من الحاضرين وأنا مدعو مثلهم لالقاء محاضرة ممثلا لبلدي.. ولكن تم تجاهلي تماما من الجانب المصري والاماراتي لبالغ الاسف بدون سبب واضح. 2- جاء تنسيق معرض الفن المصري المعاصر الذي صاحب فاعليات الجناح المصري الهزيل وهو ضيف شرف المعرض.. هو ايضا هزيل ضائع فلم يخصص للاعمال الفنية جناح خاص وانما وزعت اللوحات في المدخلين للجناح كديكور للمكان قام به مشكورا الفنان ايمن لطفي الذي تصادف وجوده.. وليس للمعرض كتالوج وليس له قومسير يشرف عليه ولم تكتب اسماء الفنانين بجوار اعمالهم وتعرفت عليهم من توقيعهم ومعرفتي بأعمالهم وهم احدي عشرة فنانا وفنانة.. عمر النجدي- مصطفي الرزاز- عصمت داوستاشي- ايمن السمري- ايمن لطفي- رضا عبدالرحمن- محمد طراوي- ايمان اسامة- عاطف احمد- عبدالوهاب عبدالمحسن- هياتم عبدالباقي- كل منهم بلوحتين.. ولم يشاهد حاكم الشارقة وضيوفه المعرض بطبيعة الحال.. ولم يتعرف الجمهور علي الفن المصري المعاصر وهمش المعرض وفنانيه كما همشت انا. 3- لم يذكر اسمي ولا محاضرتي »الفن المصري الحديث« في مطبوعات المعرض ولا في اي مطبوعات او اعلانات عن فاعليات الجناح المصري وكأني غير موجود مطلقا.. وكان هذا هو الواقع المؤسف.. وتم تأجيل محاضرتي للسبت 10 نوفمبر بعد محاضرة الصديق الاديب الكبير جمال الغيطاني في مقهي ريش وهي حجرة صغيرة ملحقة بالجناح المصري البائس في كل شيء. وقد قلت ذلك في محاضرتي وأنا أعلم ان الادباء والشعراء والممثلين اكثر شهرة من الفنان التشكيلي ولهم جمهور كبير.. ولكني قلت ايضا ان للفنان التشكيلي الدور الاساسي لظهور الكتاب فهو الذي يخرجه فني ويرسم غلافه الذي يشاهده المتلقي قبل ان يفتح الكتاب ويقرأ النص.. لذلك قدمت محاضرتي عن الريشة والقلم في الفن المصري الحديث. 4- لقد طلبوا مني ومن الاستاد جمال الغيطاني »مثل جميع الضيوف« الذهاب قبل المحاضرة الي مكتب لاستلام مظروف به مكافأة ولكنهم صرفوني دون شيء فاسمي غير موجود.. ولم أكن انتظر اي مكافأة من احد.. وكنت قد تشبعت من الاهانات والدكتور احمد مجاهد غير موجود.. يقولون لي انه مريض.. فقررت فورا الانسحاب والعودة الي بلدي.. وكان يجب ان انسحب من اليوم الاول. رأيت ان احيطكم ببعض مما حدث لي وللفن المصري علي ايدي المصريين والعرب للأسف في معرض الشارقه الدولي للكتاب هذا العام وفي الجناح المصري »ضيف الشرف« الذي كان في حد ذاته إهانة لمصر.. وأكياس ذهب السلطان التي ذهبت للبعض دون الآخرين.. في تفرقة غير مقبولة لكبار مبدعي مصر والوطن العربي وتجاهل تام للابداع التشكيلي الذي هو مفخرة الثقافة والابداع المصري علي مر العصور.