كشفت الحكومة البريطانية عن أكبر خفض في الانفاق العام منذ الحرب العالمية الثانية، تبلغ قيمته 83 مليار جنيه استرليني ( 130 مليار دولار) علي مدي السنوات الأربع القادمة، في خطوة تظهر مدي تأثير الأزمة المالية العالمية علي اقتصاد المملكة المتحدة. وأعلن وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن أن هذه التخفيضات من المحتمل أن تؤدي الي فقدان 500 ألف وظيفة في القطاع العام، بجانب تخفيضات كبري في النفقات الاجتماعية، سعيا لسد عجز قياسي في الميزانية. ويأمل الوزير البريطاني أن يؤدي توفير هذا المبلغ بالإضافة إلي 30 مليار جنيه استرليني تاتي من زيادة الضرائب، الي تقليص العجز العام من1.01٪ اجمالي الناتج الداخلي هذا العام الي 1.1٪ في 2015. وستعرف كل وزارة بالتفصيل نسبة التقشف التي تخصها فيما يقدر معدل نسبة التقشف في ميزانيات مختلف الوزارات ب25 ٪. وستؤثر التخفيضات علي قطاعات مثل التعليم والنقل والشرطة. وتقول الحكومة ان هناك حاجة لهذه الإستقطاعات من اجل سد العجز في الموازنة بينما يقول منتقدو هذه الإجراءات إنها قد تتسبب في عودة بريطانيا الي فترة الركود الإقتصادي. وفيما ستنجو ميزانيات المدارس في انجلترا من التخفيضات، إلا أن الإنفاق الحكومي علي الجامعات سيتراجع بنحو أربعة مليارات جنيه استرليني. كما سيتم تخفيض ميزانية الإسكان بمقدار النصف. وفي مجال الطاقة، تقرر إلغاء مشروع ضخم للطاقة المتجددة تبلغ قيمته 30 مليار جنيه استرليني. لكن وزير الخزانة البريطاني وعد أمام مجلس العموم، باستمرار الانفاق علي مشروعات أخري ضخمة للبنية التحتية . من جهته، وصف نائب رئيس الوزراء نك كليج قرارت التخفيض بالصائبة " لبناء بريطانيا أكثر عدالة وحرية". في المقابل، اعتبر عدد من الصحف البريطانية أن تقليص النفقات الدفاعية التي أعلنها رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، سيكون له تأثير سلبي علي البلاد. وكان كاميرون، أعلن أول أمس، عن تفاصيل التخفيضات في ميزانية وزارة الدفاع في إطار المراجعة الاستراتيجية لنفقات الدفاع والتي تتضمن إلغاء 42 ألف وظيفة بحلول عام 2015. وقال كاميرون ان ميزانية وزارة الدفاع ستخفض بنسبة 8 ٪ علي مدي السنوات الأربع المقبلة، مضيفا ان بلاده ستحافظ علي قوة الردع النووية التي تملكها، الا انها ستخفض عدد الرؤوس النووية وسترجيء الي العام 2016 قرار اطلاق غواصات نووية جديدة. من جانبها، أكدت واشنطن ان حليفتها بريطانيا ستحافظ علي "جيش من الصف الاول" رغم التخفيضات الضخمة التي أعلنتها، معتبرة أن "قدرة القوات المسلحة البريطانية ستتواصل.