كفتيات الأحلام الرومانسيات اللائي يتمتعن بالجمال والرشاقة والخفة، والصوت الهامس، سوف تكون تلك ملامح طائرة العقود القادمة من القرن الحادي والعشرين! مصممو الطائرات يضعون نصب أعينهم انتاج تصميمات لطائرة تجمع بين عدة سمات ومزايا: فإلي جانب عوامل الأمان، لابد ان تكون رشيقة أي أخف وزنا، ويتطلب ذلك صنعها من مواد أخف، وفي ذات الوقت أكثر متانة، ولعل تقنيات النانو تسعفهم في انتاج ما يتطلعون إليه، ويمنحهم نطاقا رحبا للمرونة في التصميم. طائرة المستقبل - أيضا - تتميز بصوت خفيض أو ضوضاء أقل بكثير مما كان عليه حال طائرات القرن العشرين، بل ان بين المصممين من يطمح الي انتاج جيل صامت تحلق الطائرة التي تنتمي اليه فتشاهدها، ولكن لا تسمع لها صوتا، ويعد ذلك انجازا رائعا في مجال مكافحة التلوث السمعي، والضوضاء العالية التي يسببها كل ما سبق انتاجه من طائرات. لن تقتصر مزايا طائرة المستقبل علي الحد من الضوضاء، لكن المصممين يستهدفون الحد من التلوث الجوي الي ما يقترب من حدود الصفر، عبر تطوير اكثر من تقنية. اما بالاعتماد علي أنواع من الوقود الهجين في البداية، وصولا الي تطوير محركات تعمل بالكامل بالوقود الحيوي، حفاظا علي البيئة من الانبعاثات الضارة والملوثة، خاصة في المناطق المحيطة بالمطارات، أو بانتاج محركات تعتمد في تشغيلها علي الطاقة الكهربية تماما، ويوفر هذا البديل معاملات امان أكبر، فضلا عن تخليص الطائرة من انظمة معقدة وثقيلة، الأمر الذي يصب في خانة رشاقة الطائرة. ثم ان إعتماد طائرة القرن الحادي والعشرين علي الكهرباء يجعلها - بالفعل - رومانسية بما يقترب من المعني الحرفي للكلمة، فكما تتعطر الفتاة الحالمة عند لقاء الحبيب، فان هندسة الطائرة الأكثر كهربائية سوف تُحسن من مستوي الراحة المتوافرة للراكب، عبر تقليص مشكلة الروائح المزعجة، لأنه وفق التصميم المستقبلي لهذا النوع من الطائرات، سيكون نظام الهواء المنعش مستقلا عن المحرك، الذي كان يعتمد علي الوقود التقليدي، فضلا عن ان الضغط داخل الطائرة سوف يكون هو الآخر مستقل عن المحرك، مما يزيل أي شعور بالمطبات الناجم عن ضغط المقصورة، الأمر الذي يرسخ احساسا مثاليا بالراحة والمتعة، وكأنك بين أحضان من تحب. الطريف أن المزايا الرومانسية - ان جاز التعبير - لطائرات المستقبل سوف تؤدي في المحصلة الأخيرة الي ان يكون ثمن تذكرة الطيران اكثر رفقا بالمسافر، ليحاكي ذلك سلوك الفتاة الرومانسية التي لا تحمل حبيبها فوق ما يطيق، فتقنيات طائرة المستقبل ستخفض من تكاليف الملكية والتشغيل والصيانة و.. و.. وبالمقابل فانها ترتقي بالاداء الكلي للطائرة وتوفير الطاقة و.. و.. المثير في أمر طائرات المستقبل، فإنه يتعلق بالثورة التي تجعل شكلها الخارجي غير التقليدي، لتكون أكثر جمالا، فالجناح سيتم دمجه مع جسم الطائرة، وهي بلا ذيل فيقل معامل مقاومة الهواء الي درجة متدنية للغاية، اي ان الاجيال الجديدة من الطائرات سوف تعتمد انماطا غير مألوفة من التصميمات. خلال مدي زمني يتراوح بين عقدين الي ثلاثة عقود، فان ثمة طفرات تقنية هائلة سوف تطرأ علي عالم صناعة الطيران، يغلفها لمسات من الابتكار والابداع، يحمل في طياته افكاراً كانت تنتمي الي عالم الخيال ودنيا الاحلام، لكنها حينذاك سوف تصبح احلاما تحلق في السموات كحقائق يمكن الاستمتاع بمزايا، أو في الحد الأدني التمتع بمشاهداتها من بعيد!