سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد 96 يوما علي عمق 007 متر تحت الأرض نجاح عملية انقاذ غير مسبوقة لعمال المناجم المحاصرين في تشيلي 0002 صحفي يغطون الحادث ورئيس تشيلي يصف خروج المحاصرين إلي سطح الأرض بالمعجزة
أخيرا دقت ساعة الخلاص.. وصل »فلورينسيو افالوس« إلي سطح الأرض ليري النور ويستنشق الهواء الطلق لأول مرة منذ 96 يوما بعد حادث انهيار منجم للذهب والنحاس في تشيلي ليحاصر مع 23 آخرين من زملائه علي عمق 007 متر تحت الأرض.كان أفالوس (13 عاما) أول عامل يتم انقاذه في عملية غير مسبوقة استغرق الإعداد لها حوالي شهر ونصف الشهر ويشارك فيها خبراء من وكالة »ناسا« الأمريكية للفضاء ووصفها رئيس تشيلي سيباستيان بينييرا بالمعجزة. ضم أفالوس أمام كاميرات التليفزيون التي كانت تبث الحدث مباشرة ابنه البالغ من العمر سبع سنوات ثم زوجته مونيكا والرئيس التشيلي قبل ان يتم اقتياده إلي مستشفي ميداني أقيم في المكان ليخضع لبعض الفحوصات. تبعه بعد حوالي ساعة زميله »ماريو سيبالنيدا« 93 عاما.. الذي فتح فور خروجه من كبسولة الانقاذ حقيبة صفراء كان يحملها وأخرج منها تذكارات من صخور المنجم ودس واحدة في يد الرئيس التشيلي وتوالي خروج العمال الواحد تلو الآخر. يستغرق صعود الكبسولة عبر بئر حفرت خلال 33 يوما 51 دقيقة فقط لكن مع تحضير كل رحلة صعود يتطلب الأمر ساعة لانتشال العامل الواحد. وقد هنأ رئيس تشيلي سياستيان بينييرا مواطنيه فور بدء عملية الانقاذ وقال ان الأزمة أظهرت الروح الحقيقية للشعب وان العمال أظهروا ان تشيلي موحدة وأننا قادرون علي عمل أشياء عظيمة. وبالاضافة إلي 008 شخص من أقارب وأصدقاء العمال تدفق أكثر من ألفي صحفي من العالم بأسره إلي الموقع لتغطية »النهاية السعيدة« للمأساة. واختلطت مشاعر الفرح والدموع بين الجميع.كان المنجم قد انهار في الخامس من أغسطس الماضي واعتبر وزير المناجم في تشيلي بعد سبعة أيام من الحادث ان فرص العثور علي أحياء ضئيلة جدا.. لكن تحت ضغط الأهالي الذين اعتصموا في المكان غداة الانهيار واصل رجال الانقاذ جهودهم حتي تمكن سبار بعد 71 يوما من التقاط رسالة كتبها العمال تقول »نحن بخير جميعا ال33 تحت الأرض«. استخدمت في عملية الانقاذ كبسولة معدنية تشبه الصاروخ يبلغ قطرها 35 سنتيمترا تم تصنيعها خصيصا لانزالها خلال بئر حفرت إلي عمق 226 مترا حيث تجمع العمال وهم 22 من تشيلي وعامل من بوليفيا وتم تبطين البئر حتي يتم تجنب سقوط صخور أو انهيارات خلال عملية رفع العمال. ضم فريق الانقاذ عشرة من العاملين في شركة النحاس الوطنية التشيلية واثنين من الخبراء في مجال عمليات الانقاذ الخاصة بالمناجم وثلاثة من العاملين في خدمات الاسعاف في القوات البحرية. وحول ترتيبات عملية الانقاذ ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية انه تم تزويد العمال المحاصرين بملابس فصلت علي قياسهم وتتميز بأنها خفيفة الوزن وواقية من الماء.. وتساعد علي حمايتهم من تباين درجات الحرارة تحت الأرض وعلي السطح حيث قاربت درجة التجمد عند منتصف الليل. كما ارتدي كل عامل قناع أوكسجين وتم تزويده بسماعات لابقائه علي اتصال دائم مع الفريق في الأعلي.ووضع كل عامل حزاما لقياس النشاط الحيوي بهدف نقل الاشارات البيولوجية أثناء حركتهم إلي السطح. وفضل الأطباء عدم منح العمال أية مواد مهدئة خلال العملية حتي يكونوا قادرين علي الاتصال المستمر بفريق الانقاذ. وتوجه العمال بعد خروجهم إلي موقع لفحصهم لتشخيص ما اذا كانت هناك حالات خطيرة.. وتم تخصيص ثلاث طائرات هليكوبتر في منطقة المنجم لحالات الطواريء. ويركز الأطباء علي المشكلات الجلدية الأكثر انتشارا بين العمال المحاصرين وتقديم فيتامين »د« إليهم لمواجهة تأثير الحرمان من الشمس ومن حجرة الفحص يؤخذ العمال إلي مستشفي ميداني أو إلي مكان للاستراحة حيث يمضي كل منهم بعض الوقت مع واحد أو اثنين من أفراد عائلاتهم. ونقل العمال بواسطة هليكوبتر إلي مبني عسكري في كوبيابو علي بعد 04 كيلومترا بالقرب من مستشفي المنطقة حيث يبقون تحت المراقبة 84 ساعة. وأعدت الترتيبات لتقديم استشارات نفسية للعمال الذين ظلوا محاصرين لفترة طويلة تحت الأرض في ظل ظروف بدنية ونفسية صعبة. وقبل بدء انتشال أول العالقين نظر عامل انقاذ إلي مكان العمال لتجهيزهم للعملية وتصنيفهم في ثلاث مجموعات الأولي تضم الأكثر مهارة وقوة أعصاب والثانية الأضعف بدنيا والثالثة للأقوي والأكثر قدرة علي التحمل.