تحول محيط السفارة الامريكية الي ثكنة عسكرية بسبب شدة الاشتباكات علي مدار الايام الثلاثة الماضية وإصرار المتظاهرين علي مهاجمة السفارة.. لم تجد قوات الامن الا اللجوء الي الطريقة القديمة واقاموا جدارا خرسانيا امام السفارة الامريكية من ناحية ميدان سيمون بوليفار ليضاف الي الاسوار الاسمنية الموجودة بالمنطقة في وقت كانت الاصوات المطالبة بازالة هذه الجدران كادت ان تحقق نجاحا في إزالتها تماما.. واصبحت السفارة الامريكية بين الجدران العازلة وقوات الامن من جهه وحناجر غاضبة للمواطنين محتجين علي الاساءة للرسول الكريم.. يتغير المشهد بعد ثورة يناير وفتح الطرق حول السفارة وازاله الحواجز الحديدية ليعود الإغلاق من جديد لغالبية الشوارع المؤدية للسفارة من جهة جادرن سيتي وكورنيش النيل ليكتمل المشهد بالجدار الخرساني من اتجاه مسجد عمر مكرم في ظل انتشار مكثف لقوات الشرطة و وضع مئات الامتار من الاسلاك الشائكة لتتحول المنطقة الي ثكنة عسكرية. وكالعادة المواطن هو اكثر المتضررين من الاحداث بعد ان اغلقت منطقة جاردن سيتي امام الحركة الحرة للسير فيها ليكون لزاما عليه الدوران الي ابعد نقطة سواء من اتجاه كورنيش النيل و شارع قصر العيني للدخول الي منطقة جاردن سيتي لقضاء مصالحه بعيدا عن السفارة الامريكية التي اصبحت هدفا للمحتجين علي الفيلم المسئ للاسلام الذي تم انتاجه في الولاياتالمتحدةالامريكية والذي فجر نيران الغضب في كل بلاد العالم العربي و الاسلامي .. اما اكثر المتضررين من تحول منطقة محيط السفارة الامريكية الي ثكنة عسكرية مغلقة بالاسلاك الشائكة والجدار الخرساني والمئات من قوات الامن هم سكان منطقة جاردن سيتي الذي اصبح الدخول و الخروج من منازلهم امرا عسيرا يتطلب ابراز البطاقات الشخصية في الدخول و الخروج ولم يكف كمية الغاز المسيل للدموع الذي استنشقوه خلال الايام الثلاثة الماضية والحجارة الطائشة التي القيت علي منازلهم بعد ان ضلت طريقها لتصيب منازلهم وسياراتهم لتصاب مصالحهم بالشلل بسبب صعوبة الدخول و الخروج من المنطقة والذي يستلزم تفتيشا واظهار الهويات الشخصية ,ليصبح الامر اكثر صعوبة في حالة قدموا زيارات من اقارب واصدقاء الاهالي والذي يتطلب موافقة من القيادات الامنية بالمنطقة التي غالبا ترفض هذه الزيارات خلال الايام الحالية بسبب حالة التوتر وعدم الاستقرار من عودة المتظاهرين لمهاجمة السفارة. وبشكل غير مبرر رفضت قوات الامن تواجد الصحفيين ورجال الاعلام في محيط السفارة الامريكية لرصد التعزيزات الامنية المكثفة بالمنطقة ورفضوا دخولهم أيا من الشوارع المؤدية للسفارة وظلوا يماطلون الاعلاميين بين الشوارع المختلفه لمحاولة الدخول ليستغل الاهالي الموقف ليقدموا شكواهم لرجال الاعلام لتعنت قوات الامن معهم في عمليه الدخول والخروج مطالبين رجال الشرطة بالحكمة واستخدام روح القانون وليس تطبيق نظرياته.