أنشأت قوات الأمن فى محيط السفارة الأمريكية بالقاهرة جدارا خرسانيا عند مدخل السفارة من ناحية مسجد عمر مكرم، لعمل حد فاصل بينهم وبين المتظاهرين الذين يصرون على الاشتباك معهم. وكانت الدقائق التى تبعت صلاة الفجراليوم الجمعة قد شهدت قيام قوات الأمن المركزى باقتحام ميدان التحرير ومطاردة متظاهرى السفارة فى الشوارع الجانبية لها والمؤدية إلى منطقة وسط البلد، فيما لاذ المئات من المتظاهرين بالفرار، من غازات القنابل المسيلة للدموع التى غطت سماء الميدان. ونجحت قوات الأمن في القبض على العديد من المتظاهرين والباعة وتكسير خيام الباعة الجائلين وسط عمليات الكر والفر بينهم. وعقب ذلك تراجعت قوات الأمن فى محيط السفارة وبدأت فى بناء الجدار الخرسانى فى محاولة منها لمنع عودة المتظاهرين للاشتباكات من جديد فى محيط السفارة، إلا أن المتظاهرين عاودوا الهجوم على قوات الأمن مما اضطرهم لإلقاء الغاز المسيل للدموع عليهم من أجل تفرقتهم وتجددت الاشتباكات فى محيط عمر مكرم. وفي سياق متصل، لم يشهد ميدان التحرير حتي الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة أي استعدادات خاصة لمليونية "لا لإساءة الرسول" التى دعت إليها عدد من القوى السياسية اليوم، وسيطرت أجواء هادئة بالميدان نظرا للاشتباكات الدامية فى محيط السفارة الأمريكية علي الموقف، كما شهد الميدان انتظاما فى حركة المرور بعد أن تم اقتحامه من الأمن.