احدى من المراكب المستخدمه فى هجرة الشباب الغير شرعية مسلسل الهجرة غير الشرعية مسلسل سخيف وحلقاته ممتدة لا نهاية لها.. بدأ في عهد النظام السابق بسبب سوء الاحوال الاقتصادية وزيادة معدلات البطالة.. واستمر بعد الثورة خاصة بعد أن رسم الشباب صورة وردية للاقتصاد المصري بعد ثورة 52 يناير إلا ان الاحلام تحولت الي سراب كبير بعد اصطدام الواقع بالمظاهرات الفئوية والاضرابات العمالية التي انعكست بالسلب علي الاقتصاد المصري وأدت الي اغلاق عدد كبير من المصانع وهجرة رجال الاعمال وهو ما أدي إلي ارتفاع نسبة البطالة الي اكثر من 20 ٪، ليستقل الشباب مراكب الموت بحثا عن حياة افضل في دولة أخري، ولكن النتيجة دائما إما تكون الغرق أو الوقوع في قبضة رجال خفر السواحل كما حدث أول أمس مع المركب المصري الذي غرق امام السواحل الليبية وعلي متنه 40 وردة مصرية من زينة الشباب المصري.. »الاخبار« فتحت ملف ظاهرة الهجرة غير الشرعية وسالت خبراء الاقتصاد والنفس والأمن كيف يمكن التصدي للهجرة غير الشرعية أو الموت في اعالي البحار أو المحيطات؟ بداية تصف د. أمنية حلمي أستاذة الاقتصاد بجامعة القاهرة ظاهرة الهجرة غير الشرعية بالمؤلمة قائلة: أعتقد ان السبب الرئيسي لهذه الظاهرة هو عدم توافر فرصة عمل لائقة للشباب المصري، ويجب ان نضع تحت كلمة لائقة الف خط، فقد يعمل الإنسان في مهنة لا تناسب مستواه التعليمي او الثقافي أو الاجتماعي ويتعرض للاهانة اثناء ممارسته لهذه المهنة سواء من صاحب العمل أو رؤسائه في هذا العمل، ومع زيادة معدل البطالة في المجتمع المصري وزيادة عدد المهن غير اللائقة اصبحنا أمام مشكلة كبيرة تفاقمت خلال العاميين الماضيين بعد الثورة، ونتج عنها ظاهرة الهجرة غير الشرعية. وتستطرد د. أمنية قائلة: ان الظروف التي شهدتها مصر خلال العامين الماضيين لا يمكن ان نفصلها عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، فتزايد الاضرابات العمالية والظاهرات الفئوية انعكس بالسلب علي الاقتصاد المصري وأدي إلي ارتفاع معدلات البطالة بين الاوساط الشبابية، ومن ثم اضطر عدد كبير من الشباب الي البحث عن البديل ووجد مراده في الهجرة غير الشرعية بعد ان توقفت وزارة القوي العاملة من ناحية اخري عن الاعلان عن النشرات عن الوظائف المتحة لديها. بجانب الأسباب الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة تري د. أمنية حلمي ان هناك اسبابا أخري لتفشي ظاهرة الهجرة غير الشرعية ولجوء الشباب الي استقلال مراكب الموت من أجل السفر الي دولة أخري للبحث عن وضع اقتصادي واجتماعي أفضل، من ضمن هذه الاسباب سبب يكمن في زيادة عدد الوسطاء او السماسرة الذين يلعبون علي احلام الشباب الذي يعاني من البطالة والاوضاع الاقتصادية المتردية، موضحة ان هؤلاء السماسرة او الوسطاء يقومون بإغراء الشباب خاصة الذين لا يجيدون القراءة أو الكتابة ويلعبون علي وتر الأمية لديهم ويصورون لهم عيشة الترف والرغد الذي ينتظرهم بالخارج بعيدا عن مصر، ومن ثم هذا الشباب الباحث عن الثراء يكون بالنسبة لهم فريسة سهلة، فيضطر معظم هؤلاء الشباب إلي التضحية بتحويشة العمر أو أي مبلغ قد يحصل عليه بالاستدانة أو امضاء كمبيالات للحصول علي 20 أو 30 ألف جنيه للسمسار نظير ان يأتي له بجواز سفر مضروب لاستقلال مركب غير شرعي حمولته 20 فردا ولكن قد تصل الحمولة إلي 40 أو 50 شخصا لتبدأ رحلة الموت التي تنتهي بالغرق او الوقوع في قبضة خفر سواحل الدول الأخري.