من منا لا يعرف السلحفاه المصرية الصغيرة ... الكثيرون يحتفظون بها في منازلهم من باب التفاؤل اعتقادا منهم انها تجلب لهم الحظ ... هذا الكائن الصغير الجميل قد نصحو يوما فلا نجده في الكون .. المنظمات الدولية تحذر من انه من اكثر كائنات العالم عرضة لخطر الانقراض نظرا لما يتهدد موائله الطبيعية التي يعيش فيها من مخاطر لعل علي رأسها النشاط الانساني العشوائي الذي يدمر اماكن تواجدها . ب السحلفاه المصرية واحدة من اصغر السلاحف البرية في العالم لا يتجاوز طول الانثي14 سنتيمترا أما الذكر فهو اصغر حجما ويتميز عن الانثي بطول الذيل .. وهي تعيش في بيئات صحراوية شديدة الجفاف يساعدها علي ذلك صغر حجمها ولونها الرملي اللذان يمكنانها من الاختفاء من انظار اعدائها ... وتتوافق فترات نشاطها مع مواسم هطول الامطار فتنشط في فصلي الخريف والربيع وحتي الشتاء ، ولكنها تكمن وتختفي تماما في الصيف الحار الجاف... وتعتمد السلحفاه في غذائها علي النباتات الموسمية التي تظهر بعد سقوط الامطار . ب وتضع الانثي من 4 الي 7 بيضات كل سنه تضعها في حفرة صغيرة في الارض ... ويفقس البيض بفعل حرارة التربة ... ولاترعي السلحفاه الام صغارها .. وتصل السلحفاه الي سن البلوغ بعد مرور عشر سنوات بالنسبة للانثي . ب وتتعرض السلاحف للعديد من المخاطر من اعدائها الطبيعيين مثل الغراب النوحي والورل الصحراوي ولكن النشاط الانساني هو اخطر اعدائها لانه يدمر الموائل الطبيعية لها بالنشاط العشوائي. ولذلك فالسلحفاه المصرية معارضة للانقراض ، وهي محميه بقوة القانون في مصر الذي يحرم صيدها والاتجار فيها او تداولها .. كما وضعت اتفاقية سايتس عملية الاتجار الدولي فيها علي القائمة الحمراء او القائمة الاولي للأنواع المحظور تماما الاتجار فيها لخطورة انقراضها . ب ويطالب خبراء الحياه البرية بوقف الاتجار غير الشرعي فيها ووقف استيرادها من ليبيا حيث ان الموئل الطبيعي هو الساحل الغربي لمصر وليبيا وفلسطين . ب وتقوم ادارة المحميات الطبيعية بجهاز شئون البيئة بالتعاون مع شرطة البيئة والمسطحات بحملات علي تجار الحيوانات البرية في ابو رواش وسوق الجمعة بالسيدة عائشة حيث يتم مصادرة اعداد كبيرة من السلحفاه المصرية لاعادتها للعيش في بيئاتها الطبيعية و العمل علي اكثارها .. وقد وضع قطاع حماية الطبيعة بالجهاز استراتيجية وطنية لصون التنوع البيولوجي تهدف الي الحفاظ علي النظم البيئية للكائنات الحية من التدهور ... وحماية الكائنات من الفقد والاندثار والانقراض ..كما تم وضع برنامج يستهدف مشاركة المجتمع المدني كأفراد وتنظيمات اهلية في برامج صون التنوع البيولوجي باعتباره جزءا من التراث الطبيعي المصري بل انها تراث طبيعي تنتج عن تطورات فسيولوجية استمرت ملايين السنين ... وقد توحدت جهود عدد من المنظمات الاهلية والحكومية وعدد من المواطنين العاديين ومنظمات دولية من أجل الحفاظ علي الاعداد القليله الموجودة منها .. وإكثارها في الاماكن التي تتواجد بها في الطبيعة وقد نجحت هذه الجهود الي حد كبير في اكثار هذه السلاحف في موائلها وتعتبر هذه قصة نجاح مصرية فريدة نظرا لمشاركة كل هذه الجهات في حماية هذا الكائن الصغير الجميل . ب