حدثنا قاسم أبوشفة/ الشهير بالرجل التحفة/ قال: كنت أعيش كالقفة/ ويطلقون عليّ لقب (كذاب الزفة)/ إلي أن عثرت بالصدفة/ علي طاقية الإخفا/ ونظرت لوجهي الباسم/ فقلت: حظك ضرب يا قاسم/ وانتابني خاطران/ الأول من الشيطان/ ووسوس لي أن أركب التوك التوك/ وأذهب لبنك توماس كوك/ أو أي بنك/ لأودع الفقر والضنك/ وفكرت في الذهاب إلي كبريات/ المطاعم والمولات/ لأسطو علي ما شئت/ وأتمتع بما منه حُرمت/ من الأطعمة والمزمزة/ وأغلي أنواع الأجهزة/ وقالت نفسي: بل اذهب لمجلس الوزراء/ وأنت بطاقية الإخفاء/ لتوحي إلي د.هشام قنديل/ أن يضعك في منصب جليل/ وليكن وزيرا في الوزارة/ أو محافظا أو مستشارا/ ثم استعدت السكينة والهدوء/ عندما استعذت بالله من نفسي الأمارة بالسوء/ وانصرف الوسواس الخناس/ فقررت أن أراقب الناس/ لأصلح أحوالهم بطريقتي/ وبدأت بأهل حتتي/ فأمسكت بلطجي الشارع/ المدعو بكوارع/ والذي يفرض علي المنطقة إتاوة/ وضربته علقة إنما ايه؟ آخر نقاوة/ وجعلته يصيح ويولول/ أنا مش بلطجي أنا عيل/ ولما رأيت جاري المقاول/ المعلم كامل/ يتعمد البناء المخالف/ بأسمنت تالف/ وحديد مضروب ورخيص/ وبدون ترخيص/ طحت فيه وفي عماله بالقصعة/ وأشعلت معداته وتركتها والعة/ ووجدت بعض الشباب التافهين/ لا يحترمون المرور والقوانين/ ويروعون بسيارتهم الآمنين/ فمشيت وراهم/ وأمسكتهم من قفاهم/ وهاتك يا ضرب/ وعلمتهم الأدب/ وعندما وجدت بعض الصعاليك/ بزعامة الفتوة خرتيت الديك/ يخططون لقطع الطريق والاعتصام/ حتي يتم الافراج عن زوجته إلهام/ تاجرة المخدرات/ انهلت عليهم بالصفعات/ والشلاليت والبونيات/ فأصيبوا بالفزع/ وقالوا (اجري يا جدع)/ وصاح الفتوة خرتيت/ عفريت عفريت/ واستطعت أيها الأفاضل/ تأديب الرعاع والأسافل/ وبالتخويف علمتهم ما لم يتعلموه/ وربيت اللي أهله ما عرفوش يربوه/ وتنقلت بطاقية الإخفاء/ لمراقبة العامة والدهماء/ ونبهت علي الموظفين/ بعدم تعقيد مصالح المواطنين/ وعدم قطع المياه والكهرباء/ والاهتمام بنظافة الأحياء/ وفرض ضريبة علي الغوغاء/ الذين يلوثون الجو بالشجار والضوضاء/ ومعاقبة البهائم/ الذين يتفوهون بالشتائم/ وواصلت مهمتي بجدارة/ حتي اتعدلت السلوكيات المنهارة/ وعاد للناس/ ما فقدوه من احساس/ وشعرت أني لم أعد قفة ولا تحفة/ ولا كذاب زفة/ وكل هذا بفضل طاقية الإخفاء/ ولكن هل تدري ما هي طاقية الإخفاء يا هذا؟/ إنها الضمير الذي أصبح في إجازة!!.