إلي متي نبخس انتصارات مصر العسكرية حقها.. الي متي تظل معارك الجيش المصري في اكتوبر 37 في طي النسيان وكأنها قصة من الروايات، حتي هذا لم نف به.. وأصبح انتصار العرب الوحيد في التاريخ الحديث وكأنه حدث عابر نعيشه اسبوعا كل عام باحتفالات مراسمية، دون ان تتغلغل في وجدان جيل الشباب من المصريين والعرب. ودون ان يدركوا ما حققه ابنائنا من انتصار هز العالم وغير من استراتيجيات العسكرية في التاريخ، واعترف به العدو قبل الصديق. وسط طوفان التغريب وشرخ الانتماء لدي شبابنا، ما احوجنا الي زرع العزة والقوة والشموخ والكبرياء في نفوسهم بالانسان المصري العظيم.. وهل في حياتنا حدث اقوي من نصر اكتوبر ودماء ابناؤنا الطاهرة من رجال قواتنا المسلحة لنفخر به وننحته في نفوس كل المصريين والعرب؟. هل يمكن أن نحيي الانتماء وروح البذل والعطاء إلا بتضحيات شعب في نصر اعاد للعرب الكرامة ورفع رأسنا واصاب اسرائيل بالذل وكسر شوكتها. الكثير من شبابنا لم يزر سيناء، فأين الرحلات المدرسية؟ لم يقرأ دراسة أو كتابا فأين خبراء العسكرية، ورجال الادب والفكر، لم يشاهد فيلما يجسد هذه الانتصارات. منذ 5 سنوات وجه الرئيس حسني مبارك بانجاز عمل فني علي مستوي عالمي عن انتصارات العسكرية المصرية في حرب اكتوبر. وتشكلت لجنة من المؤلفين والفنانين لوضع السيناريو وبدأ انتاج هذا العمل السينمائي الضخم.. ومرت 5 سنوات ولا يعلم احد شيئا عن هذه اللجنة وماذا فعلت، حتي اعاد الرئيس مبارك هذا التوجيه مرة ثانية في لقائه مع المبدعين والمفكرين منذ أيام.. ونأمل ان يستلهم مبدعونا روح اكتوبر في هذه الايام المجيدة لنري قريبا عملا فنيا واكثر من فيلم روائي وتسجيلي تروي قصة امجاد العرب علي أرض سيناء الخالدة. قصة كل جندي وضابط سالت دماؤه علي تراب سيناء كفيلة بأن تكون فيلما أو عملا أدبيا يحيي مشاعر طيبة كثيرة نحتاجها الان. والمؤسف في ظل فراغ الساحة من الاعمال المضيئة لنصر اكتوبر، لم يسلم هذا النصر العظيم من الادعاءات الباطلة لدعاة التنوير والاصلاح بالتطاول والكذب والافتراء. قالوا لم تكن حرب تحرير، وانما عملية تحريك عسكري، الي حد وقاحة البعض ان خوض الرئيس السادات لهذه الحرب كان سيناريو وتمثيلية كخطوة لانجاح الجهود الدبلوماسية لتحقيق تسوية سياسية للصراع العربي الاسرائيلي. هل من الممكن ان يصل التطاول علي تاريخنا الي هذا الحد؟ هل من الممكن ان يكون حقد بعض الاشخاص من ادعياء العلم ببواطن الأمور الي حد ان يهيل التراب علي شرف شعب ويقظة أمة؟ والكارثة انهم يدلسون علي الشعب باسم الحقيقة وهي الجهل بعينه!