عصام حشىش عندما عرفته كان موظفا بسيطا، فقيرا ومتواضعا. وبعد وفاة والده باع قراريط ورثها عنه وقرر ان يدخل بها عالم البزنس والاعمال الحرة! أيقنت لبساطة خطواته انه سيفقد ارثه عند اول عملية ليعود من جديد الي الوظيفة. لكنه خيب ظني ونجح واصبح الآن من اصحاب الملايين. تعددت شركاته وزادت ارباحه وعرفت ان السر الاكبر في ثرائه دخوله في »شراكة مربحة« سندت ظهره وحمت انشطته. ووفرت له فرص نجاح نادرة جعلت الاموال تتدفق بين يديه ليصنع قصة نجاح تستحق ان تروي. سألته ان اكتب عنه واذكر اسمه فرفض بشدة لكنه سمح لي فقط ان اذكر اسم شريكه واعلن لي استعداده لقبول شراكات مماثلة وان الباب مفتوح لعشاق النجاح وراغبي الثروة للتعاون مع شريكه وان يحذوا حذوه ويمضوا في نفس الطريق. اما شريكه في التجارة والبزنس فهو الله سبحانه وتعالي.. نعم.. فقد وقع بينه وبين نفسه تعهدا امام الله سبحانه وتعالي ان يكون لله في امواله 01٪ من صافي ارباح كل عملية يدخل فيها وكانت هذه نصيحة السيدة الفاضلة زوجته قدمتها ببساطة »المركب اللي فيها ربنا متغرقش«. وبدأت الرحلة قبل عشرين عاما لم يتهاون فيها ولا مرة واحدة في استقطاع حصة شريكه من الارباح وتسليمها الي احدي الجمعيات الخيرية تنفق منها علي الايتام والمرضي والفقراء. مصائب كبري حدثت في السوق لكنه نجا منها. شركات عديدة مماثلة افلست وخرجت من المنافسة لكنه استمر. يعود هو بالفضل في ذلك كله الي شريكه الذي لم يخذله ابدا. وقرر ان يزيد حصته جعلها 51 بدلا من 01 بالمائة وزادت الارباح وفكر لاول مرة ان ينتقل الي نشاط آخر. اشتري ارضا صحراوية وانفق عليها وخصص انتاجها من بنجر السكر لاحد المصانع تعاقد معه علي كامل الانتاج. وزادت الارباح وقرر ان يزيد حصة شريكه للمرة الثانية فجعلها 02٪ بالمائة.. والحقيقة انه لم يكن المال فقط هو الذي يزيد ولكن زاد ما هو أهم. الطمأنينة والرضا. يضحك وهو يروي حكاية احد الصالحين في الزمن الاول كان يمشي في الصحراء وفوقه غمامة وسمع صوتا يقول لها اسق حديقة فلان! ودهش من الصوت واستمر يتبع هذه الغمامة حتي اتت علي بستان وتدفق منها المطر منهمرا. وصاحب البستان يستقبل المطر بلا استغراب ولا تعجب وكأنه ينتظره. وسأله كيف وماذا تفعل؟ واوضح السر صاحب البستان قائلا ثلث الريع ارده الي الارض لاستمر في الزرع وثلث آكل منه أنا وعيالي وثلث اقدمه لله شكرا علي نعمته وفضله. واي انسان يفعل مثل ذلك يأتيه رزقه بالامر المباشر وبلا تعب. لماذا؟ لانه لا يبتغي به دنيا وانما يبتغي به الاخرة. فيرضي الله عنه ويعطيه ما يبتغيه وفوقه الدنيا زيادة بلا تعب. وقد اقسم النبي في الحديث قائلا: »ما نقص مال عبد من صدقه وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا..«. بصراحة شعرت بسعادة هائلة من هذه الشراكة الرابحة. الفكرة شديدة البساطة. يمكن ان نبدأها بأقل نسبة ولتكن خمسة بالمائة فقط من أي ايراد ثم تزيد. وثق ان المشروع مجد وستشعر حتما بالنتائج وستزيد اموالك وقبلها راحة بالك. وها هو رمضان يطرق ابوابنا والفرصة متاحة لان نفتح صفحة جديدة مع الله. فهذا حقه لدرجة اننا لو قدمنا 99٪ من ارباحنا سدادا لديوننا ما أوفينا حق ربنا علينا. اما البخلاء الذين يظنون ان بقاء المال في جيوبهم انفع لهم، والذين اذا اخرجوا جنيها لله استعظموه ومهما رزقهم الله من خير يستصغروه فهؤلاء سوف تحمي عليهم أموالهم في نار جهنم فتكوي بها جباههم وجنوبهم وظهورهم. هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون. وكلما زاد الكنز في الدنيا زادت النار في الآخرة. فاللهم علمنا ما ينفعنا. المهم .. لا تحرم نفسك وبادر بتنفيذ هذه الشراكة وابدأ البزنس مع الله فترتاح دنيا وآخرة.؟!