دعا الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني المجتمع الدولي إلي رسم مسار أكثر اهتمامًا بقضايا التحضر خاصة في الدول النامية، وقال "إن تزايد الوعي بهذه القضايا هو الطريق الأمثل نحو بناء مجتمع مستدام يضمن حياة أفضل للبشرية في حاضرها ومستقبلها".وأضاف في رسالة وجهها إلي العالم بمناسبة احتفال برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية ب "اليوم العالمي للموئل" الذي يصادف اليوم ، إننا مطالبون وبالسرعة الكافية إلي إحراز التحسن المتواصل والمتوازن في تحقيق أمن البشرية الاقتصادي والاجتماعي التي تشكل الصراعات الدولية تهديدا لكل المكاسب الإنمائية التي تحققت".وأكد أن الشعار الذي يرفعه برنامج "الموئل" لاحتفال هذا العام "مدينة أفضل..حياة أفضل"، أشبه بمعادلة محسومة النتائج ولكنها تتطلب حلولا مبتكرة لمواجهة تحديات التنمية، لاسيما في المناطق الفقيرة، التي تعاني من ضعف الإمكانات وقلة الموارد. وأشار إلي أن الصراعات ستظل حاجزا منيعاً في وجه التنمية البشرية، وأن علي العالم ان يوجه جهده وموارده التي يهدرها في هذه الصراعات، نحو النهوض بالمجتمعات الفقيرة، حتي يكفل لسكانها بيئة ملائمة تعمل علي رفع مستوي المعيشة عبر برامج موسعه من المعونات والمشاريع الإنمائية.وحث دول العالم علي التحرك سريعا من أجل وضع رؤية إستراتيجية مشتركة ترتكز علي أسس علمية فعالة، لاستكمال تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية كونها تشكل برنامج عمل متكامل، وخارطة طريق واضحة المعالم لأي تحرك فردي أو جماعي يستهدف الارتقاء بأوضاع الشعوب.وقال رئيس الوزراء " إن البحرين التزمت بالألفية وغاياتها فور الإعلان عنها إيمانا منها بأنها تعكس الطموحات المشتركة للمجتمع الإنساني العالمي".وأكد أن سياسات حضرة صاحب جلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة عاهل البلاد المفدي التنموية استجابت لكل الاحتياجات والمتطلبات المحلية.وشدد علي أن مملكة البحرين تشارك المجتمع الدولي اهتمامه بقضايا التنمية الحضرية، وتضعها في مقدمة أولوياتها، وتسعي جاهدة إلي ترجمة الرؤي الطموحة المعنية بالتنمية الحضرية، إلي برامج عمل ومشروعات تنفذها علي أرض الواقع لتوفير الخدمات الضرورية من السكن الملائم والخدمات الصحية والتعليمية التي تكفل لمواطنيها سبل العيش الكريم في بيئة صحية مستدامة. وأوضح أن مملكة البحرين أولت منذ وقت مبكر قضية تنمية المدن اهتماما خاصا وفق مخطط وطني استراتيجي تنفذه الحكومة يرتكز علي دراسة أوضاع هذه المدن واحتياجاتها التنموية علي كافة المستويات. وذكر أن مملكة البحرين وفي إطار تبنيها ومساندتها للجهود الدولية الرامية إلي إعطاء المزيد من الزخم والاهتمام بقضايا التنمية الحضرية، احتضنت ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط تدشين النسخة العربية من التقرير الدولي عن حالة المدن في العالم 2009 بعنوان "المدن المنسجمة"، والذي يعد دليلا وافيا لكيفية مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في المدن. وأشار إلي ان البحرين سوف يكون لها شرف استضافة المنتدي الحضري العالمي في عام 2012 حيث يحظي هذا المنتدي بمكانة علي الأجندة الدولية باعتباره ابرز واهم مؤتمر حول المدن حيث تلتقي مجموعات واسعة من المشاركين لمناقشة اجندة اعمال شاملة. وأوضح أن المملكة حرصت علي أن تكون عمليات التنمية والتطوير للمدن والقري متوازنة بحيث راعت الاحتياجات المتزايدة لسكان المدن، وحافظت في ذات الوقت علي ما تمثله هذه المدن من موروث تراثي وتاريخي وثقافي وبيئي باعتبارها شواهد حية علي عراقة تاريخ المملكة وأصالة حضارتها. وبين أن النمو السكاني السريع وتزايد العمران الحضري وتواصل عمليات الهجرة إلي المدن، وما يتمخض عنها من مشكلات اقتصادية واجتماعية وأمنية وبيئية، يستلزم بذل جهود إضافية من أجل تحسين البيئة الحضرية وفق خطط تنموية متكاملة.ونبه إلي ضرورة أن تكون تعهدات المجتمع الدولي لإنجاز الأهداف الإنمائية للألفية وأجندة الموئل هي الأساس الذي تنطلق منه كافة خطط التنمية والتطوير الموجهة للارتقاء بأوضاع المدن في مختلف أنحاء العالم، وتحسين الأوضاع المعيشية فيها.وشدد علي أن العمل الدولي المشترك يعد خيارًا استراتيجيًا لا يمكن التراجع عنه لتحقيق حياة أفضل لشعوب العالم، كما أن الحفاظ علي حاضر البشرية ومستقبلها هو مسئولية تضامنية، لأن الأخطار والتهديدات عندما تأتي لا تستثني أحدا، وسيعاني من تبعاتها الجميع. وأشاد بما يقوم به برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية "الموئل" من جهد ملموس في مجال التنمية الحضرية، ونجاحه في بلورة رأي عام عالمي متضامن وموحد لمواجهة التحديات التنموية التي تواجه العديد من المناطق والشعوب. وأثني علي الجهود المخلصة والدؤوبة التي يبذلها معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون ومنتسبي المنظمة الدولية منوها بجهود المديرة التنفيذية السابقة للبرنامج السيدة آنا تيبياجوكا وما ارسته من تغيرات ذات اثر ايجابي في عمل البرنامج متمنيا للمدير الجديد لبرنامج "الموئل" السيد جوان كلوس، كل التوفيق في وضع الوسائل الفاعلة لتسريع وتيرة عملية النمو الحضري. ويذكر أنه سيتم الاحتفال باليوم العالمي للموئل هذا العام في معرض "أكسبو شنغهاي الدولي 2010".وكانت منظمة الأممالمتحدة قد قامت بتسمية أول يوم اثنين من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للموئل وذلك بغية عكس الوضع في المستوطنات البشرية إضافة إلي عكس الحق الأساسي بالمأوي الملائم للجميع كما يهدف هذا اليوم إلي تذكير العالم بمسؤوليته المشتركة حيال مستقبل الموئل الإنساني.