أعتقد أن انتخابات جولة الإعادة يومي السبت والأحد القادمين ستكون أسخن كثيرا من الجولة الأولي فقد سبقها جدل لا ينتهي حول المرشحين .. الدكتور محمد مرسي والدكتور أحمد شفيق .. الحوار لا ينقطع بين المصريين وسؤالهم الحائر .. من ننتخبه رئيسا لمصر .. وانقسم الشعب إلي فريقين كل فريق يؤيد مرشحا بعينه بل يتعصب له، ومعظم الناخبين لا يعرفون برامج المرشحين ونتمني من الله أن تمر الانتخابات علي خير. لأول مرة أشعر بالخوف علي مصر . أما الفريق الثالث فهو الذي يدعو لمقاطعة الانتخابات وأعتقد بعد قراءة هذه الفتوي المنتشرة علي مواقع الانترنت فسوف يغير رأيه .. تقول الفتوي الصادرة عن الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بأن بيع وشراء الأصوات الانتخابية أمرٌ محرم، والمال المأخوذ علي ذلك سحت لا يحلُّ بحال، فهو رشوة آخذها ومعطيها ملعون بنص حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم (لعن الله الراشي والمرتشي)، وهي خيانة للأمانة، وتزوير لإرادة الأمة. وقالت انه علي من أخذ مالا في مقابل التصويت لمرشحٍ ما أن يتوب إلي الله تعالي، وأن يضع هذا المال في وجوه البر، فإن كان مضطرًا لفقره وشدة حاجته، فليأخذ المال، ولا يعط صوته إلا لمن يستحق؛ فإن كان قد أقسم بالله فليكفر عن يمينه بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإن عجز عن ذلك فليصم ثلاثة أيام. وأكدت أنه لا يصلح بحال أن يمتنع الناخب عن الإدلاء بصوته لعدم قناعته بأي من المرشحين، وعليه أن يختار أصلحهما للبلاد وأنفعهما للعباد، وقد قال تعالي: »وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إذَا مَا دُعُوْا« (البقرة: 282) وقال تعالي: »وَلا تَكْتُمُوْا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإنَّه آثِمٌ قَلْبُهُ« (البقرة: 283). احذر صديقك ألف مرة ! قد أبدو مكتئبا .. قد أبدو مصدوما في بعض الأصدقاء لكنها حكمة الحياة وناموس الكون .. الحكمة تقول " احذر عدوك مرة .. واحذر صديقك ألف مرة" .. في تراثنا الشعبي »بدران هو من خان أدهم لثقته العمياء فيه«.. وعند شكسبير في يوليوس قيصر يقول القيصر وهو يحتضر " حتي أنت يا بروتس" . فيوليوس قيصر قتل غدراً بالرغم من كل ما أنجز لشعبه وبلده، لكن الطمع والجشع، وحب السلطة والثروة قاد المقربين منه للتخطيط لاغتياله.. وحتي لا يتهم شخص واحد بقتله أُتفق علي أن لكل واحد من قاتليه طعنة يجب أن يطعنه أياها فيتفرق دمه. كان أخر من طعنه أحب أصدقائه إليه ومحل ثقته والشخص الأقرب إلي قلبه "بروتس" الذي منحه الكثير من الأوسمة والمناصب. نظر حينها "يوليوس قيصر" في عيني صديقه وقال له: " حتي أنت يا بروتس"؟ فأجابه "إني أحبك لكني أحب روما أكثر"، فكان جواب قيصر له: "اذا فليمت قيصر".. وفي ماكبث شكسبير أيضا ينفطر قلبك حزنا مما فعله ماكبث أمير جلامس حينما قتل مليكه الطيب " دنكان" بعدما رفعه منزلة بين القواد وجعله أميرا علي مقاطعة كاودور بعد انتصاره في الحرب واطمأن اليه وجاء إلي قصره ليحتفل معه بالنصر ..قتله غيلة وغدرا من أجل كرسي الملك ..حتي بانكو صديقه وشريكه في الانتصارات لم يسلم منه فتآمر عليه حتي لا يسلبه العرش كي يجلس عليه وحيدا مطمئنا .. كل هذا جري بين الأصدقاء فالأعداء نعرفهم ونعلم مقصدهم ولا نأمن لهم .. مبارك خان الوطن يوم توسم في الأعداء النبل والشهامة ..يوم تحالف مع الإسرائيليين ضد بني وطنه ظنا منه أنهم يدعمون كرسيه وغاب مبارك وخلعته الثورة ووضع نفسه في مزبلة التاريخ ! لا أريد أن أبدو متشائما أو هكذا صورت الأمر لنفسي فالصداقة لها واجبات وحقوق وهي قيمة نبيلة من قيم النبل والفروسية والشهامة ينبغي الحفاظ عليها وترسيخها فلا يعقل أن أبيع صديقي ولو توجوني بتاج الإمارة !