سلىمان قناوى أفقيا: (1) كتبت في الاسبوع الماضي أطالب جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، من منطلق التواصي بالحق والتواصي بالصبر، اعلان تنازل المهندس خيرت الشاطر والدكتور محمد مرسي عن الترشح للرئاسة لصالح الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، حتي يكون الامر بيدهم،لا بيد اللجنة او المحكمة، ولكن بعد أن سبق السيف العزل، واستبعد المهندس الشاطر، فإن الوقت لم يضع بعد والفرصة لم تفت، كي تعود الجماعة والحزب الي الصف الوطني تناصر الثورة وتقف مع الجماهير، بخطوة بسيطة يعلن فيها الدكتور مرسي تنازله للدكتور ابو الفتوح، الاوفر حظا للفوز بمقعد الرئاسة، خاصة وان وضع المرشحين - بعد استبعاد العشرة غير المبشرين بالرئاسة- يمكن ان يوقع الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة في احجية تستعصي علي الحل، ظهرت في التساؤل الكاشف للعلامة الدكتور يوسف القرضاوي للمرشد العام للاخوان الدكتور محمد بديع: ماذا ستفعلون لو كان طرف الاعادة في انتخابات الرئاسة هو الدكتور ابو الفتوح ؟ ( جاء السؤال مبكرا قبل ان تفكر الجماعة في الدفع بأحد اعضائها للترشح للانتخابات الرئاسية) وكان رد المرشد : لم نفكر في الأمر بعد. سؤال الدكتور القرضاوي له وجاهته، وهو قد يضع الجماعة والحزب في امتحان لايقل صعوبة عن السير علي الصراط المستقيم، فكيف سيكون موقفهما لو كانت الاعادة بين ابو الفتوح، وعمرو موسي مثلا، او في الحالة الاسوأ بين ابو الفتوح وشفيق. يجب ان يفكر الاخوان والحزب في الاجابة من الان علي هذه الاسئلة، قبل أن تداهمهم استحقاقات اللحظة الفارقة وواجبات الوقت الحاسمة . لن أحذو حذو الاستاذ محمد مهدي عاكف، المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين الذي قال في برنامج 90دقيقة علي قناة المحور: 'أدعو الله ألا يفوز مرشح الإخوان بالرئاسة'. معبرا بذلك عن عدم رضاه عن دخول الجماعة وحزبها السباق الرئاسي. ولكن اقول للجماعة، وأحسب قادتها من الاخيار، ولا أزكي علي الله احدا، ان استمرار الدكتور مرسي في السباق الرئاسي سوف يؤدي الي تفتيت اصوات الكتلة المسماة بالاسلامية، الامر الذي قد يحمل لنا شفيق او موسي الي قصر العروبة، ولما كان دفع الضرر مقدم علي جلب المنفعة، اري ان عدم ترشح الدكتور مرسي، عملا بفقه مآلات الافعال سيجنب مصر ضررا كبيرا قد يظهر في اعادة انتاج نظام المخلوع . داووا اصواتكم بالعودة للحق، ووفروا اموال الدعاية للخير. (2) الضغوط علي بعض مرشحي الرئاسة للانسحاب، ليست حجرا محجورا علي مصر، نيوت جنجريتش، المرشح المحتمل للرئاسة الامريكية ورئيس مجلس النواب الامريكي السابق، يواجه ضغوطاً مستمرة تدعوه للانسحاب من السباق الرئاسي بعد تضاؤل فرص فوزه بسبب التقدم الكبير الذي يحققه المرشح الأوفر حظاً ميت رومني. ويبدو ان هذا الاعتراض تخطي الانسان الي الحيوان، فقد عضّ جنجريتش "بطريق" أثناء زيارته لحديقة حيوانات مدينة سانت لويس. كم مرشحا مصريا نحتاج الي الاستعانة ب"كوبرا" من حديقة حيوانات الجيزة، للتعامل معه ، وليس الاكتفاء بلجنة"سلطان"الرئاسية؟ (3) قلبي مع الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، وعقلي مع الدكتور محمد سليم العوا..محتار أنا بين قلبي وعقلي. حاجة كده زي اغنية صباح "بين الاهلي والزمالك محتارة والله" . لا أدري حتي الان..لمن أحتكم ؟ (4) مفيش حاجة بتوقف المجلس العسكري لأن الدنيا مفتوحة قدامه.. هو اللي بيستبعد ويبعد..وبيضبط ويربط..هو اللي بيفاصل ويفصل..ويرفد ويعاند ويعند.. هو اللي بيفاضل ويقاضي..ويحاكم ويحكم.. هو اللي بيحبس ويسجن ..وينكد وينكت..ويشخط وينطر ..كل ده لان معاه خط "المصريين " كلوزCLOSE مش . OPEN وعشان كل واحد له شخصيتين عملنا مجلسين: العسكري والاستشاري في كيس واحد. رأسيا : (1) غريب أن يندهش البعض من تهجم مرشحي الرئاسة الفرنسية: اليميني (ساركوزي) واليمينية المتطرفة (مارين لو بن) والاشتراكي(هولاند)، علي الاسلام، اذا كان في مصر ممن يصفون انفسهم بالمفكرين او النخبة، ينعتون خاتم الديانات بأوصاف، ادناها الظلامية، واعلاها التخلف. اللي اختشوا ماتوا. (2) لو فعلها برلماني مصري ، لرفعناه فوق الاعناق ، لانه سينبه المجلس العسكري والحكومة الي الازمة التي لا يزال يعاني منها الشعب. وصل نائب في برلمان الشطر التركي من قبرص إلي مبني البرلمان علي ظهر »حمار« احتجاجا علي رفع أسعار الوقود وقرار الحكومة الأخير بشراء سيارات جديدة للوزراء، بينما تعاني قبرص التركية من أزمات اقتصادية عديدة. المشكلة انه لو قرر اعضاء البرلمان المصري الاحتجاج علي ازمة الوقود بهذه الطريقة، لسد الطريق الي مجلس الشعب بهذه الالفية الحصاوي التي سيهتف فيها الاعضاء"الحمار والانسان..ايد واحدة"و "يسقط..يسقط..حكم التوك توك". حقا ما استحق ان يولد من عاش بالبنزين فقط. (3) هذه هي الديمقراطية والشفافية واحترام الشعوب، العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس، قدم اعتذاراً غير مسبوق للشعب، عن رحلة لصيد الافيال قام بها إلي بوتسوانا، في الوقت الذي تعاني بلاده من أزمة اقتصادية خانقة. وقال: "إنني آسف للغاية، لقد ارتكبت خطأ، وهذا لن يتكرر مجددًا." حتي الان لا يريد مبارك واعوانه الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب المصري. متي يتوفر لمصر رئيس يعتذر؟