- ظاهرة خطف الشنط من البنات بالموتوسيكلات أصبحت تهدد الشارع المصري، ولا أعرف متي تطمئن البنت علي نفسها وهي في الطريق العام، فقد انتشرت حركة الموتوسيكلات في الشوارع وأصبح من السهل استخدامها في عمليات إجرامية كثيرة منها خطف الشنط، أو استخدامها في مطاردة سيارة ل "تثبيت" صاحبها وسرقتها بالإكراه. - ولأن البنت المصرية غير مدربة علي مواجهة أي عمل إجرامي في الشوارع، فتراها ضعيفة مستسلمة وهي تمشي حاملة حقيبة يدها، وتصبح صيداً ثميناً عندما يداهمها اثنان علي موتوسيكل فيقومان بمناورة سريعة بعد أن يحدد أحدهما موقعه من الفريسة وينقض عليها من الخلف ليخطف "شنطتها"، ومهما صرخت فلن ينقذها أحد لأن هذا المشهد أصبح مألوفاً كل يوم في الشارع المصري.. ولا أعرف إلي متي ستبقي هذه الظاهرة الإجرامية التي تتعرض لها بنت من بناتنا. - قد يقولون إن هناك تراخياً من أجهزة الشرطة، لكن من الظلم أن نسقط جهودهم التي أصبحت ملموسة لرجل الشارع المصري، لقد تضاعفت جهودهم في ملاحقة التشكيلات الإجرامية، وإن كنت أطالبهم بتشديد الحملات علي الدراجات البخارية "الموتوسيكلات"، ثم ما الذي يمنع من توثيق كل موتوسيكل ومراجعة أوراقه وبالذات الموتوسيكلات التي تحمل أكثر من شخص، لأن الموتوسيكل الذي يقوده شخص واحد يصعب عليه أن يخطف "شنطة".. إن انتشار دوريات من رجال الشرطة السرية مهم جداً، ليس بالضرورة أن يكون رجل الشرطة بزيه الرسمي حتي لا يفلت منه "الزبون".. وأتمني أن يكون معظم رجال الأمن بملابسهم المدنية بشرط تأمينهم بدوريات لاسلكية، وليس بالضرورة أن تحدث المواجهات في الشوارع الرئيسية، لكن اختيار الأحياء في عمليات الضبط والتفتيش مهم جدا. - اتركونا من الزفة الأمنية التي تعوق حركة المرور وتعطي فرصة للمنفلتين أن يهربوا من الشوارع الجانبية.. إن التكتيك أصبح مهما لأننا نتعامل مع لصوص مدربين، يعرفون كيف يهربون من "الكمين".. لذلك أقول إن استخدام التخطيط في الدوريات الأمنية أصبح مهماً جداً.. ليس بالضرورة أن نجد فرقة أمنية في منتصف الطريق العام لتشهدها كل السيارات، لكن كيف استخدمها في تطويق المنطقة من الأمام والخلف هذا هو المطلوب.. لقد كنت أراجع السيارات وهي تتراجع وتنحرف إلي الشوارع الجانبية حتي تهرب من "الكمين" ولا يمشي في السير إلا من هو أوراقه سليمة، أما المنفلتون فيهربون بسياراتهم أو بموتوسيكلاتهم. - لذلك أقول انتبهوا وشددوا الرقابة علي الأحياء التي أصبحت صيداً ثمينا لراكبي الموتوسيكلات، فالمشهد لم يعد غريباً علي الشارع المصري أن يحدث فيه كل يوم حادث خطف حقيبة سيدة أو بنت، وكون أن الخاطف "جبان" وهو يدفع فريسته علي الأرض دون أن يدرك أنها قد تتعرض لخبطة في الرأس تفقدها الوعي أو تصاب بكسر في الحوض فهذا لا يعنيه ، لأن كل الذي يعنيه هو أن يلهيها حتي لا تصرخ أو تستغيث.. فما بالك لو كانت هناك دوريات مترجلة تتمكن من القبض علي الخاطف. - من يومين وفي شارع جزيرة العرب بالمهندسين حدث مثل هذا المشهد الذي نتحدث عنه.. موتوسيكل فوقه شابان تمتد يد أحدهما إلي شنطة سيدة وهو يحاول أن يدفعها علي الأرض.. وفي ثوانٍ يخطف الشنطة وتصرخ السيدة ويلمح المارة الموتوسيكل وهو يشق طريقه ويحاول أن يفلت من بين السيارات.. وإذا بالمارة يحاصرونه حتي سقطا في أيديهم.." وهات يا ضرب في الشابين "، لقد كادوا يفتكون بهما حتي سالت دماؤهما.. وقام المارة بتسليم الشنطة للسيدة، وعلي الفور وصلت سيارة النجدة بعد استدعائها وتم القبض علي الشابين، وهما عاجزان تماماً عن الوقوف من "علقة الشارع" . - بصراحة الذي أسعدني في هذا المشهد هو عودة الشهامة للشارع المصري، فعلا مصر بخير فيها رجالها وولاد بلد، صحيح أنهم "فشّوا" غلهم في الشابين، لكن لهم عذرهم بعد الحوادث التي أصبحت حديث كل بيت، وقد يكون هذا الدرس قاسيا علي كل من تسول له نفسه السرقة بهذه الطريقة. - إن تطهير الشوارع من هؤلاء أصبح مطلباً شعبياً بعد الحوادث المتكررة في خطف شنط السيدات، فقد تكون هذه السيدة موظفة ولا تملك إلا راتبها أو معاشها وفجأة تجد نفسها في الطريق العام بدون شنطة، لا تليفون ولا أجرة المواصلات، فتضطر أن تأخذ التليفون من أحد المارة لتستغيث بأحد أفراد أسرتها لعله ينقذها من المطب الذي وقعت فيه.