في أول مبادرة حقيقية لمساعدة المخترعين وتشجيع الابتكارات تفتتح اكاديمية البحث العلمي خلال أيام قليلة أول وحدة للتصميم الصناعي .. تهدف الوحدة لحل اكبر مشكلة تواجه المخترعين في مصر وهي كيفية تحويل الاختراع من فكرة وحلم الي واقع .. فتقدم الوحدة التمويل اللازم لاعداد النموذج الاولي للاختراع ..ومن خلال هذا النموذج يستطيع المخترع ان يتقدم لاي شركة او مستثمر ليتبني اختراعه .. ومنذ ايام قليلة قام الدكتور ماجد الشربيني رئيس اكاديمية البحث العلمي بمبادرة ايجابية اخري كان لها اثر كبير علي المخترعين .. حيث عقد لقاء مفتوحا مع مجموعة كبيرة من اصحاب براءات الاختراع من مختلف الاعمار .. وعرض عليهم فكرة الوحدة الجديدة .. وقام بمناقشتهم والاستماع الي مشاكلهم والتعرف علي مطالبهم. في بداية اللقاء اعلن الدكتور ماجد عن قرب افتتاح الوحدة الجديدة وقال ان الهدف منها ان تستفيد الدولة من افكار المخترعين لان لدينا بالفعل آلاف الاختراعات التي توقفت عند مرحلة الحصول علي البراءة لعجز المخترع عن استكمال الطريق وحده وأكد ان تقدم الدول لا يمكن ان يحدث الا اذا كانت التكنولوجيا نابعة من داخلها .. وعن الوحدة الجديدة قال ان كل من حصل علي براءة اختراع قابلة للتطبيق يستطيع ان يتقدم للوحدة .. وان هناك لجنة علمية خاصة ستقوم باختيار افضل الاختراعات طبقا لاولويات احتياجات الدولة والقابلية للتطبيق والجدية والابتكار وسيتم تمويل المخترع بمبلغ يمكن ان يصل الي 250 الف جنيه لمساعدته في تحويل الاختراع لنموذج اولي قابل للتطبيق . ثم فتح الدكتور ماجد باب التساؤلات من قبل المخترعين - فسأل احدهم ان كان هذا المبلغ الذي ستقدمه الوحدة منحة ام قرضا؟ فاجاب قائلا بانه منحة لمساعدة المخترع في الوقوف علي قدميه .. وبعدها يستطيع المخترع اذا اراد الاشتراك مع الاكاديمية في برنامج تنمية الابتكار ليساعده في التسويق ويحصل في المقابل علي 10٪ من العائد - وقال محمد زياد ان الاختراع الخاص به مطلوب في الاسواق والاقبال عليه كبير لكن لا يجد جهة تتولي التصنيع بالكم الذي يغطي الطلب وأكد د. ماجد ان الاكاديمية تستطيع مساعدته ايضا من خلال برنامج تنمية الابتكار وقال مخترع اخر: لدي عدة اختراعات في مجالات عديدة مثل اختراع لازالة الالغام وحاملة للطائرات وسقالة ومظلة ملاعب متحركة .. وقد تقدمت لبرنامج تنمية الابتكار بالفعل لكني وجدته لا يهتم بالمخترعين ولا يتواصل معهم وحينما يرفض اختراعا لا يقدم مبررات مقنعة للرفض . وأثار مخترع آخر قضية خطيرة وهي شكوكه في تسرب اسرار الاختراعات لان مكتب البراءات احيانا يرفض الاختراع ثم يفاجأ بالاعلان عن نفس الاختراع بكل تفاصيله في دول اخري .. واتفق بعض المخترعين مع هذه الشكوك وطالبوا بتوفير ضمانات اكثر تحفظ سرية الاختراعات داخل مكتب البراءات يما يضمن عدم تسرب الافكار. - وطالب خالد ياسين مخترع جهاز تفتيت حصوة الكلي بأن تكون الاكاديمية طرفا مع المخترع في بعض عقود التسويق اذا اقتنعت بالاختراع وأهميته . - وطالب حامد محمد - مخترع جهاز يحدد مدي تلوث المياه في الخزانات - بمساعدته في التوصل لمستثمر يساعد في تمويل انتاج الجهاز. - وطالب البعض بإعفاء المخترع من رسوم البراءة السنوية .. وعلق الدكتور ماجد بأن هذه الرسوم مقابل الخدمات التي يقدمها المكتب وهي معايير عالمية يجب ان يتقبلها الجميع ويلتزموا بها. عانيت المشكلة وعقب اللقاء التقيت بالدكتور ماجد الشربيني وبدأت حواري معه قائلة : لديك شخصيا اكثر من براءة اختراع .. فهل هذا هو السبب الرئيسي في اهتمامك بالمخترعين وتعاطفك مع مشاكلهم ؟ د. ماجد الشربيني : اولا يجب ان نعلم ان الاهتمام بالابتكارات ودعم ثقافة الابتكار هو الطريق الحقيقي لنمو اي دولة.. ولذلك فاهتمامي بالمخترعين سيكون في اولوية اهتماماتي بالفعل خلال المرحلة القادمة . عزوف التلاميذ تحدثت عن اهمية تنمية ثقافة الابتكار .. ولكن هذه الثقافة يجب ان تبدأ من مرحة المدرسة وضرورة اكتشاف المبدعين مبكرا .. والواقع يؤكد ان هذه الثقافة غائبة تماما عن اهتمامات وزارة التربية والتعليم ؟ - الفترة القادمة ستشهد بالفعل تعاونا كبيرا بيننا وبين وزارة التربية والتعليم .. فقد بدأنا اخيرا في عمل مسح يوضح مدي اقبال تلاميذ المدارس علي العلوم الاساسية ( العلوم والحساب).. وقد اظهرت المؤشرات المبدئية عزوف الاجيال الجديدة عن هذه العلوم من واقع درجاتهم .. وهو امر خطير لانه سيؤدي بمرور الوقت لتراجع الاهتمام بالعلوم العلمية والبحث العلمي وهو ما يؤثر علي تنمية الدولة وتقدمها ومستقبلها ونحن في حاجة لبرامج تعليمية جديدة .. فالكتاب وحده لا يكفي والأهم هو المعمل والتطبيقات والتجارب. المجلس الأعلي بصراحة ..ما دور اكاديمية البحث العلمي ؟ ولماذا لا نشعر بأهمية هذا الدور علي الساحة العلمية ؟ - د. ماجد الشربيني : المفروض ان تضم هذه الاكاديمية جميع العلماء المصريين في مصر وخارجها .. ترعاهم وتهتم بمصالحهم وتستفيد بخبرتهم .. والمفروض ان تكون بيت خبرة مرجعيا لكل هؤلاء العلماء بحيث يتم الرجوع اليها في حالة عمل اي دراسة حول قضية معينة .. وأهم الادوار ان تقوم الاكاديمية برسم الخطط للمستقبل و علي الدولة ان تتبني هذه الخطط وتطبقها . اما لماذا لم نشعر بهذا الدور فلأن الاكاديمية كانت تقوم بالفعل بعمل الخطط والدراسات .. ولكن لم تكن هناك آليات لتنفيذ ما تطرحه .