أدلي الناخبون الأفغان أمس بأصواتهم في انتخابات تشريعية جرت تحت وقع هجمات حركة طالبان التي توعدت بعرقلة إاقتراع يمثل اختبارا حاسما لمصداقية الحكومة وقوات الامن. ورغم انتشار 300 ألف من قوات الجيش والشرطة الأفغانية لتأمين الانتخابات يدعمهم نحو من 150 ألف جندي أجنبي، هاجمت طالبان مناطق متفرقة من البلاد مما أسفر عن مقتل وإصابة نحو 20 شخصا. وأعلنت الشرطة في إقليم بجلان شمالا مقتل جندي وستة من رجال الأمن في هجوم وقع قرب مركز اقتراع ومركز أمني قريب أسفر كذلك عن اصابة خمسة أشخاص. وأفادت تقارير ان أربعة أشخاص قتلوا اثر سقوط صواريخ علي مراكز اقتراع في منطقتي "أسمر" و"اسد اباد" بإقليم كونار شرقا. وقالت الشرطة ان قذيفة هاون سقطت علي منزل في اقليم تكار شمالا، فقتل رجل واصيب اثنان من ابنائه. وفي وسط كابول سقط صاروخ قرب السفارة الأمريكية ومقر قيادة القوات التي يقودها حلف شمال الاطلنطي، كما هاجمت طالبان ستة مراكز للتصويت في اقاليم بدخشان وهرات وغزنة وقندوز، قبل ان تفتح ابوابها. وأطلق المتمردون ستة صواريخ علي ضواحي مدينة جلال اباد بإقليم ننجرهار شرقا أسفرت عن مقتل شخصين واصابة ثالث بعدما أصاب صاروخ منزلهم في منطقة "نزيان". كما أكد حاكم ولاية خوست المجاورة ان ثلاثة أشخاص بينهم اثنان من المراقبين جرحا في انفجار وقع في مركز للاقتراع بعد بدء عمليات التصويت. وجنوبا حيث معقل طالبان قتل رئيس مركز اقتراع بإقليم هلمند عشية الإقتراع اثر انفجار قنبلة يدوية في سيارته. وفي قندهار المجاورة أغلقت كل الطرق بالمدينة لدواع أمنية، بينما نجا الحاكم "طورالاي ويسا" من محاولة إغتيال بقنبلة انفجرت قرب سيارته. وكانت طالبان قد علقت لافتات في المنطقة تدعو السكان الي البقاء في منازلهم حتي لا يسقطوا ضحايا هجمات. في المقابل دعا الرئيس الأفغاني حامد قرضاي المواطنين للمشاركة بكثافة في الانتخابات. وقال عند إدلائه بصوته في مدرسة وسط كابول "نأمل بان يتوجه الناس الي صناديق الاقتراع والا يخضعوا للضغوط". وكانت موجة من عمليات الخطف قد انتشرت في انحاء البلاد قبل يوم من بدء الاقتراع حيث خطف أول أمس 23 شخصا من العاملين في الانتخابات من بينهم مرشحان. والي جانب الإخفاق الأمني كانت حالات الفساد والاحتيال "مصادر كبيرة للقلق" لدي المراقبين. وسجلت لجنة الشكاوي الانتخابية في كابول مخالفات في مركزين للاقتراع عن حالات يزول فيها الحبر - المفترض ان يبقي لنحو 72 ساعة لتجنب التصويت أكثر من مرة. كما أكد مراقبون في مدينة جلال أباد شرقا ان عمال مراكز سمحوا عمدا لأشخاص بالتصويت ببطاقات تسجيل مزورة، كما أعلنت الشرطة انها اعتقلت رجلين معهما 800 بطاقة مزورة جنوب وشرق البلاد. ولن تعرف النتائج الأولية للانتخابات قبل 8 أكتوبر بينما لا يتوقع صدور النتائج النهائية قبل 30 أكتوبر. وفتحت نحو 92٪ من مراكز التصويت أبوابها من اصل 5816 مركزا. وكانت اللجنة الانتخابية المستقلة قد أعلنت في وقت سابق ان نحو 15٪ من إجمالي المراكز لن تفتح أبوابها لدواع أمنية. من جهته قال رئيس بعثة الاممالمتحدة ستافان دي متسورا ان غياب الامن وعمليات التزوير يشكلان اكبر مصدرين "لقلق" الأسرة الدولية في الانتخابات الأفغانية.