الإدمان يدمر الانسان أكد تقرير صادر عن المجلس القومي لعلاج ومكافحة الادمان التابع لوزارة الاسرة والسكان أن الحملة الاعلامية التي اطلقتها الوزارة مؤخرا بالتعاون مع صندوق التمويل الاهلي تحت رعاية مجلس الوزراء نجحت في جذب اهتمام المجتمع بوجود آلية وطنية لعلاج من تورط في هذه المشكلة من خلال الخط الساخن لعلاج الإدمان »32061« والذي يقدم خدمة العلاج والتأهيل مجانا وفي سرية تامة بالتعاون مع وزارة الصحة والمراكز العلاجية المتخصصة. قالت السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان ان الخط نجح في التعريف بالمزيد من المعلومات عن مشكلة المخدرات وبشكل علمي سليم يساهم بشكل ايجابي في تصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بهذه المشكلة، وكذلك تحفيز الأسر بمختلف افرادها علي الاقتراب من الواقع الحقيقي للمشكلة بعيدا عن ثقافة الإنكار وحاجز الصمت الذي كان يغلف تناول الأسرة لهذه المشكلة، كما توضح المؤشرات الأولية للحملة انها نجحت في تحفيز المدمنين علي التقدم للعلاج والتغلب علي الظروف المختلفة التي كانت تحول بينهم وبين التقدم الطوعي للعلاج والتعافي. وأضافت ان الخطة اعتمدت علي ثلاثة محاور أولها الاتصالات الهاتفية التي وردت للخط الساخن قبل وبعد الحملة الاعلامية ويختص هذا المحور بالمقارنة بين تكرار ورود المكالمات الهاتفية قبل الحملة الاعلامية وبعدها وتصنيف هذه المكالمات خلال الفترة الزمنية محل التقرير. وتشير النتائج في هذا الصدد الي ان عدد الاتصالات الهاتفية بعد اطلاق الحملة الاعلامية بمدة »41 يوما« وصل الي عد »8652« اتصالا هاتفيا وبنسبة »6.77٪« مقارنة بعدد »067« اتصالا هاتفيا قبل فترة الحملة بمدة 41 يوما بنسبة »8.22٪« أي أنها تضاعفت بمقدار ثلاثة مرات ونصف تقريبا. وهو مؤشر علي نجاح نسبي للحملة الاعلامية في نشر المعرفة بالخط الساخن ورفع وعي الشباب والأسر بخطورة المخدرات وادراك مسئوليتهم تجاه مواجهتها وجذب انتباه المرضي وأسرهم لما يقدمه الخط الساخن من خدمات. وتتضمن الاتصالات الهاتفية ثلاثة أنواع من الاتصالات، »وهي ارشاد وتقديم المشورة، واستقبال مرضي جدد، ومتابعة مرضي استفادوا من خدمات الخط في وقت لاحق«. أما المحور الثاني فيختص برصد آليات تعرف المتصلين »المرضي وذويهم« علي الخدمات التي يقدمها الخط الساخن وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي. وتفيد هذه البيانات في التعرف علي الفاعلية النسبية لوسائل الاتصال الجماهيري المختلفة في الوصول الي الجماهير المستهدفة للخدمات التي يقدمها الخط الساخن بشكل خاص وصندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطي بشكل عام. وتتضمن هذه الوسائل التليفزيون والإذاعة والصحف ودليل التليفون والانترنت واعلانات الشوارع وغيرها، وقد بينت النتائج في هذا الصدد حدوث تغيرات واضحة في الفاعلية النسبية لوسائل الاتصال الجماهيري في ايصال الرسالة الاعلامية الخاصة بخدمات الخط الساخن قبل الحملة الاعلامية وبعدها وتؤكد الدراسة أن التليفزيون كان اكثر وسائل الاتصال الجماهيري فاعلية للتعرف علي خدمات الخط الساخن. وتشير النتائج الي ان عدد المتصلين الذين عرفوا الخط الساخن من خلال التليفزيون بعد الحملة وصل الي عدد »8702« متصلا بنسبة 9.08٪ من اجمالي عدد المكالمات في الفترة محل التقرير مقارنة بعدد »52« متصلا فقط قبل الحملة الإعلامية بنسبة »3.3٪«. وأضافت وزيرة الاسرة ان المحور الثالث هو مصادر المكالمات الواردة للخط الساخن وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي الذي أظهر مدي التأثير الايجابي النوعي للرسائل الإعلانية علي الأسر، بما في ذلك الأسرة الممتدة والمساهمة في كسر ثقافة الإنكار التي تغلف تناول الأسرة لهذه المشكلة، والزيادة النسبية لاهتمام الأسرة وإدراكها بالاكتشاف المبكر للتعاطي، كما زاد بشكل ملحوظ نسبة اتصال الإخوة والأصدقاء، وذلك لأن الشباب يمثلون مقدمة اهتمام الحملة لزيادة ضغط الأقران الايجابي، والذي يمكن ان يمتد من جانب الوقاية الي الدعوة للعلاج والتعافي. كما لاحظ التقرير زيادة المكالمات الواردة من المرضي انفسهم من عدد »812 مريضا« قبل الحملة، الي »939 مريضا« بعد الحملة. ويعد اتصال المريض بالخط الساخن سواء طلبا للمعرفة والوعي أو طلبا للنصيحة والإرشاد أو سعيا من أجل العلاج من المؤشرات الهامة لنجاح الحملة في تشجيع مرضي الإدمان للاستفادة من خدمات الخط وذلك رغم ان الحملة تركز بالأساس علي الوقاية الأولية. أحمد عباس