وضعت كلمة الرئيس مبارك في القمة الخماسية لاستئناف مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين النقاط فوق الحروف بعد تعثر لهذه المفاوضات لعقدين من الزمان.. وظلت محلك سر.. ولقد اتسع نطاق هذه العقبات بعد احداث 11 سبتمبر التي شوهت مسيرة المقاومة الفلسطينية ووصمتها بالارهاب.. وهو ما نجح فيه السفاح الاسرائيلي الكسيح شارون الذي دنس بقدميه وعصابته ساحة المسجد الاقصي وظهر امام العالم أجمع بانه اهم حلفاء امريكا والغرب في الحرب ضد الارهاب والتي اشعلها جورج بوش الابن.. فنحن الآن امام مفترق الطرق.. اما ان تمضي مسيرة السلام في الطريق الذي يسهل تحقيق الحلم الفلسطيني واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس قابلة للحياة تعيش في امن وسلام.. وأما العودة الي نقطة الصفر وضياع حلم السلام بأكمله وسيكون المسئول عن ذلك نتنياهو وزمرته الذين يدوسون علي مبدأ الارض مقابل السلام واختاروا لانفسهم مثلث الارض والامن والسلام. جاءت كلمة مبارك علي مرجعية شرعية طبقا لما تمليه العدالة والقوانين الدولية فلقد ركزت علي ما يعرقل عملية السلام الدائم والعادل إلا وهي عملية المخططات الاستيطانية اليهودية.. نتنياهو حتي الآن لا يتوقف عن التوسع في بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية ونجح في تحريض الرأي العام الاسرائيلي في تبني افكاره حيث فبرك استطلاعا للرأي بين الاسرائيليين جاء فيه ان ثلثين منهم يؤيدون الاستيطان ولو صح ذلك ستكون هذه ذريعة لنتنياهو يستند عليها للحصول علي اصوات الناخبين اذا خاض معارك في المستقبل .. لقد حدد الرئيس عوامل نجاح المفاوضات المباشرة علي جميع المحاور.. وشمل ذلك المقال الذي نشرته صحيفة النيويورك تايمز قبل هذه المفاوضات والتي اشار فيها الي ضرورة صيانة عملية السلام من موجات العنف وتبادل الاسري بين حماس واسرائيل.. والاعتراف بما جاء بالمبادرة العربية علي انها حل نموذجي.. ومطالبة كل من اسرائيل والفلسطينيين باثبات الجدية.. والاعتراف ببيان اللجنة الرباعية الذي يعبر عن ارادة المجتمع الدولي. صحيح لقد نجحت التحركات الدبلوماسية للولايات المتحدةالامريكية في اطلاق المفاوضات المباشرة لكن هدف هذه المفاوضات المتمثل في التوصل الي اتفاق سلام نهائي خلال عام تواجهه عراقيل اسرائيلية تجعل امال السلام وانهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بالشرق الاوسط بعيدة المنال وغير واقعية فبعد الجولات المكوكية للمبعوث الامريكي ميتشل التي قاربت علي عام ونصف العام اكد المحللون السياسيون ان هناك تباعدا في قراءة المرجعيات بين ابومازن ونتنياهو وهذا في حد ذاته يجعل المفاضات المباشرة هي تفاوض لمجرد التفاوض.. وبرغم الرعاية الامريكية لهذه المفاوضات الا ان الفجوة تتزايد بين أبومازن ونتنياهو لان الاخير صرح للصحفيين الاسرائيليين المرافقين له انه اكد لاوباما انه مستعد للتوصل مع الفلسطينيين خلال عام لاتفاق مبدئي وليس اتفاقا دائما لحل الصراع بالشرق الأوسط.. وفي المقابل شدد ابومازن علي وقف المستوطنات وإقامة دولتين علي اساس حدود عام 7691 .. لهذا فقضايا الصراع تتزايد في كل جلسة والامل الروشتة المصرية.