تمخض الجبل فولد فأرا هذا هو المثل الوحيد الذي يمكن ان نردده بعد القرار العشوائي الذي اتخذه المجلس الاعلي للجامعات في اجتماعه الاخير بقبول من قضي 11 عاما في التعليم بالجامعات، هذا الجزء من القرار ممتاز ولكن جاء بعده جزء آخر جعل هذا الجزء لا قيمة له وجعل القرار كله عشوائيا كما قلت فقد وضع المجلس شرطا هو ضرورة قضاء 3 سنوات بعد الاعدادية، حاولت انا ومعي الزملاء محررو التعليم في الاخبار وهم اصحاب خبرة كبيرة، في قطاع التعليم تفوق بمراحل كثيرة خبرة كل اعضاء المجلس الاعلي للجامعات، حاولنا جاهدين ان نفهم هذا القرار فلم نصل لشيء.. الطلاب الملتحقون بنظام الآي.جي في مصر يقضون 6 سنوات في الابتدائي + 3 في الاعدادي وبقرار المجلس عليهم ان يقضوا 3 في الثانوي فيكون المجموع 21 عاما وليس 11 عاما.. فاذا كان القرار يقصد سنة الكارثة وهي السنة التي الغي فيها السادس الابتدائي فقد ولت هذه السنة ومضت واصبح طلابها الآن علي وشك التخرج في الجامعات.. فمن اذن سوف يستفيد من هذا القرار أو من هم الذين يقصدهم هذا القرار.. هم بعض الطلاب الذين سافر اباؤهم للعمل بالخارج وكان ابناؤهم في الخامس الابتدائي فصحبوهم معهم وادخلوهم الاول الاعدادي بالخارج وهؤلاء عدد قليل للغاية 002 أو 003 طالب مما يؤكد ان هذا القرار.. تفصيل، اتخذ بهدف حل مشكلة مجموعة من الاقارب او الاصدقاء أو المحاسيب.. وبقيت المشكلة الاساسية التي تؤرق اولياء الامور علي حالها.. طلاب الأي. جي هنا في مصر وعددهم كبير وآباؤهم من محدودي الدخل الذين تحملوا كل العناء وصبروا علي الكفاح صبر أيوب ليوفروا لابنائهم تعليما محترما لا توفره مدارس الحكومة.. ولست ادري ما هو المقصود بضرورة قضاء 3 سنوات في الثانوي هل المقصود بالسنة هنا عدد ساعات الدراسة أم عدد الايام لا أدري ولا اظن أحدا في المجلس الموقر يدري.. ولكي اضيف الي معلوماتهم الناقصة ألفت نظرهم الي ان نظام التعليم في الآي.جي العام الدراسي فيه 21 شهرا فالطالب لا يأخذ في كل العام اجازة سوي 51 يوما معني ذلك ان الطالب يدرس في العامين 42 شهرا وزميله في مدارس الحكومة يدرس في ال 3 اعوام 42 شهرا فهل من العدالة ان يجلس طالب الآي.جي في منزله عاما كاملا لا يفعل فيه شيئا وينسي خلاله كل ما تعلمه لا لشيء إلا لكي يحقق القرار الغبي للمجلس الاعلي للجامعات بضرورة قضاء 3 سنوات بعد الاعدادية، سؤال لا اعرف الاجابة عليه ولا اعتقد ان احدا من اعضاء المجلس الموقر يعرف.. والدليل علي ذلك هو الانهيار القاتل الذي وصلت اليه منظومة التعليم في مصر فالتعليم قبل الجامعي خراب في خراب، الكتاب المدرسي أضحوكة والمدارس لا تقدم تعليما ولا تربية والدروس الخصوصية تنتشر انتشار النار في الهشيم وخريج هذه المدارس شبه جاهل ان لم يمكن كامل الجهل.. والتعليم الجامعي لن اتحدث عنه طويلا.. يكفي ما حدث منذ ايام من عدم حصول اي جامعة مصرية علي المستوي الذي يجعلها ضمن ال 005 جامعة في العالم لقد طردنا خارج دائرة ال 005 ولو حدث ذلك في دولة لديها دم كاليابان لقام رؤساء جامعاتها بالانتحار الجماعي اما عندما فقد مر الامر مرور الكرام وكأن شيئا لم يحدث، ان علينا ان ندرك ان التعليم هو املنا في القيام من الكبوة التي تعثرنا فيها وهو املنا في الاصلاح المنشود والمستقبل المأمول.. ان الاسعار قد تخنقنا ولكن لا يهم وان الكهرباء والماء والتلوث وانهيار الخدمات كل ذلك قد يحول حياتنا الي جحيم ولكنه ايضا لا يهم وقد يحاصرنا الدكتور بطرس غالي بكل افانين الحصار الضرائبي ولكن كل هذا لا يهم اما التعليم اما المستقبل اما الامل في ابناء واحفاد يأتون من بعدنا ليصلحوا ما افسدناه باهمالنا وجهلنا ولامبالاتنا فهذا أمر لا يمكن تحمله ولا يمكن المساومة عليه ولا يمكن التفريط فيه.. ان اعضاء المجلس الاعلي للجامعات علماء كل واحد فيهم عالم عظيم في اختصاصه ولكن إدارة المنظومة التعليمية شيء آخر وهم كما ظهر من قرارهم العشوائي لا يعرفون شيئا عن ادارة مثل هذه المنظومة.. عندما انهار الاقتصاد المصري ايام جمال عبدالناصر واطلت مصر علي هاوية الافلاس.. استقدم الرجل خبيرا المانيا في الاقتصاد وهو خبير عالمي استطاع بناء المانيا من جديد بعد ان تركتها الحرب العالمية الثانية خرابا يبابا.. وليس عيبا ان نستقدم خبيرا في ادارة التعليم يابانيا أو امريكيا أو انجليزيا من أجل مصر ومن أجل مستقبل مصر.. ولله الأمر