ثم يواصل الدكتور عبد العزيز كامل شارحاً لماذا كانت دهشته من طبيعة هذا الاجتماع الطاريء، ومصر تشهد مصرع قاض من رجال العدالة حتي ولو لم ترق احكامه لكثير من الشعب، وأغلب المثقفين والوطنيين بسبب القناعة العامة بضرورة مقاومة الاحتلال الانجليزي علي أية صورة، الا أنه صدام حقيقي بين الإخوان والقضاء، ويبدو أن الاستاذ حسن البنا أراد بهذا الاجتماع ان يتبرأ من دم الخازندار حيث بادر بقوله: إن ما صدر منه من كلم تعليقاً علي أحكام »الخازندار« في قضايا الاخوان هو بالضبط والدقة »لو ربنا يخلصنا منه«، او »لو نخلص منه«، أو لو واحد يخلصنا منه« معني لا يخرج عن الامنية، ولا يصل الي الامر في تقدير الدكتور عبدالعزيز كامل، فالأمر محدد وإلي شخص محدد والاستاذ البنا لم يصدر أمراً ولم يكلف احداً بتنفيذ ذلك، ويبدو أن عبدالرحمن السندي رئيس النظام قد فهم هذه الامنية علي أنها أمرواتخذ اجراءاته التنفيذية وفوجئ البنا بالتنفيذ. ويعرج الدكتور عبدالعزيز كامل علي حديث اسره له الاستاذ مختار عبد العليم المحامي »الاخواني بأن الاستاذ حسن البنا قدسها في صلاة العشاء ليلة الحادث فصلاها ثلاث ركعات بدلاً من اربعة، ولم يكن قدسها في صلاة في صلاة العشاء ليلة الحادث فصلاها ثلاث ركعات بدلا من أربعة ولم يكن قدسها في صلاة من قبل، كما أنه سمع من الدكتور عبد العزيز فهمي المحامي ان الاستاذ البنا قد اعتزل وحيداً في غرفة قصية في المركز العام للاخوان واضعاً رأسه بين يديه في تفكير عميق وألم لم يستطع اخفاءه، وهو ناقم اشد النقمة علي الحادث، ويؤكد الدكتور عبد العزيز كامل بأن الاستاذ البنا لم يعقد اجتماعآً في حياته علي هذه الصورة وكان الخلاف واضحاً بينه وبين عبدالرحمن السندي، فأمام كبار المسئولين في الإخوان سينجلي المستور إن كان الاستاذ قد أمر أم ان السندي قد تصرف من تلقاء نفسه، وفي ماذا في مقتل مستشار وتسجيل واقعة عدوان دموي علي القضاء في مصر ومن العجيب ان الدكتور عبد العزيز كامل كشف في مذكراته عن صورة تنصل كل من الاستاذ حسن البنا والسندي من دم الخازندار فيقول رحمه الله: »وجهت حديثي الي الاستاذ، أريد من فضيلتكم إجابة محددة »نعم« أو »لا« علي اسئلة مباشرة لو سمحتم فأذن بذلك فقلت: هل أصدرت فضيلتكم أمرآً صريحاً لعبد الرحمن بهذا الحادث؟.. قال: لا.... قلت هل تحمل دم الخازندار علي رأسك وتلقي به الله يوم القيامه؟.. قال: لا قلت: إذن فضيلتكم لم تأمر ولا تحمل مسئولية هذا أمام الله.. قال: نعم.. فوجهت القول الي عبد الرحمن السندي، واستأذنت الاستاذ في ذلك فأذن.. ممن تلقيت الامر بهذا؟.. فقال من الاستاذ.. فقلت هل تحمل دم الخازندار علي رأسك يوم القيامة؟.. قال: لا.. قلت وهذا الشباب الذي دفعتم به الي قتل الخازندار من يحمل مسئوليته؟ والاستاذ ينكر وأنت تنكر، والاستاذ يتبرأ وأنت تتبرأ.. قال عبدالرحمن: عندما يقول الاستاذ إنه يتمني الخلاص من الخازندار، فرغبته في الخلاص أمر منه.. قلت: مثل هذه الامور ليست بالمفهوم أو بالرغبة وأسئلتي محددة وإجاباتكم محددة، وكل منكما يتبرأ من دم الخازندار ومن المسئولية عن هذا الشباب الذي أمر بقتل الخازندار. ولا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يلق الله بدم حرام، هذا حديث رسول الله - صلي الله عليه وسلم. ولحديث الدكتور عبد العزيز كامل بقية في الاسبوع القادم ان شاء الله. كاتب المقال : استاذ الطب بجامعة الازهر، عضو اتحاد كتاب مصر