سجن النساء بالقناطر تحول الي خيمة رمضانية رسمت لوحة جميلة من الحب والتضامن والتكافل الاجتماعي وحقوق الانسان..فناء السجن تحول الي مائدة كبري التف حولها السجينات ورجال الفن والاعلام ومنظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني وعضوات اندية ليونز وامامهم طعام واحد وهدف واحد يتمثل في رفع المعاناة عن هؤلاء الذين ضلوا الطريق لاعادتهم الي المسار الصحيح.. ساحة سجن النساء تحولت من شعور بالوحدة والكآبة والانقباض إلي أفراح وابتهاج بلم شمل الأهل والأحباب واجتماعهم في أجمل المناسبات خلال شهر رمضان المبارك. تناولت السجينات وأزواجهن وأبناؤهن طعام الإفطار في أجواء رمضانية، وانشغلت الأمهات بالحديث مع أزواجهن وإطعام الابناء في جو أعاد لقاء العائلة من جديد وقضي الجميع يومًا رائعًا، ولم تنقطع علامات الفرح عن السجينات وإن كانت القلوب تحمل الكثير من الأسي والحزن، إلا أن دموع الفرح بلقاء الأحبة غطت مشاعرها علي كل المشاعر وحضر الحفل لفيف من الشخصيات العامة وممثلي الجمعيات الأهلية لحقوق الإنسان من بينهم السفير محمد عبدالعزيز مدير المكتب الاقليمي المعنر بالمخدرات بالشرق الاوسط والفنان أشرف زكي نقيب الممثلين والدكتور نبيل حلمي عضو المجلس لقومي لحقوق الانسان والسيدة سناء سيد الاهل رئيس نادي ليونز دجلة والسيدة سهير عوض رئيس لجنة الغارمين بمؤسة مصر الخير واحمد الريس نائب رئيس اللجنة وسمير الششتاوي رئيس جمعية الدفاع عن حقوق ضباط الشرطة والدكتور محمد عبدالعال رئيس حزب العدالة وقام الضيوف بجولة داخل السجن شملت مستشفي السجن و حديقة الأطفال ومصنع الملابس الجاهزة و معرض الهوايات والمشغولات اليدوية و ورشة السجاد اليدوي و فصول التعليم المختلفة و المكتبة و حضانة الأطفال ..واشرف علي اعداد الحفل اللواء محمد الشرقاوي مدير مباحث السجون واللواء طارق انور وكيل المنطقة والعميد حاتم ابوزيد مدير ادارة الاعلام والعلاقات بمصلحة السجون دموع وقبلات بدأ الحفل في الرابعة والنصف عصراً بعد وصول أزواج السجينات،واطفالهن وبمجرد دخولهم انهمرت الدموع في عناق طويل وامطرت الامهات والاباء الاطفال بالقبلات والحنان وكانهم يطلبون من الزهور البريئة الصفح والغفران عما اقترفنه في حقهم عزفت فرقة الموسيقي السلام الجمهوري ثم قام اللواء عاطف شريف مساعد اول وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون بتوزيع هدايا تضمنت ملابس جديدة وألعاباً لأطفال السجينات وعلي نغمات الأغاني وفي حضور بعض الدمي أخذ الأطفال يرقصون أمام أمهاتهن، ثم يعودو ليرتموا في أحضانهن معبرين عن فرحتهم برؤياهن، وما إن انطلق مدفع الإفطار وجاء الطعام حتي تهافتت كل السجينات علي إطعام أبنائهن، كانت تبدو عليهن اللهفة والشوق لأن يطعمهن بأيديهن، بعضهن نسين أنهن صائمات ولم يعد لهن هم سوي أن يشاهدن أطفالهن يأكلون أمامهن وكأنها أحد المشاهد طال انتظارها. واصرت احدي السجينات علي اطعام زوجها السجين بيدها في جو رومانسي اشتاق الاثنان اليه كثيرا ثم القي اللواء عاطف شريف كلمة قال فيها إن حفل الإفطار الجماعي يأتي بناء علي اهتمام السيد حبيب العادلي وزير الداخلية بالرعاية الاجتماعية لنزلاء السجون وذويهم وجمع شمل الأسرة خاصةً في المناسبات القومية والدينية .. وأضاف أن الوزير أمر أيضا بانتظام حفل الإفطار أسبوعيا خلال شهر رمضان المبارك وقرر السماح لأبناء السجينات الملحقين بأي مؤسسة لرعاية أبناء السجناء بزيارة أمهاتهم النزيلات في أي وقت، باعتبار تلك الزيارة استثنائية دون حد أقصي لعددها، وأوضح أن القرار يأتي في إطار إصلاح مسار السجينات، وزيادة التواصل مع أبنائهن المحتاجين إلي رعاية الأمهات وأشار أنه يتم ايضا السماح لأسرة السجينة المثالية بالافطار معها داخل عنابر الزيارة تقديرا لادارة السجن علي التزامها، وقال ان السجون المصرية قد شهدت خلال شهر رمضان ثلاث حفلات إفطار لنزلاء السجون مع ذويهم وقال إن الاحتفال برمضان داخل أسوار السجن يعكس الاهتمام القوي لمصلحة السجون بالنواحي الإنسانية للسجينات، ويؤكد أن السجن لم يعد مكانًا للعزل والعقوبة وإنما أصبح بالفعل مكانًا للإعداد النفسي والاجتماعي كلمات ذات معني ثم ألقت السجينة فاطمة حجاج من عنبر الأموال العامة كلمة أشارت فيها إلي التغير الجذري في منظومة التعامل معهن داخل السجن وشكرت اللواء عاطف شريف، مساعد الوزير لقطاع مصلحة السجون، علي تنظيم الحفل في جو أسري، وقالت إنها مسؤولة الأشغال اليدوية في السجن، وإنها تتعامل مع عدد كبير من السجينات اللاتي تحولن إلي شخصيات منتجة، وأصبحت لديهن حالة من الاندماج مع المجتمع الخارجي من خلال مشاركتهن في المعارض الخارجية. والقي الفنان اشرف زكي كلمة اعرب فيها عن سعادته بوجوده داخل سجن النساء وإنه شاهد تطورا كبيرا في السجن وأعرب عن سعادته بجهد مصلحة السجون في رعاية نزيلات السجن وأطفالهن، حتي يخرجن للتعامل مع المجتمع حكايات ومآس في سجن النساء قصص قتل وخيانة وسرقة، من قبل فتيات وسيدات فهذه متهمة بقتل ابن زوجها وأخري بقتل صديقها وأخري بسرقة زوجها. عقب الافطار تحدثت معهن .. وجوه بعضهن معلقة نحو الأعلي وهن يسترجعن ماضيهن.. وحكايات الجريمة التي اقترفنها.. واستمعت من جانب آخر إلي ثرثرة البقية بصوت عالٍ عن قصص ومواقف الماضي بحثاً عمن يصدقهن.. وفي كلا الحالتين لم يتغير من واقعهن شيء.. وبقين داخل الأسوار العالية، وخلف القضبان، ونظراتهن وحديثهن كما هو كل يوم.. الأكثر إيلاماً من ذلك هو رؤية عيون هؤلاء وقد امتلأت بالأمل في محكمة النقض بإعادة النظر في قضاياهن و إعادة فتح قصصهن من قبل الصحافة والإعلام وأغلبهن لا يترددن دقيقة واحدة في سرد قصتهن من الألف إلي الياء أملاً في الحصول علي المساعدة والتعاطف وإعادة النظر في الملف. قالت السجينة إيمان السويفي نحن نعمل بأيدينا في المشغل، وتأتي لنا إدارة السجن بكل الخامات اللازمة لعملنا، ونستخدم خبرتنا لإخراج منتج مصنوع بجودة وإتقان ويباع في المعارض بأسعار مناسبة .. نحن نفرغ طاقاتنا في مثل هذه الأعمال التي تدر علينا دخلا شهريا يصل الي اكثر من 0051 جنيه يتم ايداعها لنا في الامانات حتي الخروج من السجن. وقد وجهت السجينات الشكر إلي حبيب العادلي وزير الداخلية علي حسن الرعاية التي يلقينها خلف القضبان والتي تتسم بالانسانية وحفظ حقوقهن وعقب انتهاء الحفل، ودعت السجينات أزواجهن بعيون باكيات وقام بعضهن باحتضان أزواجهن ومعانقة طفلاتهن وأطفالهن المودعين دور الرعاية.