طالعتنا الصحف ووسائل الإعلام بخبر علمي مهم وهو أن العلماء البريطانيين قد نجحوا في فك شفرة ورسم غالبية الخريطة الوراثية للقمح في خطوة يأملون ان تسهم في معالجة مشكلات توافر امدادات الغذاء في العالم وأن هذه الجهود العلمية من شأنها ان تساعد المزارعين علي انتاج محاصيل وفيرة الانتاج وأكثر مقاومة للأمراض لمواجهة خطر أزمة الغذاء العالمية.. خاصة ان الطلب العالمي في دول كثيرة في ازدياد كبير، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.. واحداث حرائق روسيا الأخيرة.. ولقد علق الخبير الزراعي المصري د. عبدالسلام جمعة الذي يلقب ب »أبوالقمح المصري« بأن الانجاز الجديد سيساعد في زيادة انتاجية مصر من القمح حتي في اطار المساحة الحالية المزروعة بالقمح المصري.. وناشد الحكومة بالمزيد من الاهتمام بزراعة القمح والاهتمام بالمزارعين للقمح في بلادنا.. وبالطبع نكرر هنا كل ما يشغل الباحثين من أهمية الاهتمام بالقاعدة العلمية ومراكز ابحاثنا.. لانها قاطرة التنمية الحقيقية في كل المجالات... وعلي رأس ذلك الاهتمام بعلوم المستقبليات التي يسهم فيها الباحثون من جميع التخصصات.. وهنا اعود واتذكر تلك الاسماء من اعضاء الجماعة العلمية المصرية من المعنيين بعلوم المستقبليات من أمثال د. طلبة ود. أحمد شوقي ود. أحمد مستجير رحمه الله وغيرهم من المعنيين بعلم المستقبليات وهموم هذا الوطن الغالي معا، وعندما قرأت ذلك الخبر العلمي عن فك الشفرة الجينية للقمح تذكرت علي الفور عالم الهندسة الوراثية الكبير أ.د. أحمد مستجير رحمه الله رحمة واسعة ووجدتني اقلب في ارشيف مكتبتي المتواضعة علي تلك الدراسة المتميزة التي كان قد كتبها د. أحمد مستجير وسعدت بقراءتها -وترحمت علي روح استاذنا الجليل- يذكرنا د. مستجير بأهمية الاعتماد علي الذات مهما كانت مصر »دولة منفتحة علي الجميع وتستطيع شراء ما قد تحتاجه«.. يذكرنا د. مستجير بخاصية خطيرة لها اصولها في كل من العلاقات الدولية وعلم الهندسة الوراثية وهي تمثل الجانب الذي ينبغي ان نرصده ونأخذ حذرنا منه حيث يقول في دراسته التي جاءت بعنوان »سقط القناع: ابادة العالم الثالث« والتي نشرتها مجلة سطور في عددها رقم 97 لسنة 3002« ان مصطلح اليوجينيا »ويقصد بها دراسة الجينات الوراثية واستخدام هذه الدراسات لتنظيم المجتمعات والعلاقات قد ظهر للوجود مع ظهور هتلر الذي رأي اهمية هيمنة العرق الاري وان العرق الاذكي في العالم وما دونه يستحق الفناء والسحق.. ولقد دعمت الدراسات التي ظهرت تحت مصطلح اليوجينيا الفكر الهتلري ولذلك اعتقد الكثيرون انتهاء »اليوجينيا« بهزيمة هتلر عام 5491.. إلا ان عالمنا الجليل د. مستجير يثبت في دراسته القيمة ان اليوجينيا بمعني علم تحسين الانسان عن طريق منح السلالات الاكثر صلاحية فرصة افضل للتكاثر السريع مقارنة بالسلالات الاقل صلاحية.. وانه ومن المنظور السياسي الاجتماعي فإن اليوجينيا هي دراسة العوامل الواقعة تحت التحكم الاجتماعي التي قد تحسن أو تفسر الخصائص الطبيعية الموروثة للاجيال في المستقبل.. جسديا وذهنيا.. دراسة عالمنا طويلة وتفصيلية ولكن أهم ما جاء فيها هو رصده للشكل الجديد الذي اتخذته دراسات »اليوجينيا« كما رصد أهم اسماء العلماء والسياسيين المفعلين لفكرة اليوجينيا.. وانه ومع زيادة اعداد البشر سيندلع صراع من اجل لقمة العيش ينتصر فيه من يحمل مميزات معينة ينقلها الي نسله ليسود.. ويقول د. مستجير ان اليوجينيين في الولاياتالمتحدة والمانيا وانجلترا والسويد والدنمارك وفنلندا وغير ذلك قالوا بحتمية قيام حرب من نوع جديد من حيث عدو وسلاح وهدف ومثال اعلي والعدو هم المتخلفون وراثيا وهم الفقراء من وجهة نظرهم، فالفقر عند هؤلاء لا يحارب بل الفقراء الذين طبقا لهذه النظرية وجب الخلاص منهم بشتي الطرق ويدخل مع الفقراء كذلك المعتوهون والمجانين والمرضي والمنحلون والشواذ والمجرمون بالفطرة ثم الملونون والمهاجرون من السلالات العرقية.