تناول روكا طعام الإفطار علي عجل ، وأسرع مع الشيخ غريب للقاء الملك رمسيس الثاني بمقر اقامته في صحراء الهرم . سأله الملك مازحاً : كيف كان إفطارك أيها اللص ؟ أجاب روكا: سيادتك ملك قديم وعارف ان ماحدش بياكل ويملا بطنه في رمضان . النفر بيشق ريقه بعد الأدان علي كباية خشاف بالمكسرات وشفشق قمر الدين عشان المعدة تشتغل . يستريح شوية ويخش علي طبق الشوربة السخنة وكام معلقة سلطة خضرا وجنبهم كام حتة لحمة مشوية ومغرفتين بالكتير من صينية بطاطس باللحمة الضاني وسبع تمن معالق ملوخية بالعدد . واللي مالهوش تقل ع الفاكهة بيقول كفاية خوخة وبرقوقة وعنقود عنب صغنن وشقة بطيخ اصغر من كف اليد . وبيحبس يادوبك بربع صينية كنافة بالبندق وعين الجمل . ويقوم قبل ما يشبع عشان يبقي خفيف وهو بيصلي التراويح . ما سيادتك عارف. رمضان شهر تعبُد مش شهر أكل ولا مؤاخذة . قال الشيخ : ربنا يقوي إيمانك ! سأله الملك عن مشروعاته في الشهر الكريم فاجاب روكا: اعتكفت سيادتك. مافيش أحلي من الاعتكاف في شهر الصوم . وقلت لصبياني اعتكفوا يرحمكم الله. الدنيا حر نار يا عم رمسيس . الشمس بتضرب في النافوخ تخلّي الواحد يفرفر. وسيادتك عارف ان شغلتنا محتاجة صحصحة وخفة حركة عشان ساعة الزنقة يجري زي الرهوان . اعتكفت وقلت أضرب عصفورين بحجر .. أهرب من الحر وبلاويه ، واتلايم علي ييجي خمس تلاف حسنة ينفعوني يوم الحساب . إدعيلي ياعم رمسيس ! قال الشيخ : كفاية دعايا يا معلم ! قال روكا للملك : وإمبارح بعد صلاة التراويح قابلت في قهوة عنتر الواد سامبو دراعي اليمين . قال لي الاعتكاف حلو يا سيد المعلمين ، بس برضه الإيد البطالة نجسة . والصايم اللي يجري علي أكل عيشه برقبة أخوه اللي بيقضي صيامه نوم والعياذ بالله . أصله خايف علي نفسه سيادتك . بيقول ان النوم والكسل بيفسدوا الصيام وكأنك يا أبوزيت ما غزيت . قال الشيخ : إيمانه اشتغل ! قال روكا: كلام الواد دخل دماغي وعشش جواه وهاتف قال لي الحق نفسك يا روكا أنت وصبيانك عشان ما تخسروش الدنيا والآخرة . اشتغلوا ده العمل عبادة . وأضاف روكا يقول للملك : كان فاضل علي أدان الفجر ساعة . قلت لحلاوتهم الحقيني بالمنقد والماشة وحتتين فحم موهوجين . بعد عاشر نفس لقيت الأفكار نازلة علي دماغي زي المطرة . الصبح طبعت خمسين دفتر تبرعات . مكتوب علي كل وصل فيها »اتبرع بجنيه لبناء مسجد ابن حنجل« وسحبت ختم النسر والختامة من شنطة العدة وقعدت أختم الوصولات لحد ما إيدي ورمت . بس كنت فرحان سيادتك وقلبي بيهفهف وأنا بسلّي صيامي بفعل الخير . قال الشيخ : هنيالك يا فاعل الخير ! قال روكا للملك: الصبيان جاهزين سيادتك . وعدة الشغل جاهزة . جلابية بيضا وصندل خشب ودقن وزبيبة . الليلة يقفوا علي أبواب الجوامع بعد التراويح .. واللي يتبرع باتنين جنيه ياخد الوصلين ووصل هدية . وما حدش بياخد أكثر من نصيبه . ثم وجه روكا حديثه للشيخ قائلا : .. وحقك محفوظ . قال الشيخ ممتنا: اللي عند روكا عمره ما يضيع !