ونحن مقبلون علي انتخاب مجلس شعب جديد، نتمني ان يكون أفضل من كل ما سبقه، وأن يكون ممهدا جيدا لما يأتي بعده، فمن المستحسن ان نضع لاعضائه المحتملين بعض المواصفات التي يمكن ان تساعد الناخبين في اختيارهم، وتحديد الأصلح منهم لتلك المسئولية التشريعية والرقابية المهمة. وفي البداية لابد من التذكير بأن منصب عضو مجلس الشعب يتضمن خدمة عامة يتطوع بها من يجد في نفسه الرغبة في ذلك.. وهذا يعني تغليب مصلحة الناس علي مصلحته الخاصة، وتوجيه الجهد والوقت لخدمة أهل الدائرة أكثر من خدمة نفسه وأهله معارفه. ثانيا: ان يحمل المرشح هموم الناس، ويدرك جيدا تطلعاتهم وآمالهم، وهذا يعني بالضرورة ان يكون منتميا إلي الدائرة التي يمثلها، ولا يهبط عليها من مكان آخر، فلا يصح ان يرشح شخص بعينه في المدينة معظم وقته في احدي القري التي لا يزورها إلا لماماً، واحيانا لايزورها علي الاطلاق! ثالثا: ان يستمر سلوك المرشح وتصرفاته مع أهل دائرته بعد الفوز بمنصبه كما كان تماما اثناء دعوتهم لانتخابه، فالملاحظ في المرشح الردئ، انه يكثر من لقاء أهل دائرته قبل واثناء الترشيح، ثم إذا به ينقطع عن لقائهم تماما بعد الفوز بالمنصب. رابعا: ان يقاس أداء العضو بمدي تحقيقه لمطالب أهل دائرته وكذلك بمساهمته الايجابية في مناقشات المجلس، خاصة انها اصبحت تبث من خلال التليفزيون ويراها الجميع وهناك من الاعضاء من رأيناهم لا ينطقون بحرف واحد خلال جلوسهم علي مقاعد المجلس الموقر. خامساً: ان يتجنب الناخبون مساندة المرشح الذي يسعي للشهرة واثارة القلاقل، سواء مع زملائه أو مع غيره في المجتمع، بحيث تملأ اخباره السيئة وسائل الاعلام، وتكاد لا تخلو من مشكلاته صفحة واحدة من صفحات الحوادث. سادسا: ان يتميز عضو مجلس الشعب بحسن البيان، أي بالتعبير الجيد والواضح عما يريد ان يقوله، بدلا من أولئك الاعضاء الذين لا يحسنون الكلام، ولا الاقناع. سابعا: ان يبتعد الناخبون عن المرشح الذي يكون لنفسه شلة من البلطجية، يروجون له، وينشرون دعايته بين أهل الدائرة، سواء بالترغيب أو الترهيب. وأخيرا.. فإن حس الناس الداخلي، وشعورهم الصادق الذي يميز بين الإنسان الحقيقي والإنسان المزيف يظل أهم معيار، يمكن أن يوجه أهل الدائرة لاختيار الاصلح، لهم وللمجتمع ولمصر كلها. كاتب المقال : نائب رئيس جامعة القاهرة السابق