في نهاية محاضرته الممتازة التي ألقاها فضيلة الامام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في مدينة هامبورج الالمانية عن سماحة الاسلام وعلاقته بالاديان السماوية الاخري والتي ألقيت الضوء عليها في مقالات اربع سابقة دون اخلال ولا اساءة لمعانيها يشير الي حقيقة مهمة وهي ان سماحة الاسلام التي اقرت حقيقة الاختلاف في العقائد والالوان واللغات وفي قيام العلاقات الدولية علي السلام والتعارف والتآلف وبناء جسور المودة بين اهل الديانات السماوية الثلاث فمن الضروري ان نبين ان الاسلام يهتم ايضا بألا تصل هذه السماحة الي حد المهانة اوالاستهانة واذا كان السلم هواحد وجهي العملة في علاقة المسلمين بغير المسلمين فإن الوجه الاخر هو القوة والمنعة والاستعداد المستمر والجهاد في الاسلام هو هذان الوجهان مجتمعين وإلا بطل مفهوم الجهاد في الاسلام وفسد معناه. اننا نأخذ علي مثقفي الغرب الذين يصفون الاسلام بالدموية والفوضي والارهاب علي طول الخط ورغم اجماع المسلمين: سياسيين ومفكرين علي ادانة ورفض هجوم سبتمبر فإن وصم الاسلام بالارهاب نغمة دائمة في اذانهم ورغم تعرض المسلمين لمجازر وحشية بسبب الحروب الصليبية قديما والعربية حديثا وفي العراق ولبنان حيث سالت دماء المسلمين انهارا وباضعاف ما سال من دماء في المركز التجاري الامريكي مئات بل آلاف المرات فلا تجد كاتبا مسلما واحدا يخلط بين جرائم الصليبيين البشعة وبين المسيحية كدين إلهي وكان المسلمون- دائما- علي وعي عميق بالفصل بين ما يدعو اليه دين سيدنا عيسي وسيدنا موسي عليهما السلام وبين ما يدعو اليه هؤلاء الدمويون وللاسف فلا يوجد لهذا الموقف الجاد المسئول مثيلا في الغرب الذي اختلطت عنده كل الاوراق في لحظة غضب وفقد القدرة علي التمييز بين القاعدة والشذوذ ووصف- ظلما- الاسلام ونبيه اوالمسلمين جميعا بالارهاب والتطرف والهمجية باستثناء اقلام حرة مسئولة رفضت هذا الهجوم لخدمة الاستعمار.. وهؤلاء يتزايدون واعتنق كثير منهم الاسلام ولعل هؤلاء اقدر منا علي ازالة الغبن الذي اصاب مرآة الغرب وهي تعكس صورة الاسلام للغربيين.