استعادة العلاقة بالمدرسة وانتظام الطلاب في اليوم الدراسي بعد فوضي الغياب خلال العام الدراسي الأول وحمي انفلونزا الخنازير التي اجتاحت المدارس فاغلقتها واغلقت الدراسة... تمكين المدرسة ربما كان أحد الأسباب وراء فكرة »الامتحان التجريبي« لطلاب الثانوية العامة الاسبوع الماضي.. وبالفعل نجحت التجربة في تحقيق الهدف وارتفعت نسبة حضور الطلاب الي 96٪. لكن هل نجحت تجربة الامتحان »التجريبي« بالفعل؟ هل حققت اهدافها والغرض الحقيقي وراء اقامتها؟! حضر الطلاب بالفعل لكن لم يحضر الامتحان »القياس والمعيار« استخف الجميع المدرسون والطلاب معا.. ادرك الجميع ان المسألة صورية وان النتائج غير مؤثرة، لا يترتب من ورائها شيء.. وان الامتحان في الاغلب يخدم وزارة التعليم ولا يخدم الطالب ولا المدارس ولا العملية التعليمية. لم يستعد الطلاب للامتحان، ولم يتعامل احد بالجدية الواجبة علي الرغم من ان الهدف المعلن وراء الامتحان هو قياس المستوي العلمي الحقيقي لطلاب الثانوية العامة، واختبار مستوي الاسئلة وفقا للنتائج التي تكشف عنها أوراق اجابات الطلاب. انشغلت وزارة التعليم باختبار مستوي الامتحان.. قياس درجة الصعوبة والسهولة.. قياس مستوي الفهم والإدراك لكنها لم تنشغل باختبار شروط وآليات عمل الامتحان نفسها، فتكرر خطأ السنوات كلها، وتم تسريب الامتحان التجريبي .. تم نشره علي مواقع الانترنت، وقامت بعض المكتبات بطبع كراسات تحتوي اسئلة الامتحان والاجابة عنها. افتقد الامتحان »السرية« وافتقد التنظيم فلم يتم تجهيز اللجان في المدارس وتزايدت اعداد الطلاب داخلها.. لم توزع »أرقام الجلوس« وحمل كل طالب معه أوراقا للاجابة.. واجريت الامتحانات في ساعات مختلفة بالمدارس، الامر الذي اسهم في تزايد حالات الغش الجماعي والغش الفردي تحت سمع ورضا الجميع. قامت بعض المدارس بتسهيل اجابات الطلاب بحثا عن تحقيق نتائج طيبة لطلابها تضاف الي رصيد وسمعة المدرسة العلمية داخل الوزارة.. بعض المدرسين نصح الطلاب بعدم استكمال اجاباتهم أو ترك بعض الاسئلة دون اجابة لتسهم النتائج المنخفضة في مراعاتهم والتخفيف من صعوبة الامتحان النهائي آخر العام! لم يتعامل احد مع »الامتحان التجريبي« بالجدية الواجبة.. ولم تهتم الوزارة بشروط الامتحان وآليات العمل.. ربما لم تهتم بالطالب نفسه، لم تمنحه الفرصة كاملة للمراجعة والاستعداد للامتحان.. الأهم اصرارهم علي سحب ورقة الاسئلة بعد اداء الامتحان رغم ان الهدف هو اطلاع الطالب علي نموذج الاسئلة والتدريب عليها!! مهما كانت النتائج والدرجات النهائية للامتحان التجريبي سلبية ام ايجابية، مرتفعة ام منخفضة فمن المؤكد انها نتائج »خادعة« لا تقيس بدقة مستوي الطالب العلمي ولا تكشف عن قدرات ومهارات الطلاب في ظل استخفاف الجميع وعدم توافر شروط وضوابط فعلية للامتحان. الحقيقة المؤكدة هي اهدار الوقت وتعطيل الطالب عن الدراسة لأكثر من اسبوع.. تعطيل عن استكمال المنهج وتحصيل الدروس دون فائدة حقيقية.