بالعلم والفكر تتقدم الأمم.. هل لمدن وقري مصر نسق وشكل عام يصفها ويميزها؟... وهل تعلم أنه اصبح لدينا أخيرا نظام للتنسيق الحضاري للمدن والقري؟؟؟.. تقرير مركز المعلومات ودعم القرار الصادر في أبريل من هذا العام يشير إلي الملامح والخصائص للمدينة المصرية ولقضايا التحضر والعشوائيات، كما يشير إلي الترتيب المتأخر للمدينة المصرية وللقاهرة مقارنة بدول العالم بمعظم المؤشرات العالمية... وهذا لا يدعو للفخر ولكن يدعو للعمل... اختياراتنا هي من بديلين الأول هو التطوير الجزئي والثاني هو النقلات النوعية أو تحديدا النقلة النوعية »والتنفيذ التدريجي«... مصر الآن في أشد الاحتياج للنقلات النوعية في الرؤية والفكر، وفي العمل والتنفيذ الجاد... الرؤية هي لمصر 0302 ولمصر 0502... أريد لمصر ولأولادنا دولة متقدمة.. هل هذا ممكن؟ الاجابة نعم... يمكن لمصر أن تكون ضمن أفضل عشر دول في العالم في التعليم في 51 عاما ومن أفضل عشر دول العالم في مدنها وقراها وجمالها وبناها بدءا من عام 0302 وحتي عام 0502.. أفضل في التخطيط والتنسيق الحضاري والعمراني وتوزيعه وشبكات النقل والمواصلات وفي المساكن والمكاتب والمدن الصناعية... وفي كل مدينة وفي كل قرية مصرية... مصر ستتضاعف حتي عام 0502 ويصل سكانها إلي 751 مليون نسمة... هل يمكن ان تكون كل مدينة مصرية في جمال باريس وشنغهاي وسنغافورة... لدينا في مصر تجارب لنقلات نوعية هي في الأقصر وقنا والاسكندرية مطلوب دعمها ودفعها وتحويلها إلي تجارب عالمية... وتعميمها لكل مدن مصر... وكل قري مصر... علي ساحل البحر الأحمر بنيت قرية مصرية اسمها »الجونة« جميلة الخصائص بعلم وفكر وتحولت مع الوقت إلي مدينة سياحية صغيرة... سؤال هل ممكن أن تكون كل قرية في مصر مثل الجونة تخطيطا وتنفيذا وجمالا وجاذبية... ما يصرف علي الحديد والاسمنت والبنية الأساسية لا يختلف كثيرا عما يصرف في قري مصر بل أنه في كثير من الأحيان يزيد... الفرق بين واقع القرية المصرية وأمثلة القري الجميلة هو العلم والتخطيط والفن والتنفيذ والإدارة... ثبت أن تكلفة العشوائيات علي المجتمع أكبر وآثارها علي التقدم أخطر... وأحد التساؤلات هل يمكن أن يكون لدينا أسس ومعايير للتنسيق الحضاري؟ وهل يمكن أن تعمم؟ قد تكون مفاجأة للبعض أنه تم بالفعل إعداد علمي لأسس ومعايير للتنسيق الحضاري وتم اعتمادها من المجلس الأعلي للتخطيط والتنمية العمرانية برئاسة رئيس الوزراء وتشمل الأدلة الإرشادية »1« المباني والمناطق التراثية، »2« الاعلانات واللافتات، »3« مراكز المدن، »4« الأسس البيئية، »5« المناطق العشوائية، »6« مداخل المدن، »7« المناطق الشاطئية، »8« الطرق والأرصفة، »9« المناطق المفتوحة والمسطحات الخضراء، »01« إدارة الجودة، »11« القرية، »21« المحميات والمناطق الطبيعية، »31« الاضاءة والإنارة الخارجية... قام بهذا جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة وأعدها نخبة من العلماء والمتخصصين... تمثل هذه الأسس والمعايير بداية لتحويل مصر لوطن جميل... ولحياة أفضل... والتساؤل كم منا يعلم بهذه الأدلة وأطلع عليها وعرف بها وبدأ ينفذها؟... وهل هناك خطة للوطن يتم تعميمها أم أنها اختيارية للوزير والمحافظ، وللشركة والمواطن... التقدم والجمال والرخاء مشروع وطن ومسئولية مجتمع علي كل منا أن يشارك في صياغة رؤية مصر المستقبل... وعلينا أن نقف ضد كل من يخرب في النسق الحضاري للوطن في كل المدن والقري والشواطئ والأنهار والطرق والواجهات... التقدم هو - أيضا- لوحة لفنان يبدعها... ترسم وتنفذ... وتعيشها الأجيال.. نريد مدن مصر تنافس باريس وشنغهاي وبكين وسنغافورة... أتطلع لحكومة ووطن ومجتمع مشروعه القومي حتي عام 0302 أن نكون من أفضل دول العالم... وللحديث بقية