وسط الجمود التام في العملية السلمية وتوقف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين ظهرت أصوات اسرائيلية تدعو إلي اجراء محادثات مع حركة حماس ومن بين تلك الأصوات ديڤيد زونشتاين وهو من المؤسسين المشاركين في مجموعة المفاوضات وهي تنظيم مدني يهدف إلي بدء مفاوضات مباشرة وعلنية مع حماس.. ويقول زونشتاين انه يجب علي اسرائيل التحدث مع حماس ليس سرا ولا بشكل غير مباشر بل علنا وبصورة جدية.. وكما تحدثت الولاياتالمتحدة مع المعارضة الاسرائيلية بشكل مستمر فيجب ان تجري اسرائيل حوارا مستمرا علي نفس النمط مع المعارضة الفلسطينية وهو الحوار الذي يجب أن يشمل التسوية الدائمة وجميع قضايا الحل النهائي.. ويري زونشتاين ان هذا بالطبع ليس بسيطا.. لأنهم في اسرائيل يفهمون ان حماس حركة دينية متطرفة تريد كل المنطقة الواقعة بين البحر والأردن دون الاهتمام بمصلحة اسرائيل ويتساءل: هل من المفيد لنا التحدث مع حماس؟ وما أسباب عدم تحدثنا معها؟ وهل مقاطعتها ترتبط بمفهوم خاطيء؟ ويشير إلي حرص اسرائيل علي القول بأن حماس ليست شريكا وان الشريك هو فتح برئاسة محمود عباس ويقول ان اسرائيل أجرت مفاوضات مع فتح سنوات كثيرة وان اعلان نتانياهو عن قبوله لمبدأ دولتين لشعبين بدا تيكتيكا آخر خصص لتأجيل نهاية تلك المفاوضات. ويشير زونشتاين إلي ان حكومة اسرائيل قررت عام 4002 ان ياسر عرفات ليس مناسبا.. وقال زعماء اسرائيل عن عباس انه ضعيف وبذلت اسرائيل علي مر السنين كل ما في وسعها لاضعاف السلطة الفلسطينية.. وهكذا من الممكن أن نثبت مرة أخري انه (يجب التحدث). ويضيف انه حتي لو وقع اتفاق بضغط أمريكي فإن السلطة الفلسطينية لن تستطع تنفيذه لأن أكثر من نصف أبناء الشعب الفلسطيني لا يخضعون لسلطتها.. وبناء علي ذلك فإن رفض التحدث مع حماس ليس موضوعيا.. وهذا ليس إلا استمرار للتهرب من التحدث مع الفلسطينيين. ويري زونشتاين ان سيطرة حماس علي غزة هو نتيجة اليأس من زعامة فتح.. وتفاقم الوضع في غزة في أعقاب الفشل المستمر للمفاوضات والارتباط التام باسرائيل في التزود باحتياجات الحياة الأساسية يزيد من اليأس والتطرف في المواقف.. (ولا يوجد حديث عن الحق في الحركة والسفر للخارج والدراسة) واليوم يمكن ايجاد جيوب معارضة لحماس لها مميزات قريبة لتنظيم القاعدة.. ويضيف انه يجب الاعتراف بأنه لا معني للتصور القائل بأن الوقت يلعب لصالحنا.. وان من جعل الرئيس عباس يفكر في الاستقالة ويرفض اليوم التحدث مع حماس سيجد نفسه بعد خمس سنوات مع شريك يقدم تقريرا إلي أسامة بن لادن.. ويستطرد زونشتاين قائلا بأن هناك من يقول بعدم امكانية التحرك بدون اطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شاليط ولكن يوجد من سيقولون انه لا يجب ربط مصير دولة بمصير جندي واحد أسير.. ويعتبر موضوع الاتصالات مع حماس من المواضيع الحساسة في اسرائيل وربما يخلق موضوع شاليط فرصة لتغيير الرأي العام بخصوص تلك الاتصالات ويشير إلي وجود أكثر من 7 آلاف من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية بينما يوجد في قطاع غزة أسير اسرائيلي واحد.. ومع معاناة الجانبين فهناك السعادة الكبيرة التي سيولدها اتفاق تبادل الأسري الذي يمكن أن يُشكل دافعا لخطوة حسيسة للصلح. وأخيرا يري زونشتاين ان ثمن الاختيار للحل المناسب للحرب الماضية دفعته اسرائيل ومواطنوها وان دفن الرأس في الرمال في المرحلة الحاسمة التي تمر بها البلاد يعتبر أمرا خطيرا.. لذلك يجب الاعلان فورا عن الاستعداد للتحدث مع المعارضة الفلسطينية. كريمة كيرلس