أكدت دراسة صادرة عن وحدة مكافحة الاتجار بالأطفال التابعة للمجلس القومي للأمومة والطفولة أن ظاهرة الاتجار بالأطفال تمثل ثالث أكبر تجارة غير مشروعة في جميع دول العالم، وبالرغم من أن مصر لا تقع ضمن المنطقة الحمراء لهذه التجارة كما انها ليست دولة مصدرة أو مستوردة ولكنها نتيجة ظروفها الجغرافية وموقعها المتوسط أصبحت معبراً يتم استخدامه في هذه الجريمة. السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان اكدت أن هناك ضرورة لإنشاء وحدة لمكافحة الاتجار بالأطفال والأمهات، وفي ديسمبر 2007 أنشأ المجلس القومي للطفولة والأمومة وحدة جديدة تختص بمكافحة ومنع الاتجار في الأطفال، وتهدف الوحدة إلي إعداد خطة عمل وطنية لمكافحة الاتجار بالأطفال وإعادة تأهيل الضحايا وإدماجهم في المجتمع، وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية والدولية.. وأضافت الوزيرة أن زواج الأطفال (الزواج في عمر أقل من 18 سنة) من الممارسات التي تعتبر اتجاراً بالبشر طبقا لتعريف الأممالمتحدة للطفل.. وقد جاءت تقرير صادر عن مكتب النائب العام عن وجود 9274 مخالفة ارتكبها 167 مأذوناً في زواج القاصرات بعدد من المحافظات المصرية المختلفة مما يوضح مدي انتشار تلك الظاهرة.. وقد وضعت الوزارة أولوية لمنع زواج الأطفال لمنعها نظراً لما تمثله هذه الظاهرة من اعتداء علي حقوق الأطفال خاصة الفتيات منهم وتحملهم المسئوليات الجسدية والنفسية للزواج وهن في سن مبكر.. وأكدت د.عزة العشماوي رئيس وحدة الاتجار بالاطفال أن الوحدة قامت بدراسة حول زواج الأطفال في صعيد مصر وبالأخص في محافظة أسيوط لمعرفة مدي انتشار زواج الأطفال بها والأسباب وراء هذا الزواج ووجهة نظر المواطنين ..وكان من أهم أسباب انتشار الظاهرة تردي الحالة الاقتصادية فقد أجمع المشاركون في المناقشات التي عقدت في قري مركزي أبوتيج والقوصية بمحافظة أسيوط بأن الفقر وقلة الدخل هما السبب الأول لانتشار زواج الأطفال.. أما السبب الثاني فكان كثرة عدد البنات بالأسر وكان هناك شبه إجماع من المشاركين في المناقشات سواء من الرجال أو السيدات علي أن كثرة عدد البنات داخل الأسر من الأسباب الرئيسية لزواج الفتيات في سن صغيرة، نتيجة لخشية الأهل من عدم زواج الفتاة "من بوار البنات" وبالتالي يقوم الأهل علي الفور بتزويج فتياتهم من العريس الذين يجدونه مناسبا لهم ولظروفهم.. وأضافت العشماوي أن مفهومي "الستر والعفة" سيطرا أيضا علي بعض الاهالي نظرا لطبيعة المجتمع الشرقي بصفة عامة وبصفة خاصة فإن فكرة الستر والعفة تشغل جانباً هاماً في حياتنا ولذلك فان بعض المشاركين أجمعوا علي أن الستر والعفة من الأسباب التي تؤدي إلي انتشار زواج الأطفال وذلك تجنباً لوقوع الفتيات والشباب في الخطأ، في ظل عصر الانترنت ووسائل الاعلام المفتوحة.