لن تكون قمة عادية .. ولو استمرت زيارة خادم الحرمين لمدينة شرم الشيخ ولقائه مع الرئيس حسني مبارك يوما واحدا أو عدة ساعات فالتوقيت الذي تتم فيه والظرف السياسي المحيط بالعالم العربي جعل منها استثنائية وذات أهمية بالغة بكل المقاييس ما سبق ليس قراءة خاصة أو رؤية شخصية بل كل هووا قع يدركه كل المراقبين والدارسين للملفات العربية فالملك عبدالله هو اخر زعيم عربي التقي مع الرئيس الامريكي أوباما منذ اسابيع علي هامش قمة العشرين واثناء زيارته لواشنطن ومن المؤكد ان نتائج القمة السعودية الامريكية ستكون علي اجندة اللقاء خاصة ان الملك نقل إلي أوباما الرؤية العربية المتشائمة في عدم إحراز اي تقدم علي صعيد المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية وتل أبيب ومثل هذه الرؤية هي نتاج تنسيق وتشاور مستمر مع مصر الراعي الرسمي لعملية السلام والذي يحظي دورها بتأييد ودعم من كل الدول العربية ومن الطبيعي ان يكون هناك تنسيق وتشاور حول الخطوة العربية القادمة التي سيتم مناقشتها اليوم الخميس في الاجتماع الوزاري للجنة مبادرة السلام وهل سيحسم العرب امرهم ويستجيبون للطلب الامريكي بالدخول الفلسطيني للمفاوضات المباشرة اما ان الامر يحتاج الي ضمانات امريكية مكتوبة ومطلوبة وملزمة للطرف الاسرائيلي اذا ارادت واشنطن انجاح مسعاها نحو السلام وفي اعتقادي أن الاهم في القمة المصرية السعودية وكل ما فيها بالطبع مهم هو الملف اللبناني خاصة وان هناك مخاوف في محلها وحقيقة وبلا مبالغة من عودة الامور إلي المربع رقم واحد وانهيار الوضع الهش هناك رغم ان الفترة الماضية شهدت استقرارا ملحوظا تمكنت الدولة من استعادة وضعها وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وتشكيل حكومة وحدة وطنية الا ان ذلك يظل في مهب الريح مع اقتراب موعد صدور قرار الاتهام في قضايا الاغتيالات وفي مقدمتهم رفيق الحريري خاصة اذا صدقت التسربيات عن تورط حزب الله وهو ما يحتاج بالضرورة إلي أدلة وبراهين صحيحة ومؤكدة دون ان يتحول الامر إلي تصفية حسابات سياسية من جهات اقليمية ودولية لان الامر خطير ولبنان سيدفع الثمن من آمنه واستقراره ولهذا فأن مصر وهي احدي الدول المهمة والتي لا تحمل أجندات سياسية ولا أهداف خفية في اي قضية عربية خصوصا في لبنان ستكون داعما رئيسيا للجهد السعودي والسوري والقطري خاصة وان الملك عبدالله سيزور في جولته العربية لبنان وسوريا والاردن كما سيزور أمير قطر بيروت في نفس اليوم الجمعة ويبدو الامور في لبنان تحتاج إلي جهد استثنائي للتهدئة وهو الدور المنوط بمصر والسعودية-ما سبق عناوين محدودة لجدول إعمال قمة بين زعيمين لدولتين يجمعهما شراكة استراتيجية وتنسيق سياسي علي اعلي مستوي وجهودهما دائما ما تصب في تحقيق المصالح القومية العليا للامة العربية.