شهر يوليو الذي نعيش أيامه الآن له معني خاص في ضمير شعب مصر، وله وقع ممتليء بمشاعر العزة والكرامة في نفوس كل المصريين، فهو شهر الثورة وما تمثله من وهج وطني ظل مشتعلا ومضيئا في وجدان الأمة طوال السنوات الماضية منذ ليلة الثالث والعشرين من يوليو 2591 وحتي الآن. وهو في ذات الوقت شهر البطولة والفداء والفخر، ففيه تخرج إلي النور أجيال جديدة من مصانع الرجال والأبطال في الكليات العسكرية وتنضم إلي صفوف قواتنا المسلحة الباسلة، وصفوف حراس الأمن من رجال الشرطة، ليدفعوا بدماء شابة فتية في نهر الوطنية المصرية المتدفق بحب الوطن والاخلاص في الدفاع عن ترابه المقدس، وحماية أمن الوطن وأمان المواطن في كل موقع وكل مكان علي أرض مصر الطاهرة. واليوم، وفي رحاب الكلية الحربية، حصن العسكرية المصرية بكل تاريخها المجيد، تكتمل احتفالات مصر بأبنائها الخريجين، من شباب قواتنا المسلحة، المؤهلين لصناعة النصر، والمستعدين دائما وابدا للدفاع عن ترابنا الوطني، وتقديم أرواحهم وحياتهم فداء لمصر، والذود عن كل حبة رمل من أرضها المقدسة. وبالأمس، وأول أمس،...، وعلي امتداد الأيام الماضية من شهر البطولة يوليو، كان الرئيس مبارك حريصا علي مشاركة أبنائه ورجاله، في الكليات العسكرية، وكلية الشرطة أفراحهم بتخريج دفعات جديدة من الأبطال، حماة الوطن، والمواطن، والمدافعين عن حريته واستقلاله،...، والعيون الساهرة لحراسة أمن وأمان المواطن. وعلي قدر حب الرئيس مبارك الأب، والقائد لكل أبنائه من شباب مصر، في كل موقع، وكل مكان،...، بوصفهم صناع المستقبل، وأمل مصر في التقدم، والتطور، والحداثة،...، الا ان للعسكرية المصرية وأبطالها، وأجيالها الجديدة، تقديرا خاصا في قلب وعقل الرئيس، مثله في ذلك، مثل كل المصريين الذين ينظرون إلي أبنائهم في الكليات العسكرية، وكلية الشرطة، نظرة خاصة، بوصفهم رمزا لكرامة الوطن، ورمزا حيا للتضحية في سبيله. ونحن نقرر الواقع إذا قلنا، ان قلوب مصر كلها وعقولها أيضا،...، وليس قلب وعقل الرئيس القائد حسني مبارك، فقط، يملؤها التقدير والحب لأبنائها الخريجين من مصانع الرجال، أبطال الحربية، والبحرية، والدفاع الجوي، ونسور الجو البواسل، حماة سماء مصر من الطيارين،..، وكذلك حراس الأمن الداخلي من شباب كلية الشرطة. ومع الرئيس كانت ولا تزال كل عيون مصر تحيط بهم في يوم تخرجهم، وتنظر إليهم بكل الفخر، والاعتزاز، والأمل، وهم يبدأون حياتهم العملية، ويتدرجون في صفوف دروع مصر الواقية، وذراعها القوية، وعيونها اليقظة دفاعا عن كرامتها، وحماية لها، من كل معتد اثيم، يفكر في الاعتداء عليها، أو يشرع في المساس بأمنها وأمانها. ومن تقرير الواقع، وذكر الحقيقة المجردة والواضحة، التأكيد بأن كل هذا التقدير، وكل ذلك الحب، ليس نتاج اليوم، ولم يأت من فراغ،...، بل جاء عن استحقاق وجدارة كاملين،..، وجاء نتاج عرق وجهد متواصل، وتضحيات مستمرة من جانب أبطالنا البواسل، الذين صنعوا تاريخا حافلا بالمجد والفخار للعسكرية المصرية، ورجالها الذين لم يترددوا يوما، ولم يتأخروا لحظة عن القيام بواجبهم دفاعا عن أرض الوطن، والحفاظ علي كرامته، وحريته، واستقلاله، وضمان أمنه وأمان المواطن في كل مكان علي أرض مصر المحروسة. تحية خالصة من قلب كل مصري لأبطال مصر، وحراس أمنها، وحماة ترابها.