كشف مسئول بالبيت الأبيض ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان قد اطلع منذ 11 يونيو علي تفاصيل ما يشتبه أنها حلقة تجسس روسية تعمل في الولاياتالمتحدة رصدتها وكالات انفاذ القانون الامريكية في فبراير. وأضاف المسئول الذي طلب عدم كشف هويته انه تم ابلاغ الرئيس في اجتماع في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض في ذلك اليوم ان بعض الروس يعتزمون السفر الي الخارج هذا الصيف. وأضاف المتحدث ان فكرة تبادل الروس جاءت في هذا الاجتماع حتي قبل اعتقالهم، كما تم مناقشة خيارات اخري. وقال المسئول ان أوباما "احتفظ بهدوئه" عندما جلس وجها لوجه يتناول الهامبورجر مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم 24 يونيو قبل ثلاثة أيام تماما من موعد إعتقال أفراد الشبكة وهو موعد حدده الرئيس الأمريكي مع مستشاريه. وروي المسئول كيفية الاتفاق علي عملية التبادل قائلا ان "حكومة الولاياتالمتحدة اعدت قائمة باربعة اشخاص كان علي الروس الافراج عنهم لاسباب انسانية وصحية، وعرضناها علي الروس". واضاف المتحدث ان مدير السي آي ايه ليون بانيتا "اجري هذه المفاوضات مع نظيره الروسي ميخائيل فرادكوف وقد تلقينا ردا فور طرحنا الاسماء". وجاءت تفاصيل اكبر عملية تبادل جواسيس امريكيين- روس منذ الحرب الباردة بعد ساعات من اتمام المبادلة علي مدرج مطار فيينا الجمعة. وتأتي النهاية المثيرة لفضيحة التجسس بعد توسط مسؤولي مخابرات كبار في الصفقة بموافقة اوباما وميدفيديف الحريصين علي عدم اخراج العلاقات التي تشهد تحسنا بين البلدين عن مسارها. من ناحية اخري نقل السجناء الروس الذين وصلوا للعاصمة الأمريكية الي مكان امن للخضوع لاستجواب طويل. لكن لم يعرف حتي الان عدد الاشخاص الذين كانوا علي متن الطائرة التي هبطت في مطار دولس في واشنطن، بعدما توقفت لوقت قصير في بريطانيا. وتعتقد وسائل اعلام امريكية وبريطانية ان واحدا علي الاقل وربما اثنين من السجناء الاربعة الذين غادروا روسيا بقي في بريطانيا. وقالت فرانسيس تاونسند التي كانت مستشارة للرئيس السابق جورج بوش للامن الداخلي ومكافحة الارهاب، ان المخابرات الامريكية قد تعرض علي الروس مسكنا ومساعدة مالية، مشيرة الي ان السي آي ايه ستخضعهم لاستجواب مكثف "لمعرفة نوع الاسئلة التي طرحها المسؤولون الروس عليهم حين تم اعتقالهم، ثم حين كانوا في السجن وكيفية التعامل معهم". من جهته أكد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ان قرار تبادل الجواسيس كان "صائبا". ودافع بايدن في برنامج تليفزيوني عن تسليم واشنطن لموسكو عشرة جواسيس مقابل أربعة فقط تسلمتهم ، قائلا "ان الأربعة الذين استعدناهم كانوا أفضل بكثير، حيث بقي العشرة هنا لفترة طويلة لكن دون ان يتمكنوا من فعل الكثير". وكانت شبكة "سي بي اس" الأمريكية قد نقلت عن المدعي العام الأمريكي إريك هولدر ان العملاء الروس "لم يفلحوا في تسريب اية معلومات مهمة" وهو ما فتح الباب أمام صفقة التبادل.