المتهم محمود سويلم الركاب: المتهم نادي علي أول الضحايا وقتله.. ثم أطلق النار بعشوائية علي الجميع تحريات الشرطة: السائق خطط لجريمته للانتقام من زملائه بسبب التنقيب عن الآثار شهدت منطقة منيل شيحة بمركز ابوالنمرس مذبحة بشعة.. قام سائق بشركة المقاولون العرب بإطلاق الرصاص من بندقية آلية داخل اتوبيس الشركة الذي كان يقل 62 من موظفي الشركة بفرع منيل شيحة مما ادي الي مصرع ستة واصابة 6 باصابات خطيرة وتمكن زملاءه من الامساك به. وتم ابلاغ الشرطة.. أكدت التحقيقات المبدئية أن سبب المذبحة الخلاف حول التنقيب عن الاثار.. انتقل اللواء اسامة المراسي مدير أمن 6 أكتوبر واللواء أحمد عبدالعال مدير المباحث إلي مكان الحادث.. وتبين من التحقيقات الاولية ان الجاني محمود طه سويلم (45 سنة) سائق بالشركة وكان يقوم بنقل الموظفين من منطقتي مايو وحلوان بمحافظة حلوان داخل الاتوبيس رقم 293 مصر الي مقر الشركة بأبوالنمرس بمحافظة 6 أكتوبر وقبل وصوله الشركة اوقف الاتوبيس واخرج بندقية آلية كان يخفيها اسفل مقعده اطلق الرصاص بشكل هستيري فقتل 6 من موظفي الشركة وهم طارق محمد محفوظ (مهندس) سالم عبدالسلام سالم (مدير مالي) وأحمد محمد ادريس (مدير مخازن) وابراهيم مصطفي ابراهيم (مدير فرع) وعبدالفتاح عبدالفتاح علي وجمعة فهيم جمعة واصابة 6 آخرين هم عماد الدين محمود (مدير مساعد) وفخري عبدالحميد أحمد (نائب مدير الفرع) وصلاح محمد (أمين مخازن) ونميري عبدالتواب دسوقي (فني بالشركة) محمود ابوسريع محمود وهدي قنديل إبراهيم. سيناريو الجريمة وصف رجال المباحث الواقعة »للأخبار« التي انتقلت إلي موقع الحادث فاكدوا ان السائق محمود طه سويلم »45 سنة« قد خطط للجريمة حيث اشتري سلاحا آليا من احد اقاربه بمركز القوصية محافظة أسيوط.. للانتقام من زملائه.. وقبل الحادث بيوم واحد احضر بندقيته الآلية وفي الصباح.. خرج كعادته الي الاتوبيس واضعا البندقية الآلية في حقيبة »هاندباك« سوداء واخفاها اسفل مقعده واستقل الاتوبيس في طريقه الي منازل الموظفين والمديرين بالشركة لنقلهم من مايو وحلوان الي مقر فرع شركة المقاولون العرب بمنيل شيحة.. وقبل وصوله إلي الشركة وامام احدي شركات الشاي اوقف المتهم الاتوبيس واغلق ابوابه ثم نادي علي المجني عليه الاول عبدالفتاح عبدالفتاح علي واطلق الرصاص علي رأسه فأرداه قتيلا في الحال ثم اصيب بحالة هستيرية واطلق وابلا من الرصاص علي الموظفين فقتل 6 وأصاب 6 آخرين.. ثم سار بالاتوبيس إلي الشركة.. ودخل مقرها وعلي بعد عشرين مترا من البوابة الرئيسية ترك الاتوبيس ونزل منه وتوجه في هدوء تام الي غرفته شاهد العمال زجاج احدي نوافذ الاتوبيس محطما والمصابين يصرخون والناجون يستغيثون فقام احد الناجين بفتح باب الاتوبيس وانقاذ المصابين وابلاغ الاسعاف في الوقت نفسه قام بقية زملائه بالتحفظ علي المتهم وبحوزته البندقية الآلية وهم في حالة ذهول وابلغوا الشرطة التي انتقلت علي الفور الي موقع الحادث لمعاينته والاستماع لاقوال شهود عيان الحادث والتحفظ علي المتهم والسلاح المستخدم في الحادث في الوقت نفسه انتقل فريق نيابة حوادث جنوبالجيزة باشراف المستشار حمادة الصاوي المحامي العام لنيابات جنوبالجيزة الذي قام بمعاينة مسرح الجريمة والاستماع لاقوال الناجين وشهود عيان الحادث. وفور انتقال الشرطة فرضت كردونا امنيا حول الاتوبيس وامام مقر الشركة وتحفظت علي الاتوبيس وتم القبض علي المتهم والتحقيق معه في قسم شرطة ابو النمرس واستجوابه وقام اللواء اسامة المراسي مساعد وزير الداخلية مدير امن 6 أكتوبر واللواء احمد عبدالعال مدير المباحث وفريق من رجال المباحث ضم المقدمين سعيد عابد مفتش المباحث بجنوب اكتوبر واحمد مبروك رئيس مباحث ابو النمرس وقاما باستجواب المتهم الذي اكد في اقواله انه كان علي خلاف مع المجني عليه الاول عبدالفتاح الذي اوهمه بوجود كنز اثري اسفل منزله وجعله اضحوكة بين زملائه في العمل بعد ان اشاع ان السائق ينقب عن الاثار داخل منزله بعزبة عرب غنيم بحلوان مما دفعه إلي التخطيط للجريمة والانتقام منه وقتله ليكون عبرة امام زملائه فخطط للجريمة وقام بتنفيذها. وأضافت التحريات ان السائق الجاني يعمل بالشركة منذ 03 سنة وانه يقيم بمحافظة حلوان ومسقط رأسه اسيوط وانه اعتاد العمل في الوردية الصباحية لنقل الموظفين من مايو وحلوان الي فرع الشركة بأبوالنمرس. شهود الواقعة التقت »الأخبار« بشهود عيان الذين اكدوا ان زميلهم المتهم رجل طيب القلب لم يتوقعوا ابدا ما حدث منه ويرتكب مثل هذه الجريمة البشعة.. فأكد احد الناجين من الموت خالدفراج »53 سنة« انه كان في الاتوبيس وقت الحادث قال: كتب الله لي عمرا واصبحت من الناجين في هذه المذبحة المروعة فقد خرجت من منزلي كعادتي صباحا بحلوان وانتظرت الاتوبيس حتي وصل امام منزلي استقليت الاتوبيس لتوصيلي للشركة وكان السائق طوال الطريق هادئا وبالقرب من شركة الشاي نادي بصوت عال علي المجني عليه الاول واطلق الرصاص من البندقية بعد اغلاقه باب الاتوبيس والتوقف به يسار الطريق امام شركة الشاي فسقط قتيلا في الحال ثم اطلق الرصاص بشكل عشوائي ليقتل 6 من زملاؤنا ويصيب 6 آخرين بعدها سار بالاتوبيس إلي مقر الشركة في هدوء ونزل من الاتوبيس متوجها إلي غرفته وتم الامساك به والتحفظ علي السلاح الآلي وابلاغ الاسعاف لانقاذ المصابين ونقلهم إلي المستشفي. وأضاف شهود العيان من عمال الشركة ان المتهم محمود طه مرتكب الحادث كان يقوم بنقل الموظفين من منطقة حلوان الي فرع الشركة بمنيل شيحة وقبل وصوله بحوالي كيلو متر وامام شركة »كراون« للشاي، أوقف الاوتوبيس وطلب نزول موظفين من الركاب البالغين 62 راكبا، فسأله أحد الركاب طالبا منه الهدوء فأخرج سلاحه الآلي من اسفل مقعد الاتوبيس وقام بإطلاق طلقة نارية في رأسه فسقط غارقا في دمائه ثم فتح النار علي باقي الركاب حتي افرغ خزينته فتمكن 3 من الركاب الموظفين من الفرار والنجاة بحياتهم ثم أغلق المتهم الاتوبيس وبداخله الضحايا، وقاده حتي مقر الشركة ثم نزل وأخبر أفراد الأمن ان أحد الاشخاص أوقف الاتوبيس واطلق الرصاص علي ركابه ولم يتمكن من الامساك به، نافيا ارتكاب الواقعة.. واجمع عدد كبير من موظفي وعمال الشركة من زملاء المتهم علي حسن خلقه وسلوكه. كما انه طيب السيرة وعلاقته جيدة مع كل العاملين، كما انه لاتوجد اي مشاكل مع ادارة الشركة او وجود شكاوي منه وخير دليل علي ذلك عمله بالشركة لمدة 03 عاما وأكدوا انه لايعاني من أي مرض نفسي وعصبي وكان مدركا لكل أفعاله.. قرر الدكتور مصطفي عبدالواحد مدير مستشفي الحوامدية العام ان المستشفي استقبل 6 جثث و6 مصابين بطلق ناري ثلاثة منهم حالتهم خطيرة، وانه تم اجراء الاسعافات الاولية لجميع المصابين، ومنهم من احتاج اجراء عمليات عاجلة لحالته وفور استقرار حالتهم تم نقلهم للمركز الطبي التابع للمقاولون العرب بالجبل الأحمر. جنازة جماعية للضحايا خيم الحزن والاسي والدهشة علي وجوه الاهالي في جنازة المتوفين الستة في حادث اطلاق النيران علي اتوبيس المقاولون العرب.. واثناء مرور الستة نعوش امام اعينهم ارتفعت اصواتهم مرددين »لا إله إلا الله« وانهمرت الدموع بغزارة.. ادي آلاف المواطنين صلاة الجنازة علي الضحايا حيث حضرت إلي مسجد السيدة نفيسة اكثر من 05 سيارة تابعة للمقاولون العرب استقلها عدد كبير من موظفي الشركة لاداء صلاة الجنازة علي زملائهم.. امتلأ المسجد عن اخره بالمصلين من موظفي الشركة بالاضافة إلي عدد كبير من الاهالي الذين تجمعوا في الشوارع القريبة من المسجد.. ورددوا عبارة »اعدموا القاتل« بصوت عال وطالبوا باعدامه في ميدان عام لارتكابه مذبحة بشعة في حق زملائه، بالرغم من كونه يعمل معهم منذ اكثر من 52 عاما.. قال اهالي المجني عليهم ان القاتل خطط لجريمته مسبقا بدليل احضاره للسلاح الآلي وهو ما يؤكد عزمه علي ارتكاب الجريمة كما ابدي الاهالي استياءهم من الطريقة البشعة التي ارتكب بها الجاني جريمته.. التف العمال حول المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس ادارة الشركة امام المسجد وطالبوه برعاية اسر المجني عليهم.