سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شمس بدران يفتح خزائن أسراره: «عبد الناصر» أصدر أوامر بتعذيب المعتقلين وكان يتابع العمليات عبر دوائر مغلقة.. طالبته بإجراء تفتيش مفاجئ على الزنازين فرد «السجن الحربي مملكة حمزة البسيوني»
قال شمس بدران، وزير الحربية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إن الأخير كان على علم بما يحدث في السجون، وإنه رفض طلب عرضته عليه بإجراء تفتيش مفاجئ على السجون للتأكد من معاملة المساجين بعد انتهاء التحقيق معهم، إلا أنه قال: «السجن الحربي مملكة حمزة البسيوني، فإذا حاولت التدخل في شئونه يمكنه عرقلة عملك بتأليب المتهمين عليك.. أنصحك أن تتركه حرا في مملكته». وأضاف «بدران» في مذكراته التي تنشرها صحيفة «السياسة» الكويتية: «كل ما حدث في تحقيقات حادث المنشية سنة 1954 التي أشرف عليها زكريا محيى الدين في السجن الحربي، تكرر أيضا في تحقيقات سنة 1965، وكان جمال عبد الناصر في كلتا الحالتين يعلم تمامًا بما يجري في السجن الحربي أثناء التحقيق».
وتابع: «كنت قد طلبت من المباحث الجنائية العسكرية أن تجري تفتيشا منظما وتفتيشا مفاجئا على الزنازين وغرف السجن للتأكد من سلامة معاملة المساجين بعد انتهاء التحقيق معهم، وفي أثناء اتصالاتنا بعبد الناصر لإطلاعه على نتائج التحقيق حدث أن قال: السجن الحربي مملكة حمزة البسيوني، فإذا حاولت التدخل في شئونه يمكنه عرقلة عملك بتأليب المتهمين عليك.. أنصحك أن تتركه حرا في مملكته».
وأوضح: «هذا يكشف عن وجود اتصال مباشر بين حمزة البسيوني وعبد الناصر عبر مدير مكتبه سامي شرف، وقد ثبت ذلك في أعقاب إلقاء القبض علينا فيما عرف بمؤامرة (قضية المشير بعد 26 أغسطس 1967) فقد كان حمزة البسيوني هو الوحيد بين المعتقلين الذي يتمتع بالحرية الكاملة في المعتقل، ثم فوجئنا بالإفراج عنه بهدوء قبل بدء المحاكمة، كما لم يقدم أي دليل لإدانته، رغم أنه كان من المقيمين الدائمين معنا في منزل المشير في الجيزة، وحضر بعض الاجتماعات التي عقدت في المنزل للتحضير للانقلاب».
وأشار إلى أن «عبد الناصر كان على علم كامل بما يجري في السجن الحربي من تعذيب، بل ربما كان يتابع عمليات التعذيب مباشرة عبر دوائر مغلقة، ولن أبالغ إذا قلت إن التعذيب كان يجري في بعض الأحيان بأوامره شخصيا».