لم تكن سوزان تتقبل الشيخة موزة زوجة حاكم قطر حمد بن جاسم , وكانت كلما جاءت سيرتها قالت فى سخرية جملة أصبحت شهيرة " لاموزة ولا برتقالة" .. إن الغيرة النسائية كانت وراء كثير من المتاعب المتبادلة بين القاهرة والدوحة , وهو ما وضع دولة عريقة ومؤثرة مثل مصر فى مواقف حرجة أمام دولة تبحث عن دور مثل قطر .. وأمام دولة توسطت للصلح هى السعودية. كان متفقا ان يلتقى مبارك وحمد فى الرياض استجابة لدعوة توافق من الملك عبدالله بن عبد العزيز .. على ان ينضم اليهم فى وقت لاحق الرئيس السورى بشار الأسد الذى بدأ يسبب متاعب من نوع آخر للنظام فى مصر , وسافر سليمان الى الرياض وقابل الملك وأبلغه قبول الرئيس للوساطة وترحيبه بها حسبما ذكرت "جريدة الفجر" . نقلا عن عمر سليمان حدد الملك الموعد وابلغ الاطراف الأخرى , لكن فجأة , طلب مبارك من سليمان ان يسبقه الى الرياض ليبلغ الملك قبل وصوله اعتذاره عن لقاء أحد .. وفشل سليمان فى إثناء مبارك عن قراره المفاجئ , مؤكدا ان القرار سيحرج العاهل السعودى , لكن .. مبارك أصر على موقفه وهو موقف على ما يبدو تسببت فيه زوجته التى لا تطيق زوجة أمير قطر. وصل سليمان الرياض وما ان التقى الملك عبدالله حتى بادره قائلا : " ان الرئيس مش هيقابل حد " .. واسقط فى يد الملك .. وقال " ليه .. انا أبلغتهم وجايين فى السكة .. انتم كده بتحرجونى" .. وبعد لحظات من الصمت نجح خلالها الملك فى الخروج من الموقف الصعب .. قال " طب خللى فخامة الرئيس يكتفى بالسلام على حمد ولا داعى لفتح حوار او اجراء مفاوضات بينهما " .. ولم يملك سليمان الحق فى قبول اقتراح الملك والتحدث باسم مبارك . كان وزير الخارجية السعودى المخضرم حاضرا اللقاء فبادر بالقول : الأفضل ان اسافر الى حمد فورا واطلب منه ألا يأتى كى تنجو المملكة من المأزق الصعب الذى وضعها فيه مبارك. والمؤكد ان هذا الحادث قد اثر كثيرا فى نفسية أمير قطر الى حد كراهية مبارك .. كراهية التحريم .. فاستخدم كل ما يملك من مال وإعلام ضده فى ايذائه , والهجوم على نظامه , فى حالة نادرة من حالات الجنون السياسى ووراء ذلك وقفت الشيخة موزة أيضا .. فيما يمكن تسميته بكيد النساء السياسى . ففلا كثير من الأحداث السياسية .. فتش عن المرأة.