لا صوت يعلو علي صرير الأقلام أي علي صوت الأقلام وهي تكتب. وهذه العبارة أردت أن أصف بها أسلوب أديبنا الكبير بهاء طاهر في مجموعته القصصية الأخيرة التي عنوانها( لم أعرف أن الطواويس تطير) عن دار الشروق. فالعبارة هادئة ناعمة هامسة واذا حدث شيء ولابد أن يحدث فهو علي خلاف ما نتوقع, فإذا ظهرت عربات المطافئ والاسعاف مثلا فلا حرائق ولا احد قد مات, إنما جاءت لإنقاذ طاووس طار فحط علي احد الاغصان.. أي انه يطير. وواضح جدا حبه للطبيعة للنبات وللحيوانات والطيور والقطط والكلاب. واذكر انني كلمت الاستاذ بهاء طاهر من باريس وابديت اعجابي الشديد بالقصة الاولي التي قرأتها وعنوانها( أنت اسمك ايه) فيقول ولا حاجة ولا احد.. انها قصة حفيده الذي هجم علي الادب الروسي يأكله ويمزق الاوراق ويلقي بها علي الارض. وبعد ذلك اتجه الي الشعر وإلي الآداب الأخري.. ولجمال وصدق وتلقائية هذه القصة يخيل اليك انها بقلم طفل وليست بقلم كاتب.. سهلة حلوة بسيطة. انه الادب الهامس ان صح هذا التعبير. وكان يصح لو ان الناقد الكبير د. محمد مندور بيننا اذن لوجد في هذا التعبير تصديقا له وتكريما لنظريته التي أمضي السنين يحارب من أجلها.. ويستعين أديبنا الكبير بهاء طاهر بفهم سليم لأدواته الأدبية وإحاطة بموضوعه وبالقارئ أيضا, إن هذه المجموعة هي هدية العيد للصائمين فشكرا له. *نقلا عن صحيفة الاهرام