اعتبر مسؤولون فلسطينيون أن حماية الشرطة الإسرائيلية للاقتحامات المتكررة فى الآونة الأخيرة للمسجد الأقصى تهدف لتكريس الجهود لمحاولة تقسيم المسجد بين اليهود والفلسطينيين للسماح للمتطرفين اليهود بإقامة شعائرهم لحين هدمه وإقامة الهيكل المزعوم. وقال مسؤولون فى القدسالمحتلة إن الاقتحامات المتكررة للحرم القدسى - رغم وجود فتاوى «توراتية» تحرم على اليهود دخول المسجد الأقصى - فسرها مسؤولون فى القدسالمحتلة بأنها تأتى فى إطار مناورات إسرائيل لتقسيم المسجد الأقصى بحيث يتم تخصيص مكان فى ساحات الحرم الشريف لإقامة طقوس دينية يهودية. وعندما احتلت إسرائيل القدس عام 1967 أصدر كبار الحاخامات فى إسرائيل فتوى بعدم جواز اقتحام اليهود للمسجد الأقصى وانتظار الوقت الذى يتم فيه هدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه. أعلن الحاخام شموئيل رابينوفيتش المكلف بما يسمى شؤون «حائط المبكى» (التسمية اليهودية لحائط البراق) رفضه اقتحام المسجد الأقصى معيدا بذلك الجدل بين الحاخامات الإسرائيليين بهذا الشأن. وقال رابينوفيتش لإذاعة الجيش الإسرائيلى: «ليس لدى إسرائيل أى نية للمساس بجبل الهيكل لأن القوانين الدينية اليهودية تحظر على اليهود دخول جبل الهيكل، وبالتالى ليس هناك من داع للخوف من أن يمس به يهود، ليس لأسباب سياسية أو أمنية بل لأسباب دينية». وفى إشارة إلى هذه الفتوى قال الحاخام يوسف البويم، رئيس «الحركة من أجل إقامة الهيكل»: «لقد جاءت هذه الفتوى ببساطة لأنهم يخشون من أن الناس قد لا يعرفون إلى أين يذهبون، وبالتالى فإنهم قد يدخلون (المسجد) ومن ثم يدخلون إلى أماكن ممنوع الدخول إليها»، وأضاف: «ولكن إذا ما تمكنا من الدخول إلى هناك (المسجد) ووضع علامات فى الأماكن التى يسمح الوصول إليها ويمنع الدخول إليها، فأعتقد أن هؤلاء الحاخامات سيغيرون مواقفهم الرافض دخول المسجد الأقصى». ويقول كبير حاخامى مستوطنة (معاليه ادوميم) دوف ليؤر: «من المهم أن يقوم الشعب الإسرائيلى بزيارة جبل الهيكل (المسجد الأقصى).. نحن نعانى لأن قسماً كبيراً من السكان يختلفون إزاء هذا الأمر.. إن استعادة سيادتنا على (جبل الهيكل) سيضع حداً لهذا الجدل». وأضاف: «على كل واحد أن يدفع إلى الحرم بأكبر قدر من الحجاج إلى هذا المكان المقدس.. المكان الذى يوجد فيه يهود بالفعل سيبقى فى أيدينا». يشار إلى أن هناك عشرات الجمعيات اليهودية الفاعلة من أجل بناء الهيكل المزعوم بدلا من الأقصى وقبة الصخرة، تتمتع بدعم شعبى غير ضئيل بعدما كانت الفكرة حكرا على بعض المهووسين المتطرفين. وميدانيا، نشرت شرطة الاحتلال الإسرائيلى تعزيزات أمنية مكثفة فى محيط باحة الحرم القدسى فى القدسالمحتلة، لتجنب تظاهرات فلسطينية جديدة بعد تفجر مواجهات عقب دخول يهود متطرفين إلى باحة الحرم القدسى، أسفرت عن إصابة 20 فلسطينيا على الأقل. وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية فى القدسالمحتلة شمويل بن روبى: «لقد نشرنا تعزيزات فى المدينة القديمة بالقدس وحصرنا الدخول إلى «حرم الهيكل» (التسمية اليهودية للحرم القدسى الشريف) للرجال المسلمين فوق سن ال50 عاما فيما يمكن للنساء الدخول إليه دون أى ضوابط». وأضاف: «إن السياح سيتمكنون من زيارة الحرم القدسى بحرية كما فى الأيام العادية».