يعتبر وزير الخارجية التركي عبدالله جول مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم للانتخابات الرئاسية التركية، مقربا من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ومواليا له. وقد تسلم جول (56 عاما) الخبير الاقتصادي، الدبلوماسية التركية على مدى اربع سنوات. ويرى الكثيرون ان جول يمثل الوجه المعتدل لحزب العدالة والتنمية المنبثق من التيار الإسلامي المحظور الذي يعتبر نفسه اليوم قوة ديمقراطية محافظة. ونجح جول في مواجهة الفترات الاكثر صعوبة التي شهدتها البلاد حين كان يتعلق الامر بفتح جنوب شرق بلاده امام القوات الامريكية التي كانت تستعد لاجتياح العراق عام 2003 لكن البرلمان التركي رفض في نهاية المطاف ذلك، أو عند اطلاق مفاوضات الانضمام الصعبة مع الاتحاد الاوروبي عام 2005 التي طالما انتظرتها تركيا وعمل كثيرا من اجلها. ويعتبر الذراع اليمنى لاردوغان، وقد تولى رئاسة الحكومة اثر الانتخابات التشريعية في نوفمبر 2002 بعدما قرر القضاء ان رئيس الحزب لا يمكنه ان يتولى بنفسه منصب رئيس الوزراء بسبب حكم سابق بتهمة «التحريض على الحقد الديني». وتمكن اردوغان بعد ذلك من الفوز بمقعد في البرلمان في مناسبة انتخابات تشريعية جزئية وتولى بالتالي رئاسة الحكومة بعد خمسة اشهر. وقد ولد جول لدى عائلة متواضعة في 29 اكتوبر 1950 في معقل قيصرية الإسلامي (وسط) حيث انتخب نائبا اربع مرات منذ العام 1991 ويحمل اجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة اسطنبول. ثم التحق جول الذي يجيد الانجليزية بجامعات في بريطانيا حيث نال اجازة ماجيستير ثم دكتوراه في الاقتصاد. وأعلن في مقابلة انه كان يفضل العيش في الولاياتالمتحدة أو بريطانيا على الاستقرار في ايران أو ليبيا. وبين 1983 و1991 عمل كخبير اقتصادي في بنك التنمية الإسلامي الذي يوجد مقره في جدة (السعودية). ثم عاد إلى تركيا للقيام بحملة للانتخابات التشريعية عام 1991 إلى جانب رئيس الوزراء السابق نجم الدين اربكان رائد الاسلام السياسي في تركيا والذي حظر حزبه الرفاه عام 1998 بسبب «انشطة مناهضة للعلمانية». وبعدما انتخب نائبا عين نائبا لرئيس حزب الرفاه. واثر اعادة انتخابه في الانتخابات التشريعية عام 1995 اصبح الناطق باسم اول حكومة ائتلافية اسلامية في تاريخ تركيا الحديث حيث تولى فيها منصب وزير الدولة المكلف بالعلاقات الخارجية وبينها ملف قبرص الشائك. وقد حظر حزب الرفاه في مطلع 1998 بعد الاطاحة به من السلطة في يونيو 1997 بضغط من الاوساط العلمانية التركية المدنية والعسكرية. وعلى غرار العديد من نواب الرفاه انضم جول انذاك إلى حزب الفضيلة. وقام القضاء التركي أيضاً بحل حزب الفضيلة بسبب «أنشطة مناهضة للعلمانية» عام 2001، وحل محله حزب العدالة والتنمية.