الكل متحفز. الجميع يترقب. الجماهير تنتظر نتيجة لقاء الأهلي والزمالك الليلة بعد أن خطف الأهلي اللقب والبطولة والدرع بدري.. بدري . فعلا الدنيا حظوظ. الزمالك والأهلي ليس بينهما منافسة في الدوري بعد أن خطف الأهلي اللقب والبطولة والدرع بدري.. بدري والزمالك ليس لديه أمل في بطولة. بل قد يضيع منه المركز الثاني في الدوري إذا خسر.. ورغم ذلك تبقي مباراة الفريقين الليلة هي الدوري كله. حتي جماهير الأندية الأخري ستتفرغ لمشاهدة تلك المباراة. فعلا.. الدنيا حظوظ حتي في كرة القدم.. فريق يلعب ويفوز ويحتفظ بالدرع مثل الأهلي وجماهيره لا تخشي عليه.. ورغم ذلك تزحف خلفه في كل مكان.. وفريق خسر كل شيء هذا الموسم.. عربيا وأفريقيا ومحليا. ويلعب "تحصيل حاصل".. وجماهيره أيضا تعشقه وستزحف خلفه وستسانده حتي ولو خسر النتيجة.. هذا هو حال الأهلي والزمالك حيث يتحول لقاؤهما إلي كرنفال بكل الألوان. لأن كل لاعبي مصر حتي في الأندية الأخري.. أهلاوية أو زملكاوية. ولأن كل جماهير مصر حتي في الأقاليم.. أهلاوية وزملكاوية.. ولو سألت الطوب والحجارة والزلط.. ولو وقفت في الصحراء وناديت.. ستجد كل من ينتمي للكرة يقول أنا أهلاوي.. أنا زملكاوي. هذا هو حال الكرة في كل بلاد العالم.. وليست في مصر فقط.. ففي كل بلد أهلي وزمالك لكن بمسميات أخري.. وحتي ولو كانت المواجهة بينهما غير مؤثرة في النتيجة.. لكن يبقي الفوز هو الهدف. هو المراد. هو كل البطولات لكن كيف؟!!. أهمية القمة * الزمالك شارك هذا الموسم في أربع بطولات.. العربية وخرج منها.. والأفريقية وفشل فيها. والدوري المحلي وتراجع فيه.. ولم يتبق أمامه سوي بطولة القمة مع الأهلي التي هي السلوي لجماهيره.. وهي البطولة الوحيدة التي تعوضه عن كل السقوط.. وهي البطولة السريعة التي تجري في 90 دقيقة بطريقة "اخطف واجري". لكن أثرها جبار. فتاك.. يهد جبال الجماهير الحمراء التي تخشي تلك اللحظة. * الأهلي يختلف.. مشكلته الأساسية أنه تعود علي الفوز منذ فترة.. نسي طعم مرارة ضياع البطولات.. جماهيره واثقة مهما كانت التحديات.. فاز بكل شيء. وهذه الانتصارات تواكب احتفالات المئوية. ولا يصح أن يسقط أمام الزمالك في مشوار الاحتفال. رغم أن كل شيء وارد!!. .. من هنا يأتي الصدام القوي.. الزمالك ليس أمامه هذا الموسم وحتي الآن.. إلا الفوز علي الأهلي لتنسي جماهيره كل الأحزان الأفريقية والمحلية والعربية.. والأهلي ليس أمامه إلا الفوز حتي لا يفسد الأفراح وحتي لا يعكر صفو الانتصارات التي حققها.. فمن ينتصر؟!!. مواجهة خبيثة * حقيقة المواجهة اليوم.. بين هنري ميشيل وحسام البدري!!.. هي المواجهة الأولي لميشيل مع الأهلي. وهي المواجهة الأولي للبدري وحده مع الزمالك. وهي المواجهة الأولي لجوزيه مع الزمالك.. لكن بالرقابة عن بعد.. من البرتغال.. و"يا قلبك الجامد يا جوزيه"!!؟. هل فعلها للراحة فعلا.. أم لوضع البدري بين مطرقة الزمالك وسندان الإطاحة من الجهاز إذا خسر؟!.. هل فعلها جوزيه وأمر بالراحة لعشرة نجوم.. من أجل الراحة فعلا.. أم أنها خطة محكمة ذكية.. تحقق له الشهرة في كل الأحوال؟!. فإذا فاز الأهلي.. أصبح جوزيه فلتة زمانه الذي صنع أكثر من لاعب في كل مركز.. صنع فريقين من الخبرة.. والشباب. صنع جيلا يفوز بالريموت كنترول علي الزمالك. جوزيه يضغط من البرتغال.. الفريق يفوز في القاهرة.. وإذا خسر الأهلي.. يشربها البدري.. ويهتف الجمهور ويقول "فينك يا جوزيه.. سبتنا ورحلت ليه"!!. لكنني لا أظن أن جوزيه فكر بهذه الطريقة. بل فكر للمستقبل القادم الذي كله صراع أفريقي عالمي.. ومحلي في الكأس. .. الرجل حقق الدوري للمرة الثالثة.. وهذا إنجاز. فاز في أفريقيا للمرة الثالثة.. وهذا إعجاز. وصل للعالمية.. وهذا أكثر من رائع فمن حقه أن يستريح هو والماكينات البشرية التي هدها السفر والترحال والتدريب والمباريات والإرهاق والإصابات.. لكنني أسأل.. هو البدري يعني مصنوع من فولاذ هو وميهوب وأحمد ناجي.. واللا يعني هم أولاد البطة السودا؟!.. "اشتغل يا بدري.. اذبح يا زكي إدرا"!! مفيش راحة أبدا.. كله شغل.. شغل!!.. ليه جوزيه يرتاح.. والباقي مربوط في ساقية؟!.. يا تري لما يرجع جوزيه.. سيحصل البدري وجهازه علي الراحة.. واللا هم "الخدامين"؟!!. عموما.. جوزيه حسبها صح بحساباته هو.. لأنه فكر في نفسه وراحته أولا.. ولم يفكر في اسم الأهلي لو خسر في القمة.. أم أنه يخشي مواجهة ميشيل؟!!. التالتة تابتة.. يا ميشيل * الوضع يختلف لهنري ميشيل.. فالنادي جدد عقده حسب الشروط التي أملاها بنفسه. صحيح أنه منذ وصوله خرج الزمالك من البطولة العربية. وودع البطولة الأفريقية. ويلعب علي المركز الثاني في الدوري المحلي بعد أن ضاع اللقب.. لكن رغم ذلك الكل يتحدث عن هذا المدرب من خلال تاريخه وإنجازاته السابقة مع المنتخبات الأفريقية أو حتي في فرنسا.. الكل يقول عنه أحلي كلام.. لكننا لم نشاهده يحقق بطولة للزمالك أو حتي يقترب منها.. صحيح شكل الزمالك تغير وتحسن خلال المباريات الأخيرة.. لكن النتائج هي التي يتم تسجيلها وهي التي تسعد الجماهير. وليس أمام هنري ميشيل سوي هذا اللقاء ليؤكد جدارته ويثبت وجوده. فلو فاز علي الأهلي ستتغني جماهير الزمالك باسم ميشيل المنقذ الذي كسر احتكار الأهلي وأعاد كلمة فوز الزمالك علي الأهلي بعد طول انتظار. ولو فاز الزمالك سيكون مجلس الإدارة المعين علي استعداد لدفع نصف عمره لميشيل.. لأن الفوز قد يكون مقدمة للحديث عن الاستقرار والتجديد للمجلس المعين أما إذا خسر الزمالك.. فالخسارة ستكون كاملة وشاملة للفريق ولميشيل ولمجلس الإدارة المعين!!. البدري يجازف * لقاء القمة رقم 99 محفوف بالمخاطر.. وله حسابات كثيرة من كل المدربين.. فالبدري يخوض اللقاء بمجموعة أرقام إيجابية.. وأخري سلبية. .. كل النجوم الكبار خارج التشكيل.. لكنه يملك رصيدا هائلا من اللاعبين علي كل لون!! ومن قال إن النجوم في إجازة وكل لاعبي الأهلي من الدوليين؟!!. .. الأهلي لو غاب عنه عشرة.. فلديه قائمة أخري مكدسة بالنجوم بداية من النحاس وبوجلبان وحسن مصطفي وأسامة حسني وبلال وطارق السعيد و"الصِّديقين" وحسام عاشور وأحمد السيد وشيتوس لو عادت بطاقته وشديد قناوي وأمير عبدالحميد أضف إليهم عشرة من اللاعبين الصاعدي وكلهم من الدوليين.. ولا أظن أن البدري سيلعب بطريقة دفاعية لتحقيق التعادل.. لأنه لن يخسر شيئا. لكنه سيعتمد علي التأمين الدفاعي أولا.. تحسبا للهجوم السريع والمباغتة الهجومية من الزمالك. سيعتمد البدري علي إغلاق مفاتيح اللعب الأبيض.. سيراقب اللاعب الساحر الأسمر شيكابالا الذي أصبح حنفية أهداف. مقطورة متحركة وسط الملعب. صاروخ هجومي.. يعتمد علي فن اللمسة. مهارة الحركة.. باختصار أصبح لاعبا مكتملا.. وياحبذا عندما يكتسب الخبرة أكثر.. ويركز في الملعب بعيدا عن الانفعال.. الهم الأول للبدري.. أن يراقب شيكابالا مفتاح اللعب. قد يعتمد البدري علي الهجمات المرتدة السريعة. وهو قادر علي تنفيذها.. إذا أشرك عناصر شبابية بمساعدة الانطلاق من الجناحين وسرعة بلال في الهجوم.. ولو تحقق التعادل فهو مكسب للأهلي وللبدري!!. ميشيل يناور * هنري ميشيل له هدف آخر.. هو الفوز وليس غيره.. والفوز هو الشيء الوحيد الذي يؤكد ثقة الجميع فيه كمدرب لم يقدم شيئا للزمالك منذ توليه المسئولية.. وأتوقع أن يجازف ميشيل بالهجوم الكاسح من البداية معتمدا علي خبرة لاعبيه. لكن لو حدث ذلك ولعب بطريقته المعروفة خاصة في الدفاع.. ستنفتح شبكة عبدالمنصف الذي سيبحث عمن ينصفه ولن يجد.. فدفاع الزماك هو أضعف خطوطه من خلال اللعب ب 4-4-..2 لكن قد يتراجع ميشيل ويفوق ويعود إلي رشده ويلعب 3-5-2 حتي يظهر اللاعب الليبرو المتأخر وأتوقع أن يعود القباني إلي الخلف مع وسام العابدي وتامر عبدالوهاب وعلي الجانبين أحمد حسام وطارق السيد.. وسيكون شيكابالا صانع لعب أساسيا وبجواره تامر عبدالحميد للقيام بالواجبات الدفاعية المبكرة مع أبوالعلا وتبقي الاختيارات الهجومية بين عبدالحليم علي وجمال حمزة.. بجوار القناص عمرو زكي. مواجهة شائكة * مهما كان النقص في أحد الفريقين.. فمن الصعب التكهن بالنتيجة. * ليس صحيحا أن الفريق الذي يغيب عنه سبعة نجوم.. يخسر المباراة.. وإلا ما تحدثنا عن لقاء صغار الأهلي الذين هزموا الزمالك من قبل.. سواء أيام عبده صالح الوحش.. أو أيام الجوهري. * نعم.. لاعب واحد مثل شيكابالا الصاعد الواعد ممكن أن يغير النتيجة في لحظة.. وكل شيء وارد!!. * مفيش حد أحسن من حد.. عبدالمنصف سيحرس مرمي الزمالك.. وأمير سيحرس مرمي الأهلي.. بينما الحضري وعبدالواحد.. يستمتعان بالمشاهدة!!. * أفضل ما يقال إذا فاز الزمالك.. أن الدهن في "العتاقي".. لأنه يمثل الخبرة.. ولو فاز الأهلي.. فالحياة للشباب.. وقد يكشف اللقاء عن عناصر جديدة تأخذ مكان من نقول عنهم النجوم.. مين عارف!!. * الحديث عن دفاع الفريقين مخيف.. لأن دفاع الزمالك "مهزوز" منذ فترة.. بينما دفاع الأهلي "ناقص".. أو قل خائف!!.. سر الاهتزاز أو الخوف للدفاعين أن حراسة المرمي ليست في أمان.. لغياب "الوحوش"!!. * المواجهة بين ميشيل والبدري.. حساسة وكأنها علي ورق سوليفان.. خاصة وأن ميشيل واثق.. والبدري مجازف. وما بين الثقة والمجازفة خيط رفيع قد يحول النتيجة إلي أحد الاتجاهين في لحظة. * فوز الأهلي تتويج للمئوية وهزيمته "كرسي في الكلوب".. وفوز الزمالك يمسح عار موسم كامل.. كان ملثما بالسواد في كل البطولات.