كفة القطبين متساوية.. ودوافع الفوز مختلفة.. والتوفيق سيحسم اللقاء ساعات قليلة وتنطلق قمة الكرة المصرية بين القطبين الزمالك والأهلي ضمن لقاءات الأسبوع ال27 من مسابقة الدوري العام.. وهي المباراة التي ينتظرها كل عشاق ومتابعي الفريقين ليس في مصر وحدها بل في الوطن العربي كله خاصة أنه من المتوقع أن تكون مختلفة نوعًا ما عن لقاءات القمة في السنوات الأخيرة. فالكلاسيكو المصري هذه المرة يبدو «حيران» بين القطبين في ظل التقارب الفني والمستوي العام الذي يقدمه الفريقان بعد الطفرة الهائلة التي شهدها الزمالك تحت قيادة العميد حسام حسن الذي انتشل القلعة البيضاء من حالة الضياع والكبوة التي استمرت أربع سنوات.. فلأول مرة منذ مواسم عديدة يكون هناك شبه اجماع علي تساوي فرص وحظوظ القطبين بالقمة رغم تفاوت الأهداف والدوافع. فالعميد ينظر للقمة علي أنها فرصة ذهبية لتحقيق انجاز معنوي للزمالك هذا الموسم مع تضاؤل فرص الفريق في التتويج باللقب ولذلك ففوزه علي الأهلي في حد ذاته بطولة خاصة يقدمها لجماهير القلعة البيضاء وليثبت أيضًا للجميع تفوقه علي البطل.. أما بالنسبة للمنافسة علي الدرع فهي هدف موجود لدي العميد ولكنه ليس بأهمية اثبات التفوق علي الأهلي لأن الأخير حسم الدوري بنسبة كبيرة. أما هدف حسام البدري المدير الفني للأهلي فهو الخروج بنتيجة إيجابية من القمة وبالطبع فالفوز يعني له ثلاث نقاط في غاية الأهمية تضاف إلي رصيده وتحسم الدوري بشكل قاطع.. كما أن التعادل ليس سيئًا لأنه نتيجته تبقي الوضع علي ما هو عليه من حيث فارق النقاط التسع بين القطبين. وبعيدًا عن حسابات النقاط يبحث البدري عن أول فوز له بالقمة بعد أن انتهي كلاسيكو الدور الأول بين «الحسامين» بنتيجة سلبية.. وأيضًا يضع البدري في اعتباره أن بطولة الدوري قد تفقد بريقها في سقوط المارد الأحمر أمام القلعة البيضاء ولذلك سيقاتل من أجل الفوز. كذلك فإن عناصر القوة الضاربة متوافرة في الفريقين سواء عبدالواحد السيد وشيكابالا وحسين ياسر بالزمالك أو محمد أبوتريكة ومحمد بركات وعماد متعب وأحمد شكري بالأهلي. كل هذه المعطيات نخرج منها بنتيجة واحدة وهي أن موقعة القمة ستكون مثيرة ومفتوحة في ظل سعي الفريقين الجامح للفوز وتحقيق الانتصار.. ومن هذا المنطلق حرصت «روزاستاد» علي التوجه لبعض خبراء ونقاد ومحللي كرة القدم المصرية لرصد آرائهم وتوقعاتهم حول مباراة القمة «105» التي يشهدها ستاد القاهرة الليلة. في البداية أكد الخبير الكروي الكبير طه إسماعيل أن مباراة القمة هذه المرة ستكون مختلفة عن المواسم السابقة خاصة مع توافر الرغبة والطموح لدي الفريقين لتحقيق الفوز وحصر النقاط الثلاث في ظل ارتفاع المستوي الفني والبدني للزمالك ليتقارب مع الأهلي. وأضاف إسماعيل إن دوافع الفريقين مختلفة حيث إن الأهلي يسعي أولاً لحصد النقاط وحسم الدوري رسميًا أو علي أقل تقدير الخروج بالتعادل وتجنب الهزيمة التي ستفقد الدرع طعمه عند الجماهير الحمراء.. أما الزمالك فهدفه الفوز علي البطل وإحياء الأمل الضعيف للمنافسة علي الدوري تحت شعار أنه لا يوجد مستحيل في كرة القدم. وقال إسماعيل إن عامل التوفيق سيكون حاسمًا بشكل كبير للمباراة بالإضافة لحسن استغلال الفرص وترجمتها إلي أهداف. وتوقع إسماعيل أن يلعب حسام حسن بشكل هجومي منذ البداية خاصة أن هدفه الأول والأخير هو الفوز فقط. أكد حلمي طولان أن مباراة القمة قد تكون الأقوي علي الإطلاق في تاريخ لقاءات الفريقين، فالأهلي لن يفرط في الثلاث نقاط بينما يسعي الزمالك لتحقيق الفوز لتعويض فقدان الدوري. وبرغم صعوبة التكهن بنتيجة المباراة إلا أن طولان رجح كفة الزمالك الذي يمتلك حارس مرمي مميزًا وهو عبدالواحد والذي اعتبره أفضل حارس مصري مشيرًا إلي أن عادل عبدالمنعم حارس الأهلي الشاب يفتقد للخبرة الكافية. ويري طولان أن خطي الوسط والهجوم متكافئان بالفريقين، فهناك أبوتريكة وبركات وعماد متعب بالأهلي كما يوجد بالزمالك شيكابالا وحسين ياسر وأحمد جعفر الذي توقع طولان عودته للتهديف في لقاء اليوم. أما علي أبوجريشة نجم الإسماعيلي ومنتخبنا الوطني السابق وفاكهة الكرة المصرية فيري أن المباراة ستكون مختلفة بشكل كبير عن لقاءات القمة في السنوات السابقة خاصة مع الطفرة الكبيرة التي أحدثها العميد بالزمالك. أضاف أبوجريشة إن الزمالك يمتلك دوافعًا قوية لتحقيق الفوز الذي سيكون بمثابة رد اعتبار للجماهير البيضاء بعد ضياع الأمل في المنافسة علي الدوري بشكل كبير. ويري أبوجريشة إن الكفة الفنية للفريقين متساوية تقريبًا من حيث نقاط القوة أو الضعف.. حيث أشار إلي أن خط دفاع الفريقين قد يكون هو نقطة الضعف المشتركة أما بالنسبة لخطي الهجوم والوسط يمتلئان بالنجوم مع أفضلية نسبية للأهلي الذي يمتلك بعض عناصر الخبرة المؤثرة ويقابل ذلك أفضلية للزمالك في مركز حراسة المرمي نظرًا للخبرات الكبيرة التي يتمتع بها عبدالواحد السيد. وأشار أبوجريشة إلي أن الأكثر تركيزًا وهدوءًا واستثمارًا للفرص سيكون الأقرب للفوز. أكد أكرامي حارس مرمي الأهلي ومنتخبنا الأسبق أن مباراة القمة بين الزمالك والأهلي تعد بطولة استثنائية، كما أنها خارجة عن التوقعات مشيرًا إلي أن الفريقين أصبحا كالكتاب المفتوح لبعضهما البعض وبالنسبة لعناصر الخبرة في الفريقين يري إكرامي أن الحارس عبدالواحد هو الأكثر خبرة في الملعب ولكن ذلك لا يقلل من شأن الحارس الشاب أحمد عادل الذي ظهر بمستوي رائع في لقاء الدور الأول مما يكسبه خبرة تجعله قادرًا علي التألق في اللقاء الثاني، وكذلك هناك لاعبون علي مستوي عال في خطي الوسط والهجوم لدي الفريقين. أما عن الدوري فيري إكرامي أن اللقب شبه محسوم للأهلي مشيرًا إلي أن حسام حسن سيسعي لتحقيق الفوز ليكون بمثابة التعويض المعنوي لخسارته للدرع. وتمني إكرامي أن تخرج المباراة في جو من الود والروح الرياضية سواء بين اللاعبين أو الجمهور وتليق باسم وسمعة الكرة المصرية. شدد محمود بكر المعلق الرياضي الكبير علي أن مباراة القمة ليس لها أي معايير ولا تقاس بالنتائج الأخيرة للفريقين ولكن ما يميزها هذه المرة هو وجود العديد من عناصر الشباب في القطبين. أضاف بكر إن هدف مدربي الفريقين هو الفوز ولا شيء غيره فالزمالك يريد الفوز لرد الكثير من كبريائه ومصالحة جماهيره بعد ضياع فرصة الحصول علي الدوري لهذا الموسم وعلي الجانب الآخر، فالأهلي يحاول الخروج بنتيجة إيجابية سواء الفوز أو حتي التعادل ويري بكر أن الفريق الأكثر هدوءًا والأكثر ثقة والأقل عصبية هو من يستطيع السيطرة علي مجريات المباراة وحسم الأمور . أحمد الكأس نجم نادي الزمالك ومنتخبنا الوطني السابق يري أن المباراة متعادلة تقريبًا ومن المنتظر أن تحفل بالندية والإثارة. قال الكأس إنه لأول مرة منذ عدة مواسم تكون موازين القوي متكافئة بالفريقين حيث يمتلك كلاهما روح الفوز رغم الدوافع المختلفة. وأشار الكأس إلي أن عنصر الخبرة يرجح كفة الأهلي نظرًا لوجود أسماء كبيرة بحجم محمد أبوتريكة وأحمد حسن ومحمد بركات يقابل ذلك حماس شبابي كبير للاعبي الزمالك الساعين لتحقيق انجاز لجماهيرهم بالفوز علي الأهلي في القمة. وتوقع الكأس أن تكون المباراة مفتوحة بين الفريقين خاصة أن كليهما سيبحث عن هدف مبكر يربك به حسابات الآخر.