وزير الأوقاف: لا ينكر مكانة سنة نبينا محمد إلا جاحد أو معاند    وزير التعليم: مبادرة وطنية لتعليم الكبار للوصول ل الصفر الافتراضي بأعداد الأميين بحلول 2030    مراكب النجاة، محافظ بني سويف: الدولة تسعى لتأهيل الشباب للهجرة الآمنة    بالصور- تنفيذ 97% من مشروع محور بديل خزان أسوان الحر على نهر النيل    بيان حكومي بشأن تفاصيل التشغيل التجريبي لمحطات الخط الثالث لمترو الأنفاق    زراعة الأرز في مصر.. تقليد قديم وإرث حضاري    أول تصريح لوزير الدفاع الروسي الجديد: الخطأ وارد لكن الكذب ممنوع    خبر في الجول - انفراجة في أزمة دعوات نهائي الكونفدرالية بين الزمالك وكاف    تقارير تونسية: 27 ألف مشجع لمباراة الأهلي والترجي    مؤتمر تين هاج - عن مستقبل برونو وعودة ليساندرو وأهمية هويلوند    انهيار عقار مأهول بالسكان في منطقة العطارين بالإسكندرية    مشيرة عيسى وطلابها فى أمسية موسيقية بالأوبرا، الجمعة المقبلة    ما الفرق بين الحج والعمرة؟.. أمين الفتوى يوضح    بعد أزمة مضاعفات اللقاحات.. وزير الصحة يجتمع مع مدير "أسترازينيكا"    وزير الصحة يبحث مع أسترازينيكا التعاون في تطوير التطعيمات    صحة النواب توافق على تخصيص مبلغ 50 مليون جنيه لموازنة المستشفيات النفسية    رئيس «القنوات الإخبارية»: الملفات المطروحة في القمة العربية تلامس أمن مصر القومي    «النواب» يوافق على موازنة «القومي لحقوق الإنسان»    الخميس.. انطلاق فعاليات مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة في دورته الثالثة على مسرح الهناجر    مبادئ كتابة السيناريو في ورشة ابدأ حلمك بالإسكندرية    طرح فيلم «بنقدر ظروفك» بجميع السينمات خارج مصر يوم 23 مايو    وزير خارجية تركيا: الاحتلال مستمر يوميا في سرقة أراضي الفلسطينيين باسم المستوطنين    يعلمون أنهم على الباطل.. عبدالله رشدي يعلق على تهديد يوسف زيدان بشأن مناظرة "تكوين"    الخارجية السعودية: عدوان إسرائيل أضعف النظام الدولي    اليوم.. التعليم تنشر فيديو توضيحي لطريقة الإجابة على البابل شيت    شولتس: ألمانيا لن تعود إلى جيش الخدمة العسكرية الإلزامية    قائمة الأهلي في نهائي أفريقيا أمام الترجي.. كولر يستبعد 13 لاعبًا    قرار حاسم من «التعليم» ضد 5 طلاب بعد تسريبهم الامتحان على «السوشيال ميديا»    ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي في الإسكندرية    خلال 24 ساعة.. ضبط 14028 مخالفة مرورية متنوعة على الطرق والمحاور    ضبط المتهمين بترويج العقاقير المخدرة عبر «الفيس بوك»    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية الهندسة    تنطلق الأربعاء 15 مايو.. جدول امتحانات الصف الثالث الإعدادي الأزهرية 2024 بالمنيا    نموذج RIBASIM لإدارة المياه.. سويلم: خطوة مهمة لتطوير منظومة توزيع المياه -تفاصيل    "مقصود والزمالك كان مشارك".. ميدو يوجه تحية للخطيب بعد تحركه لحماية الأهلي    بمناسبة يومها العالمي، وزارة الثقافة تفتح أبواب المتاحف مجانا عدة أيام    مجلس الدولة: على الدولة توفير الرعاية للأمومة والطفولة والمرأة المعيلة    محافظ كفر الشيخ: اعتماد المخططات الاستراتيجية ل 23 قرية مستحدثة    السيد عبد الباري: من يحج لأجل الوجاهة الاجتماعية نيته فاسدة.. فيديو    كوريا الجنوبية تعزز جاهزية الجيش للرد على جميع التهديدات    "جهينه" تخفض ديونها بنسبة 71% في نهاية الربع الرابع من 2023    درجة الحرارة الآن.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الثلاثاء 14-5-2024 (تفاصيل)    طريقة عمل وافل الشيكولاتة، لذيذة وسهلة التحضير    حبس المتهم لحيازته مخدري الآيس والهيروين في كرداسة    مصر تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في محافظة صلاح الدين بالعراق    مفتي الجمهورية يتوجَّه إلى البرتغال للمشاركة في منتدى «كايسيد» للحوار العالمي    جيسوس يحسم مستقبله مع الهلال السعودي    الأحد المقبل.. بدء تسليم الأراضي السكنية بمشروع 263 فدانًا بمدينة حدائق أكتوبر    توقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يدخل أسبوعه الثاني    5 أبراج تتميز بالجمال والجاذبية.. هل برجك من بينها؟    تعرف على إرشادات الاستخدام الآمن ل «بخاخ الربو»    المندوه يتحدث عن التحكيم قبل نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    بروتوكول تعاون بين جهاز دمياط الجديدة والغرفة التجارية    ما مواقيت الحج الزمانية؟.. «البحوث الإسلامية» يوضح    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. دار الإفتاء تجيب    لطفي لبيب: عادل إمام لن يتكرر مرة أخرى    برشلونة يسترد المركز الثاني بالفوز على سوسيداد.. ورقم تاريخي ل تير شتيجن    طارق الشناوي: بكاء شيرين في حفل الكويت أقل خروج عن النص فعلته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسر شهداء أكتوبر يتحدثون لأخبار مصر
نشر في أخبار مصر يوم 06 - 10 - 2007

الله اكبر..الله اكبر.. قالها الجنود المصريون لحظة عبور قناة السويس . هذه الكلمات التى زادت من عزمهم وإصرارهم على هزيمة العدو.
هذه الايام نحتفل بالذكرى الرابعة والثلاثين لإنتصارات أكتوبر المجيدة.لم يكن هذا النصر إلا قراراً لإثبات كرامة وقوة الجيش المصرى ولكى يعلم العالم أجمع أن الجندى المصرى هو خير اجناد الارض.
هناك رجال جعلوا أرواحهم فداء لكل مصرى وضحوا من أجل رفعة هذا الوطن ناظرين إلى مستقبل أبناء هذا الوطن فكانوا مثالاً للتضحية والفداء .
ها نحن اليوم نعيش فى إستقرار ورخاء. فإذا أردنا أن نشكر أحدا فلنشكر هؤلاء الشهداء.عجزت الكلمات ووقفت الاقلام وصمت اللسان عن أن يعبرعن تقديره لشهداء أكتوبر ، لم أجد طريقة أعبر بها سوى الوصول إلى أسر بعض هؤلاء الشهداء فطرقت أبوابهم التى كانت وستظل بيت لكل مصرى عاشق لوطنه.طرحت عليهم تساؤلات عديدة وحاولت أن أشارك معهم فرحتهم بهذا الاحتفال العظيم المشرف لهم وللوطن.
أردت أن اعرف كيف أستشهدوا؟ واللحظات الاخيرة قبل التوجه لأداء الواجب الوطنى؟ وآخر الكلمات والرسائل التى تلقونها قبل استشهادهم؟ وكيف يحتفلون بهذه المناسبة التى يراها العالم أجمع أنه انتصار عظيم من شعب لا يقبل إلا أن يعيش كريما وشريفا .
وأولى هذه الاسر التى إلتقينا معها كانت أسرة العميد محمد فطين دياب وحدثتنا حرم الشهيد أركان حرب/ العميد محمد فطين دياب فقالت: الشهيد من مواليد 25/ 8/ 1933 محافظة القاهرة كان الشهيد ذو خلق عظيم وبار بوالديه.تمت خطبتي له وكان وقتها نقيبا في سوريا وبعد الزواج ذهبنا سويا لمدة 6 شهور لسوريا وبعدها جاء انفصال الوحدة بين مصر وسوريا عدنا إلى مصر في نوفمبر 1961 وأقمنا وقتها في المنيل.
أضافت:في عام 1962 أنجبت منى وعام 1964 أماني وكانوا يدرسون بمدرسة"بورسعيد "بالزمالك وهى نفس المدرسة التي كان يدرس بها أبناء الرئيس الراحل / محمد أنور السادات ,كنا أسرة واحدة بالرغم من انشغال حياة الشهيد العميد/ محمد فطين دياب دائما بالسفر طبقا لطبيعة عمله وقتها في "القصاصين" ,"فايد" وأخيرا في" الفردان". حيث كان قائد كتيبة رقم"507" اللواء الثاني مشاه ميكانيكي
وعن الأيام قبل نصر أكتوبر قالت : كان وقتها في أجازة إلى القاهرة وتم استدعائه في يوم 26/9/1973 وهذه الليلة كانت أخر يوم له في مصر وهذا أمر كان يحدث باستمرار من الاستدعاء وقطع الأجازات ولم نكن نعلم أي شئ عن الحرب وهو نفسه كان طبيعيا جدا في التعامل معنا ولم نشعر في لحظة بأي قلق أو توتر حتى في سفره إلى "الفردان" كان يكلمنا أكثر من ثلاث مرات في اليوم لأننا تعودنا على طبيعة عمله وسفره الدائم.
أضافت: أتذكر انه آخر يوم اتصل بي الجمعة 5/10/1973 وكان دائما يطمأني ويقول " حرب إيه .. إحنا مش هنحارب" وجاء يوم 6/10/1973 قمت بتشغيل الراديو على موجة البرنامج العام في نشرة الساعة الثانية ونصف ظهرا سمعت خبر ان مصر قامت بالحرب على إسرائيل. فزاد قلقي وبكائي فأسرعت أتصل بوالدي بالدقي الذي طلب مني أن آتي أنا واولادى لمنزله وقتها استمر الانخراط في الدموع حيث انقطعت كل وسائل الاتصال بيني وبين زوجي .
مرت الساعات والأيام وأنا في حيرة وبكاء واتساءل من يطمئن قلبى ؟ من يبلغني حتى بحرف واحد عن ظروفه؟ وقتها كانت الايام تمر وكأنها سنين طويلة وقاسية لان كل أصدقائه لايعرفون عنه شيئا .
أضافت: عندما كنت اجلس مع نفسي واسأل ربى وأناديه ان يطمئن قلبي عن زوجي وقتها شعرت بالنعاس وأتاني زوجي في المنام وكأنني في منزل والدي ووجدت زوجة أخي وابنتها قادمون إلى في غرفتي وهم يرتدون ملابس سوداء فسألتهم: لماذا ترتدون هذا اللون الأسود؟ فقالوا: فطين مات
واستمرت في البكاء وهى تحكى لنا هذه الرؤيا وتوقف الحديث ثواني ثم عاودت تقول: بعد هذه الرؤيا استيقظت من النوم وأنا في انهيار عصبي ويردد لساني "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وجلست اقرأ القرآن الكريم طوال هذه الليلة التي شعرت وقتها أن هناك رسالة بعثها الله إلى رغم أنها رؤيا مؤلمة إليَ. كنت أعيش في حيرة بين إنة مات او انه على قيد الحياة.
أضافت: استمرت هذه الأيام المريرة حتى بعد عيد الفطر المبارك الذي لم اشعر انه يوم عيد بدون وجود زوجي الذي يملئ لنا حياتنا بالسعادة والذي كان يأخذنا لزيارة الأقارب والأهل في ذلك اليوم .
تستمر حرم الشهيد محمد فطين دياب في الحديث وتقول: لم أستطع التحمل فأعصابي وجسدي وعقلي في دوامة من الحزن والبكاء. فذهبت وقتها إلى أخي صلاح وهو ضابط بالجيش فلم يقابلني وأغلق على نفسه باب "الحمام" يخشى أن يواجهني بالحقيقة المؤلمة فأخذت اطرق الباب بقوة وأقول له "اطلع يا صلاح ..أنت مش عايز تقابلني ليه؟"
قلت وأنا أبكى ويدي تلوح على صدره "أنت مش اخويا ..لية مش بتسأل على فطين!!!" فأراد صلاح أن يهدئني وقال لي "والله والله فطين بخير" وكان يبكى . واخذ يتكلم مع أخي الأصغر على انفراد وشعرت انه يبلغه شئ يخشى أن يقوله لي.
وفي اليوم التالى اجتمع اخوتى جميعا في منزل ابى وجلسوا وفي عيونهم قطرات الدموع تسبق ألسنتهم فشعرت بقبضات في قلبى وكأن الصدمة اقتربت. وجدت اخى الاكبر يشيح وجهه عنى كى يخفي دموعه وقام الى خلف الكرسى الذى كان يجلس عليه فإنتقلت الدهشة لابى وامى لانهم لا يعلمون مثلى باى شئ.
تبكى وهى تسترسل الحديث وصوتها تعلوه نبرات الحزن وتقول: قمت الى اخى الاكبر وجائتنى هستيريا من الكلام الذى لم اشعر به قلت له "انت جاى تقول ايه".. فصمت .. قلت له" اوعى تقول فطين جري له حاجة " فصمت ثانيا " قول ايده اتقطعت .. قول رجله اتكسرت .. قول هو اسير .. بس ماتقولش حاجة غير كدة" ووجدت نفسى اصرخ فيهم جميعا والدموع تحطم احلامى مع زوجى والذكريات السعيدة تأتي الي مخيلتى وكانها شئ لن يعود مرة ثانية وطاف بى ليلة الخطوبة وصوته الذى كان يملئ كل حياتى.
قلت لهم : وانا اشير باصبعى لكل واحد منهم في حرقة وتوجع " انت جاى ليه .. وانت جاى ليه.. قولوا فوجدت اخى صلاح يبكى وجميعهم يبكون .. وفي هذه اللحظة شعرت بان الدنيا لاطعم لها بدون الرجل الذى احببته .. الرجل الانسان.. الرجل الصادق .. الرجل المخلص تيقنت لماذا تجمع اخوتى اليوم وعلمت مصير زوجى الشهيد. وانهم كانو يعلمون استشهاده في 10/10/1973 دون علمى وانا في حيره .
تبكى وتتوقف عن الحديث فكان من الواجب على ان اتوقف عن الحديث دقائق قليلة لما شاهدته من استرجاع لهذه الذكريات الاليمة وكأن هذه اللحظات التى تتكلم فيها معنا هى نفس اللحظات التى سمعت فيها خبر استشهاده وكأن الزمان عاد إلى الوراء أربعه وثلاثين عاما
عادت للحديث مرة أخرى تروي لنا قصة إستشهاد العميد أ.ح/ محمد فطين دياب وتقول: زارنى اللواء/ حسن ابو سعدة كان قائد الفرقة حينذاك ومعه شهادة الوفاه و"طبق فضى" مكتوب عليه ( اسرة اللواء 120 مشاه تخلد ذكرى الشهيد البطل/ عقيد محمد فطين دياب تقديرا لشجاعته الفائقة في معركة الفردان حيث ضرب أروع الامثلة في التضحية والفداء حتى نال شرف الشهادة في الصفوف الاولى يوم 10/10/1973).
بعد مرور عدة أعوام ذهبنا إلى "بانوراما حرب اكتوبر" وفي القلعة بالمتحف الحربى وجدنا اسمه مكتوب وظروف استشهاده وعلمنا من العرض انه كان موجود في معركة" وادي النحلة" بالجيش الثانى والتى شهدت أكبر معارك الدبابات فى التاريخ العسكرى وأنه كان يقود المعركة ويعطى الاوامر لبعض الضباط إلى أن وقعت عليهم "قنابل" في تلك اللحظة واستشهد .
وعن اصدقائه تقول : من اصدقائه اللواء/ سيف الدين جلال محافظ السويس كان أحد تلاميذ العميد / محمد فطين دياب حينذاك واتذكر انه كان يرسل لنا المصاريف مع صديقه وتلميذه سياده اللواء/ سيف الدين جلال فهو رجل إنسان ودائما يسأل عن اسرتى ويطمئن علينا جميعا.
وعن تكريم الجيش لاسره الشهيد تقول: الجيش ممتاز فيولينا اهتمامه الكامل ، التكريم في اوقات كثيرة يدعوننا دائما في الحفلات واتذكر في اخر حفلة قدم لنا سياده المشير / حسين طنطاوى هدية من الجنيهات الذهبية في علبة فخمة.
اضافت تقول: قال لي سيادة المشير "هو لازم يكون شهيد.. لان هو يستاهل يبقى شهيد" .
في عام 1992 أول دفعة للكلية الحربية يطلقون عليها أسماء الشهداء كانت باسم الشهيد العميد/ محمد فطين دياب وايضا هناك بعض المؤلفات التي نشرت عنه وكان اسمه ضمن شهداء حرب اكتوبر في كثير من الموسوعات.
وعن اسرة الشهيد /محمد فطين دياب تقول: ابنتى الكبيرة دكتورة/ منى وهى طبيبة اطفال وابنتى الثانية الدكتورة / امانى التى اصرت في يوم ان تزور قبر والدها في مدافن الشهداء بالاسماعلية وكان وقتها اول مرة نذوره بعد نقل الشهداء من السويس الى الاسماعيلية. اخذنا وقت طويل نبحث عن قبر الشهيد فطين ووجدت ابنتى امانى تقول " قبر بابا اهوه يا ماما" وجلست تقرأ له ايات القرآن الكريم وتخاطبه بلهفة وكانه جالس امامها. واخذت امانى تقول له "انا محتاجلك يا بابا.. انا عاوزاك" وهى تبكى بكاءاً مريراً وبعد دقائق معدودة كنا عائدون الى القاهرة وفي طريقنا اصطدمت سياره امانى وتوفت في الحال.
تبكى وتستمر في الحديث وتقول : زوجى توفي واستشهد وصبرت على فراقه اربعة وثلاثين عاما وابنتى توفيت بين يدى والحمد لله اننى صابرة فقد توفيت امانى في نفس يوم استشهاد والدها في العاشر اكتوبر
تتحدث عن احفاد الشهيد وتقول: ابنتى الوحيدة الدكتوره /منى لها ثلاثه ابناء الكبرى / دينا في الفرقة الاولى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، سيف في الثانية من المرحلة الاعدادية والاخير مهند في السادسة من المرحلة الابتدائية.
تضيف حرم الشهيد محمد فطين دياب : ارى ان حفيدى سيف يذكرنى بجده الشهيد. دائما احكى له بطولات جده في حرب 6 اكتوبر واغرس فيهم حب الوطن من الصغر واقول لهم ان مصر هى اعظم دولة وجنودها هم افضل جنود على الارض .
وتتحدث ابنتة الشهيد الدكتورة/ منى محمد فطين دياب وتقول : فخر لكل انسان ان يكون والده من شهداء نصر اكتوبر وزاد الفخر والشرف ان يكون والدى من الحاصلين على "نجمة سيناء" وهو أعلى وسام تعطيه الدولة لأبرز من قام ببطولات في حرب اكتوبر المجيدة وهو حوالى 20 شهيدا حصلوا على هذا الوسام على مستوى الجمهورية .
تضيف: الدولة تهتم بنا في كل شئ ولان والدى من الحاصلين على نجمة سيناء من الدرجة الاولى نحصل على معاش شهرى يقدر ب 10000 جنيه مصرى بالاضافة للمعاش الاساسى الذى يقدر ب 3000 جنيه مصرى.
تتذكر ايام طفولتها مع والدها الشهيد فتقول: كان عمري 12 عام حين استشهد والدي وكنت اسأل ماما "يعني ايه شهيد يا ماما" فكانت تشرح لي بطولات والدي منذ الصغر. فقد تأثرت كثيراً بشخصية والدي وتعلمت منه المثابرة وان لا يوجد شئ اسمه المستحيل مادمت املك العقل، وان أصون كرامتي وان أحب مصر.
وطرقت أسرة موقع أخبار مصر باب منزل أسرة الشهيد عقيد إبراهيم عبد التواب ونجله دكتور طارق إبراهيم عبد التواب يقول : كان الشهيد قائد موقع "كبريت" أثناء حرب 6 اكتوبر1973 . ولد في ديروط بمحافظة أسيوط عام 1937 ,التحق بكلية التجارة جامعة أسيوط عاما واحدا ثم حول إلي الكلية الحربية أوائل الخمسينات تخرج من الكلية الحربية عام 1956 ثم التحق بسلاح المشاة ميكانيكا ,شارك في حرب اليمن لمدة عامين ثم عين مدرسا في الكلية الحربية عام 1967 .
وعن استشهاد والده العميد / إبراهيم عبد التواب يقول : كان والدي قائد كتيبة في الإسكندرية وفي نهاية صيف عام 1973وفي شهر سبتمبر قال لنا انه انتقل إلي السويس وعدنا إلي القاهرة وتركنا طوال شهر سبتمبر.وفي أوائل رمضان كان العام الدراسي قد بدء وهو كان معتاد دائما علي الإفطار معنا أول يوم من شهر رمضان وقبل شهر رمضان بيوم واحد حضر وأفطر معنا أول يوم رمضان ثم سافر إلي السويس في فجر اليوم التالي .
ويضيف : كان والدي رحمه الله لا يحدثنا إطلاقا عن عمله ولا عن طبيعة العمل ولم نكن نشعر بأي نوع من القلق أو أن هناك حرب وكان يكلمنا هاتفياً كل يوم يطمئنا على صحته وانه بخير .
"كانت كتيبته تتكون من مركبات نقل جنود مدرعة برمائية تنزل في المياه وتمشي علي البر وهي التي عبرت بها قواتنا قناة السويس من الغرب إلي الشرق " ,بعد عدة أيام لم يتصل بنا جاء في أذهاننا انه مشغول بعمله وهذا شيء قد تعودنا عليه من قبل فكان يسافر بالشهور ونراه لبضع أيام . كان يوم السادس من أكتوبر يوم السبت ذهبنا الي المدرسة أنا وأخوتي وكان يوماً طبيعيا جداً وفي مساء هذا اليوم وجدت والدتي قلقة وتبكي وعلمنا ان الحرب قامت فزاد القلق والتوتر يوما بعد يوم وكنا وقتها نتابع أخبار الحرب من خلال الراديو.بعد أسبوع من اندلاع الحرب كان هناك مصابين تم نقلهم الي مستشفي القوات المسلحة بالمعادي فذهبت والدتي تسألهم عن العميد / إبراهيم عبد التواب فكان أصدقائه يطمأنوها ويقولوا انه بخير.
ويضيف :أرسل والدي خطاباً مع احد الأصدقاء .استغرق وصول الخطاب عشرة ايام حيث انه كتبه في 10 أكتوبر وصل لنا بعد الحصار علي موقع كبريت وكان مضمون الخطاب الاطمئنان علي الأسرة وانه قد عبر قناة السويس وكانت لهجة الخطاب بها سعادة وفخر وشموخ .
سمعنا في نشرة الأخبار أن هناك حصار علي موقع كبريت شرق القناة عند منطقة "كسفريت مابين السويس والإسماعيلية" ، والذي استمر حتى 14 يناير 1974. وكان هناك قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار علي الجبهة والذي وافقت عليه كل من مصر وإسرائيل وكان هناك عدة انتهاكات للقرار من جانب إسرائيل .وكان بالرغم من المباحثات بين الجانبين كانت إسرائيل مترصدة لهذا الموقع. فكان يتعرض يوميا للقذائف وإطلاق النار من الإسرائيليين وفي هذا اليوم أصيب والدي بشظية من دانة مدفع استشهد علي أثرها خلال توجيهه للجنود لضرب مواقع في اتجاهات وبزوايا مختلفة .
ويضيف: وفي شهر فبراير كان الرئيس السادات يتحدث في مجلس الشعب وبدء يوزع الأوسمة والنياشين علي أبطال حرب أكتوبر وكانت والدتي قد عرفت باستشهاد والدي ولم تبلغنا ، وتم دعوتها لحضور جلسة التكريم وحين شاهدنا هذا الحدث عبر شاشات التليفزيون وقتها أيقنا ان والدنا استشهد من خلال سماع اسمه وتكريم والدتي من الرئيس السادات وحصل اسم والدي الشهيد العميد/ إبراهيم عبد التواب على نجمة سيناء من الدرجة الاولي كما حصل عليها ايضا في هذا اليوم الشهيد/عاطف السادات و الشهيد/ إبراهيم الرفاعي والشهيد/ احمد حمدي .
وعن أحفاد الشهيد العميد / إبراهيم عبد التواب يقول نجله "أولادي نور ومحمد ويوسف اكلمهم دائما عن جدهم وعن بطولاته العظيمة .واجد ابني يوسف دائما يقول لي بابا أنا نفسي ابقي زى جدو ضابط.
نجل الشهيد العميد / إبراهيم عبد التواب بمناسبة احتفالنا بانتصارات أكتوبر قال: كل عام وانتم بخير وعلي الشعب المصري أن يرفع رأسه وان يفتخر بانتصارات أكتوبر لان وقتها الشعب المصري وقف علي رجله وأصبح قوة يحسب لها ألف حساب.وأضاف :نحن في حاجة الآن إلي المبادئ والقيم والروح التي ظهرت من خلال قصص وبطولات شهداء نصر أكتوبر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.